عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
حملت أطراف عدة من الساحة الرياضية، مسؤولية عدم التزام بعض اللاعبين الدوليين في معسكرات المنتخب، سواء في ارتكاب أفعال تندرج تحت «سوء السلوك»، أو أخرى تتلخص في التهرب من الانضمام لمعسكر منتخبات المراحل السنية، إلى الأندية، واعتبرتها المسؤول الأول عن عدم تقويم اللاعبين، وذلك لأن الأندية هي التي تربي النشء، ويفترض أن تزرع فيهم الالتزام والانضباط، لاسيما فيما يخص تلبية نداء الوطن، واللعب بشعار منتخبنا الوطني.
لكن، ماذا عن الأندية نفسها، فهل تفرض عقوبات صارمة على سوء السلوك داخلياً، وهل تتخذ تلك العقوبات الرادعة والقادرة على منع التجاوزات؟ وما هي تفاصيل لوائحها الداخلية التي تفرض تعميمها ويوقع عليها اللاعبون بالأندية المحترفة، فضلاً عن اللاعبين في المراحل السنية، وتعتبر ملزمة للجميع، ويتم معاقبة اللاعب بناء عليها؟
تلك الأسئلة دفعت «الاتحاد» لاختراق حاجز الصمت، وفتح الأدراج المغلقة في بعض مكاتب الإداريين بالأندية المحترفة، لنعرض للمرة الأولى، تفاصيل اللوائح الداخلية للعقوبات على اللاعبين، والتي تطبق بالأندية المحترفة، ويتم فرضها من قبل المجالس الرياضية، والتي تتباين فيما بينها من حيث شدة وقوة العقوبات، ولكنها تتفق في الجانب الأغلب منها.
مفاجآت صادمة
وحملت اللوائح الداخلية للعقوبات، التي تعود لـ5 أندية من الأندية المحترفة، بالإضافة للوائح تعود لأحد المجالس الرياضية الثلاثة، والتي قام بفرضها على أنديته لتكون بمثابة لوائح موحدة للعقوبات، بنوداً متشابهة في التعاطي مع مخالفات اللاعبين المحترفين، وقد قسمت اللوائح إلى 5 أقسام أو بنود، تحت كل بند عدد من المخالفات المحددة بقيمة معينة للعقوبة، للمرة الأولى وعند التكرار للمرة الثانية والثالثة وما فوقها، وتبدأ في البند الأول بعقوبات التأخر عن الموعد، سواء للتدريبات أو المباريات، رسمية وودية، والبند الثاني لعقوبات الغياب عن التجمعات والتدريبات والمعسكرات وجلسات العلاج وحضور المؤتمرات الصحفية والمباريات، رسمية أو ودية، والبند الثالث يتعلق بسوء السلوك والعقوبات المفروضة بسببه على اللاعبين، ويعالج هذا البند 23 تصرفاً، وصفتها الأندية بأنها سوء سلوك، تستوجب العقاب وتبدأ بغرامة خصم 2% من الراتب كأقل عقوبة، إلى 25% من الراتب الشهري كأكبر عقوبة.
أما أكبر المفاجآت فكانت عقوبة مخالفة الآداب العامة والعادات والتقاليد والتصرف بصورة غير لائقة في أماكن عامة، فالأندية تعاقب هذا المستوى من سوء السلوك بغرامة 4% من الراتب الشهري، وإذا احتسبنا القيمة على الفئة الأولى من عقود اللاعبين البالغة 2.5 مليون درهم سنوياً، فسنرى أن المبلغ لن يزيد على 8 آلاف درهم عقوبة ارتكاب فعل يندرج تحت «مخالفة الآداب العامة» وسوء السلوك، رغم أن لائحة عقوبات المنتخبات في لجنة الانضباط، تعاقب السلوك المنافي للآداب في المعسكرات، بغرامة مالية 200 ألف درهم، وإيقاف 5 مباريات مع النادي، وهو ما يكشف التفاوت الكبير بينهما.
ومن ناحية أخرى، يفرض النادي على اللاعبين في المادة رقم 15 بالبند الثالث عقوبة 25% خصماً من الراتب الشهري المقدر بـ200 ألف درهم تقريباً «وفق عقود الفئة الأولى بالأندية من قانون سقف الرواتب»، إذا تفاوض اللاعب مع نادٍ آخر قبل الفترة القانونية، وهنا نرى تغليظ العقوبة المالية، بعكس الحال إذا ارتكب اللاعب سلوكاً منافياً للآداب، وأيضاً الخصم بنسبة 10% من الراتب كعقوبة للتصريحات المسيئة أو التصريحات الإعلامية من دون إذن، أي 20 ألف درهم خصماً من الراتب، وبالتأكيد تلك المبالغ مضاف إليها المكافآت الشهرية.
وبنظرة شاملة، نرى أن النادي يهتم بعدم التصريح المثير أو المسيء، وبعدم التفاوض مع نادٍ آخر، ووضع عقوبات مالية مغلظة، بينما لم يهتم بارتكاب فعل مخالف للآداب العامة كسلوك مشين، ووضع مخالفته 8 آلاف درهم فقط، وفق نص اللوائح التي تنفرد «الاتحاد» بنشرها للمرة الأولى، منذ تطبيق الاحتراف.
فيما كان البند الرابع من اللائحة يتعلق بالإنذارات والطرد والإيقاف والشطب، وهو البند الأكثر تغليظاً للعقوبة المالية والتي تبدأ بخصم 5% من الراتب للإنذار من دون إيقاف، إلى 25% خصماً من الراتب إذا تعرض اللاعب للإيقاف 3 مباريات بسبب الإنذارات أو الطرد المباشر.
وكان أكثر البنود غموضاً في اللائحة، هو البند الخامس، ويتحدث عن: «كل عقوبة مالية تصدر بحق اللاعب من أي جهة رياضية بخصوص ممارسات غير لائقة أثناء اللعب ولا تتواجد في اللائحة»، وتكون العقوبة الداخلية بالنادي مثل العقوبة المفروضة من خارج النادي، وكشفت آراء إدارية أن هذا البند يعتبر «غير مفعل» في أغلب الأندية، بحسب شخصيات إدارية استطلعت «الاتحاد» رأيها.
عقوبات مختلفة
وبمقارنة بسيطة بين قيمة العقوبات الموقعة على اللاعبين في بند «سوء السلوك» بالنادي والبالغة 8 آلاف درهم، نجد أن الأندية تخصم 25% من الراتب حال غاب اللاعب عن المعسكر الداخلي أو الخارجي، أي مبلغاً يصل إلى 50 ألف درهم غرامة للمرة الأولى ثم 100 ألف للمرة الثانية، وهو ما يعني عدم تهاون النادي في غياب اللاعب عن معسكر يدخله، وذلك في الوقت الذي شهد غياب 5 لاعبين عن معسكرات المنتخبين الأولمبي والشباب، وتمت معاقبتهم من لجنة الانضباط.
أما أبرز ما لفت النظر في اللوائح الداخلية بالأندية فهو توقيع عقوبة 2% خصماً من الراتب على «السلوك غير اللائق داخل النادي»، وبحسبة بسيطة نكتشف أن تلك العقوبة تكون 4 آلاف درهم فقط، بينما كانت عقوبة ارتياد أماكن اللهو الليلي وتدخين الشيشة، تفرض الأندية 5% خصماً من الراتب للمرة الأولى بواقع 10 آلاف درهم، أما لو غاب اللاعب عن مؤتمر صحفي فيعاقب بـ10% خصماً من الراتب، ما يوازي 20 ألف درهم، أي ضعف عقوبة تدخين الشيشة والسهر في الملاهي الليلية، والتي تضاعفت لاحقاً إلى 7 أو 10% في المرة الثانية، أي بواقع 20 ألف درهم.
ووفق تسلسل العقوبات الداخلية على مخالفات اللاعبين، يمكننا أن نلحظ اهتمام الأندية المحترفة، بحضور اللاعبين دون تأخير للتدريبات وجلسات العلاج والمؤتمرات الصحفية والمباريات الودية والرسمية والمعسكرات، ما يعتبر «التزاماً شكلياً»، وتقوم بتغليظ العقوبات عليها، بينما يختلف الأمر عند ارتكاب سلوك مشين أو سوء سلوك في المعسكر أو التدريبات داخل أو خارج النادي.
