الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات والبرازيل.. تنويعات ثقافية تحتفي بالإبداع

الإمارات والبرازيل.. تنويعات ثقافية تحتفي بالإبداع
27 أكتوبر 2019 02:15

غالية خوجة (دبي)

تحضر الإمارات العربية المتحدة دائماً على الخريطة الثقافية العالمية مشرقة بتنويعاتها الثقافية التراثية المعرفية العلمية الحداثية الحضارية، وتتبادل مع العالم الأبجدية الإنسانية بنقائها الأزلي، وإشعاعاتها التي أسس لها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل قيادتها الحكيمة النهج الحضاري والإنساني ذاته.
وهذا ما يتضح من خلال العلاقات الثقافية الإماراتية المتنوعة مع الكثير من دول العالم، مثل روسيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2020، وألمانيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2021.
وتعزيزاً لمسارات العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات والبرازيل وفرص تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، تتنوع المعاهدات والاتفاقيات والشراكات بين البلدين في شتى المجالات، ومن بينها المجال الثقافي، إنها تنويعات ثقافية تحتفي بالإبداع والمبدعين في البلدين.
ويضيء التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين بالعديد من الأنشطة والفعاليات، ومنها نذكر مساهمة «الغرفة التجارية العربية البرازيلية»، بإطلاق النسخة العربية من (المختارات الأدبية البرازيلية/‏‏ بقلم ميرنا كروز)، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في شهر أبريل الماضي، وضمت المختارات 12 كاتباً برازيلياً، منهم ميلتون حاطوم، ماركو لوتشيسي، ماريا فاليريا ريزيندي، سوكورو أسيولي، رضوان نصار، مارسيلو معلوف، آنا ميراندا، يوسف ميجيل، سليم ميجيل، ميشال سليمان، لوسيانا سافاجيت، ووسنر فراجا. كما تشارك البرازيل بحضور متميز في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة للكتاب.
واختار معرض ساو باولو الدولي للكتاب 2018، الشارقة ضيف الشرف الأول في تاريخ الحدث، ترسيخاً للعلاقات الثقافية الإماراتية البرازيلية، بحضور حشد من الشخصيات الدبلوماسية وممثلي المؤسسات والهيئات الثقافية البرازيلية، منها عميد المدينة برونو كوفاس، ووزير الثقافة البرازيلي سيرجو سا ليتاو، ورئيس الغرفة البرازيلية للكتاب لويس توريللي، والسيدة الأولى لوسيا فرانسا، بحضور إبراهيم العلوي القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في ساو باولو، بينما ترأس الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي الوفد الإماراتي الذي ضم نخبة من الكتاب والأدباء والناشرين الإماراتيين.
واطلع العالم على مجموعة المبادرات الثقافية، والكتب الإماراتية المترجمة إلى اللغة البرتغالية. وعبّرت المشاركة عن علاقات ثقافية راسخة بتاريخها وتجذرها ومستقبلها. وتحولت شوارع ساو باولو إلى مهرجان كرنفالي لفرقة العزف والغناء الشعبي الإماراتي، وامتزجت إيقاعات السامبا مع تعابير رقص البحارة والغواصين على آلات الطنبورة، والمزمار، والطبل، بينما شهد المعرض توقيع 13 كاتباً إماراتياً مؤلفاتهم المترجمة إلى البرتغالية، إضافة إلى جلسات حوارية ونقاشية وندوات مختلفة ومتنوعة في المجالات الإنسانية والثقافية كافة.
وتنوعت الإصدارات التي تم عرضها وتوقيعها ما بين الأعمال الشعرية والمؤلفات الروائية والنصوص السردية إلى جانب الإنتاجات التاريخية التي تتحدث عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، والكتب التي تروي سيرة المسرح الإماراتي والعربي وتاريخ الموسيقى الخليجية والعربية، إلى جانب الموسوعات العلمية التي تتطرق في مضمونها إلى سرد الكنوز التراثية لدولة الإمارات والمنطقة.
ومن بين الكتاب الذين وقعوا مؤلفاتهم للقراء البرازيليين: الأديب الراحل حبيب الصايغ، ود. عبدالعزيز المسلم، وطلال سالم، وسعيد حمدان، وأسماء الزرعوني، وحارب الظاهري، ود. حمد بن صراي، وسلطان العميمي، وشيخة المطيري، وصالحة غابش، وناصر الظاهري.
وعكست الإصدارات حرص المثقفين الإماراتيين على نقل رسالة الأدب والفن والتراث الإماراتي والعربي إلى القارة اللاتينية توطيداً لجسور التبادل الثقافي والمعرفي بين جميع المثقفين والمبدعين حول العالم، وإسهاماً في إطلاع القراء على الإنتاجات العربية بشكل يسمح لهم بالاستفادة من تجاربها، والتعرف على قيمتها وجمالياتها عن قرب.
وإذا رجعنا إلى الأدب البرازيلي فلابد أن تلمع في الذاكرة أسماء عديدة منها جورجي أمادو الذي رقصت كلماته السامبا بين رواياته (بلاد الكرنفال، كاكاو، بحر ميت، قباطنة الرمال، الثوم والقرفة)، ولعبت السينما البرازيلية دورها في إيصال هذه الأعمال وعوالمها الريفية والمحلية والإنسانية إلى العربية والعالمية، تماماً كما لعبت الترجمة دورها في هذا المجال، إضافة إلى الفن التشكيلي الذي احتفت به الإمارات في مؤسسة العويس بدبي تحت عنوان «معرض الفن البرازيلي» 2011، وفي ذا كيوب The Cube في أبراج سنترال بارك، المركز المالي العالمي بدبي 2019، وتبرز الفنيات المتنوعة في الأعمال التشكيلية البرازيلية مثل الانطباعية والواقعية والرمزية والتكعيبية والسوريالية وتبدو الأحصنة والفلكلور السامباوي رحلة جمالية مميزة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©