الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمود درويش.. أثر الشاعر الحقيقي لا يزول

محمود درويش.. أثر الشاعر الحقيقي لا يزول
11 أكتوبر 2019 03:09

عبير زيتون (دبي)

انطلقت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، مساء أمس الأول، فعاليات ملتقى حواري حول الشاعر محمود درويش بعنوان (درويش أثر الفراشة الذي لا يزول) بمشاركة نخبة من الكتاب والنقاد العرب الذين قدموا قراءات نقدية وفكرية، إحياء لذكرى أكبر شعراء العرب في القرن العشرين، وبحثا عن أفق معرفي جديد في جسد القصيدة الدرويشية.
وفي افتتاح الجلسة الأولى أكد د. سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء، حرص مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على الاحتفاء بذكرى كبار المبدعين العرب «الذين أثروا الوجدان العربي بقيم خالدة ستعيش طويلاً في نفوس الأجيال الجديدة، لحاجتنا إلى إبداعاتهم الخالدة كلما ضاقت أنشوطة الظلام على مجتمعاتنا العربية، وهي حاجة نابعة من تعميم وتوسيع قاعدة الثقافة لنُسيّج حضورنا في الحياة بسياج من المعرفة التي يقدمها المبدع لوطنه وأمته».
وناقشت جلسات الملتقى أربع أوراق نقدية، تناولت «انعكاس السياسة في القصيدة الدرويشية» من خلال ورقة الدكتور شربل داغر من لبنان، و«الظواهر الجمالية الفنية والفلسفية في نصوص درويش» بمشاركة الدكتورة المغربية حورية الخمليشي، إلى جانب «مفهوم الإيقاع في القصيدة الدرويشية» للدكتور السعودي أحمد بن صالح الطامي أستاذ الأدب العربي في جامعة القصيم السعودية، مع «انعكاس القصيدة الدرويشية في الذائقة الإيطالية» من خلال ورقة الدكتور الأردني محمود جرن.
وتطرق (داغر) في الجلسة الأولى التي قدمها إبراهيم الهاشمي، لمدى انعكاس مواقف درويش السياسية بمعناها التدبيري الفعال، كونه اشتغل بالسياسة حزبيا، ومناضلا وقياديا لتعيين علاقة (درويش) بطلب السلطة بالقصيدة، وتأكيد المكانة فيها، وبها، والدفاع عن هذه السلطة، ليخلص إلى: «مرونة درويش وحيويته، وتفاعله الذكي مع معطيات المشهد الشعري في تغليب صوت الجودة الفنية على صوت الموقف السياسي، ممسكا بأطراف جمهور قلما اجتمع في راهن الشعر العربي لدى شاعر».
بينما توقفت (الخمليشي) في ورقتها حول الشعر والفن عند محمود درويش، من خلال تأويل فلسفة البياض، والصمت، والفراغ، كاستعارة شعرية، وامتلاء، وسفر في عوالم اللامرئي، كما تجلت في قصائده، خاصة قصيدة - أثر الفراشة التي رأت فيها ما يجيب عن سؤال: ما الذي جعل درويش يبقى من الأصوات الإنسانية الكبيرة ذات الأفق الكوني والأكثر عبورا للمسافات الجغرافية، مؤكدة أن البياض، والفراغ عند درويش مرتبط بفضاء الكتابة، وهو تعبير عن اللامعنى والحلم الإنساني.
وفي المحور الثاني الذي أدارته الكاتبة «سوسن الأبطح»، ناقش الدكتور أحمد بن صالح الطامي ضمن بحثه: «محمود درويش ناقدا- شعرية الإيقاع»، الأسس الشعرية التي يستند عليها مفهوم (درويش) النظري للشعر، والتي قامت حسب رأيه على ثلاثة أبعاد هي: (التراث – الحداثة – المتلقي)، متوقفا عند خصوصية شعرية الإيقاع في القصيدة الدرويشية، الذي يبدأ بالموسيقى العروضية وينتهي في فضاء إيقاع قصيدة النثر.
بينما ذهبت الورقة البحثية الأخيرة مذهبا مختلفا، وجديدا مع الأكاديمي الأردني الدكتور محمود جرن الذي طرح من خلال بحثه: (الإيطالية في جدارية محمود درويش) مسألة تلقّي الجمهور الإيطالي لأعمال دوريش منذ ستينات القرن الماضي، ودور الترجمة الإيطالية لقصيدة الجدارية في طرح حوار شعري مع قصائد أخرى لأهم شعراء إيطاليا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©