الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منظمة الصحة العالمية: الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً في استئصال شلل الأطفال

منظمة الصحة العالمية: الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً في استئصال شلل الأطفال
23 أكتوبر 2019 01:55

سامي عبد الرؤوف (دبي)

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً ومتقدماً في مجال استئصال شلل الأطفال ومكافحة الإصابة به، وحققت نتائج متميزة في التعامل مع هذا المرض، مشيرة إلى أن إجراءات الوقاية والتعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة مطبقة في الدولة «على أكمل وجه»، ما جعلها نموذجاً على مستوى دول الإقليم.
وأبلغت المنظمة، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بشكل رسمي، أن دولة الإمارات تتبنى نظام تبليغ «سريع وفوري» عن حالات الاشتباه بالإصابة بمرض شلل الأطفال، وهو ما جنبها وجود إصابات فعلية، وأن معدلات الاشتباه في الإصابة بالمرض بين الأطفال في الإمارات أقل، أو في حدود المعدلات العالمية.

أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات في مكافحة انتشار المرض على مستوى العالم، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لتحقيق هدف «عالم خال من شلل الأطفال»، منوهة بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية المحلية، في المتابعة الدقيقة للوقاية من الإصابة بمرض شلل الأطفال.

خطاب المنظمة
وقال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد، رئيس اللجنة العليا للجائحات، في تصريح لـ«الاتحاد»: أرسلت منظمة الصحة العالمية، إلى وزارة «الصحة»، خطاباً يفيد باعتماد تقرير الإمارات السنوي الأخير المتعلق بجهود الدولة في الوقاية من مرض شلل الأطفال وسلامة الخطوات التي يتم تنفيذها للحفاظ على هذا الوضع.
وأضاف: نوهت المنظمة في خطابها بالمتابعة الدقيقة من قبل وزارة الصحة والجهات الصحية الأخري، للتبليغ عن حالات الشلل الرخوي الحاد، وفحصها في المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة في مختلف أنحاء الدولة.
وأشار الرند، إلى أن منظمة الصحة العالمية، أيضاً ثمنت الخطوات المتبعة في التبليغ الصفري عن عدم وجود حالات شلل أطفال في الدولة، الذي يتم بشكل يومي في حالة وجود حالة أو حالات اشتباه، لافتاً إلى وجود تعاون مع المنظمة في مجال تدريب العاملين الصحيين في مجال الترصد الوبائي وخاصة في مجال الشلل الرخوي الحاد.
ولفت، إلى أن ارتفاع مستوى المعيشة ونقاء البيئة في الإمارات، ساهم بشكل واضح في التمكن من إشهار الدولة خالية من الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال، مؤكداً أن اللجنة الوطنية المعنية بشلل الأطفال لم تسجل أي حالة شلل أطفال داخل الدولة أو وافدة.
وقال الرند:«تعمل دولة الإمارات جاهدة على مساعدة الدول التي لا تزال تعاني وجود فيروس شلل الأطفال للقضاء عليه من خلال تكثيف الحملات على مستوى العالم، وتوفير الجرعات الأساسية أو المنشطة، للإسراع في التخلص من البؤر المتبقية من فيروس شلل الأطفال في مختلف الأقاليم».
ويعد برنامج القضاء على شلل الأطفال أحد البنود الرئيسة على جدول الأعمال في اجتماعات منظمة الصحة العالمية، حيث يقع ضمن أهم الأولويات إشهار العالم خالياً من شلل الأطفال.

جهود إماراتية
وأكد وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد، رئيس اللجنة العليا للجائحات، أن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجال مكافحة الأمراض، وتوفير سبل الرعاية الصحية، محلياً وإقليمياً وراء النجاحات التي تحققت، منوها بمساهمة سموه وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس، في توفير لقاحات منقذة لحياة الأطفال في المناطق التي ما زالت موبوءة، وتظهر بها حالات إصابة بمرض شلل الأطفال، مثل باكستان. وأكد أن الدولة وفي إطار الشراكة المجتمعية الدولية تسعى لتوجيه المزيد من الجهد للتخلص من سريان الفيروس البري في البلدان التي لا يزال المرض سارياً فيها خاصة، وأن هذه البلاد تعاني تحديات تتطلب توفير الدعم والمساندة. وقال: إن «دولة الإمارات أولت البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال أهمية قصوى، وإن حالات الاشتباه التي تم رصدها داخل الدولة تعتبر حالات شلل رخوي حاد مؤقتة، وتم علاجها جميعاً وخرجت من المستشفيات لأنها تصيب الشخص لفترة محدودة ثم تنتهي».

نظام فعال
وأوضح الرند، أن حالات الشلل الرخوي تتعلق بأمراض أخرى غير شلل الأطفال، مشيراً إلى أن الوزارة وبالتعاون مع كافة القطاعات والهيئات الصحية ما زالت تواصل جهودها للمحافظة على الدولة خالية من سريان الفيروس البري، من خلال تطبيق نظام قوي وفعال لمتابعة وتقصي حالات الشلل الرخوي الحاد باعتبار ذلك مؤشراً رئيساً ومهماً لضمان اكتشاف أي حالة شلل أطفال قادمة من خارج الدولة في الوقت المناسب.
وذكر، أن الوزارة تنظم وتشرف على برنامج متكامل للتدريب على مدار العام، ويستفيد منه الأطباء والفنيون للتعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة بمرض شلل الأطفال، مشيراً في الوقت نفسه، إلى تكثيف الوزارة، الأنشطة التثقيفية والمحاضرات التوعوية لدرء الخطر عن الأطفال من عدة أمراض، مثل الحصبة والحصبة الألمانية والتهاب الغدة النكافية، من خلال أخذ جميع اللقاحات بجرعاتها الأساسية والمنشطة، محذرة من أن إهمالها يعرض المجتمع لخطر العدوى والإصابة بالمرض.

برنامج التحصين
ولفت وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد، رئيس اللجنة العليا للجائحات، إلى أن الأطفال في الدولة يحصلون على 5 جرعات للوقاية من شلل الأطفال، منها 3 جرعات أساسية، في عمر شهرين و4 و6 أشهر، بالإضافة إلى جرعتين تنشيطيتين، الأول في عمر عام ونصف العام، والثانية في عمر 5 سنوات. وشدد، على أهمية إعطاء الجرعات المنشطة لأطفال المدارس، حيث يتم تتابع ذلك بشكل منتظم، مشيراً إلى أن نسبة التغطية العامة لتوفير اللقاحات للوقاية من الإصابة بشلل الأطفال وصلت إلى 100% العام الماضي.
وأعلن الرند، أن الوزارة تقدم التطعيم مجاناً، بما في ذلك المقيمون والأطفال الزائرون، حيث تعد اللقاحات أحد السبل لتقليل الإنفاق في القطاع الصحي، حيث يمكن الوقاية من الأمراض بدلاً من الإصابة بها والبدء بعلاجها بتكلفة تعتبر عالية، وعلى مدى طويل.
وأكد أن التحصين أحد أهم طرق الوقاية من الأمراض، فهو يحمي من الأوبئة والإعاقة والموت نتيجة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل شلل الأطفال.

دعم
ذكر الدكتور حسين الرند، أن دولة الإمارات حققت كافة الأهداف والاستراتيجيات العالمية الخاصة بالتحصين والمقررة من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمركز العالمي للسيطرة على الأمراض المعدية، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، وأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات.
وأفاد بأن الدولة استطاعت القضاء على الكثير من الأمراض المعدية المستهدفة بالبرنامج الوطني التحصين مثل (الجدري، الكزاز الوليدي، شلل الأطفال وغيره)، بالإضافة إلى السيطرة على كثير من الأمراض المعدية الأخرى التي تصيب الأطفال والبالغين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©