عدد اليوم
كلنا نعرف ذلك الشعور بالانبهار الذي ينتابنا حينما نزور مكاناً سياحياً شهيراً، أو مبنى أثرياً ذا دلالة تاريخية معينة، أو نشاهد مسرحية ممتعة أو استعراضاً جماعياً مدهشاً.. ذلك الشعور بالفرحة أو الرهبة الممزوجة بالدهشة والسعادة لكونك أمام هذا الجمال.. هذا مجرد شعور مؤقت، أم له تداعيات أكثر من ذلك؟
دراسة جديدة
شغل هذا السؤال بال باحثين من جامعة ميلان وذهبوا لمنطقة أثرية في إيطاليا لاستطلاع الإجابة. فأجروا مقابلات مع 100 سائح لتقييم مستوى سعادتهم، وقاسوا مستوى هرمون التوتر (كورتيزول) في لعابهم، ثم تركوهم يمضون في جولتهم السياحية، ثم أجروا نفس الاختبارات مجددا بعد الزيارة السياحية لمعرفة الفارق.. فماذا وجدوا؟
في هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرا في الدورية العلمية (كالتشر مديسن آند سايكايتري) كانت النتيجة أنهم لاحظوا ارتفاع مستوى سعادة هؤلاء السياح بنسبة 40 % بعد انتهاء الزيارة، وانخفاض مستوى هرمون التوتر بنسبة 60 %.. ويؤكد العلماء أن هذا التغير الملحوظ ناتج عن الزيارة نفسها، وليس ناتجاً عن شيء آخر، كزيادة الاسترخاء، نظراً لاقتراب المساء مثلاً.
تطبيقات مجتمعية
لهذه الكلام أهمية كبيرة ليس على مستوى الفرد -الذي يسعى لزيادة سعادته- فقط، بل على مستوى التخطيط العمراني واتخاذ القرارات في المجتمع ككل.. إذ تقول الدراسة نفسها إن الاهتمام بالفنون والثقافة ليس مجرد رفاهية زائدة، بل إنها ضرورة للارتقاء بالصحة العامة في ظل ما تواجهه المجتمعات الحديثة من تسارع لوتيرة الحياة، وزيادة الضغوط النفسية وما لها من تبعات صحية معروفة، تزيد من الإنفاق علي الرعاية الصحية..
الاهتمام بالفنون والثقافة ليس رفاهية.. بل هو مفيد صحياً واقتصادياً كذلك.
