عدد اليوم
محمد حامد (الشارقة)
أكدت دراسة سويسرية صادرة عن جامعة لوزان، أن غياب الجمهور عن دعم فريقه في مبارياته التي تقام خارج معقله، يرفع احتمالات الهزيمة إلى 20 %، وأشارت إلى أن زحف الجمهور خلف فريقه في مختلف الملاعب يرفع من احتمالات الفوز، أو تحقيق نتيجة إيجابية، والظهور بصورة مقنعة على أقل تقدير، فيما يتسبب الغياب الجماهيري وانفراد جمهور صاحب الأرض بالتشجيع في تعثر الضيوف بنسبة كبيرة.
ويعود السبب في هذه الظاهرة التي تم إثباتها بصورة علمية وفقاً للدراسة السويسرية، إلى أن اللاعب حينما يرى الجمهور يزحف خلفه صوب ملاعب الأندية المنافسة، ويرتفع صوته بالتشجيع على الرغم من قلة العدد، فإنه يشعر بالمسؤولية، ويتضاعف جهده لرد الجميل لهؤلاء الأوفياء الذين يزحفون خلفه في كل مكان.
واعتمدت الدراسة، التي قام بها باتريشيو دالتون، وفابريزيو كوليلا، وجيوفاني جويستي من الجامعة السويسرية، على رصد ما يحدث في الدوري الأرجنتيني، الذي يتم خوض مبارياته منذ عام 2013 بحضور جماهير صاحب الأرض فقط، وعدم السماح لجمهور الفريق الضيف بالزحف إلى المدرجات، وجاء هذا القرار بسبب العنف الجماهيري، ومن أجل حماية الجميع، وبعد دراسة 1320 مباراة تتنوع بين مباريات أقيمت، قبل قرار حظر حضور جمهور الفريق الزائر، وبعد قرار الحظر، جاءت النتائج لتؤكد أن نسبة هزيمة الفريق الزائر الذي يخوض المباراة من دون جماهيره ترتفع إلى 20%.
ومن بين النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة، أن معدل أهداف أصحاب الأرض، يرتفع بصورة كبيرة بعد منع جمهور الفريق الضيف من الحضور، مما يعني أن الحضور الجماهيري لا يؤثر في النتائج فقط، بل له تأثيراته على تفاصيل وجودة الأداء أيضاً، والمفارقة المثيرة في نتائج الدراسة أن الأندية الكبيرة التي تذهب لملاعب الأندية المنافسة من دون جمهورها هي الأكثر تضرراً وتعرضاً للخسارة، أي أن جودة اللاعبين، وقوة هذه الأندية لا تحميها من سلبيات غياب جمهورها في المباريات الخارجية.
وتعود أهمية الدراسة إلى أنها توثق بصورة علمية للأقوال والانطباعات التي تقال عن تأثير الجمهور، فالبعض يرى أن الجمهور هو اللاعب رقم 12، فيما يؤكد البعض الآخر أن كرة القدم مثلث يتكون من اللاعب والمدرب والجمهور، والأخير ضلع لا يقل أهمية وتأثيراً في المنظومة عن اللاعب والمدرب، فالأداء يتراجع بصورة لافتة في مباريات المدرجات الخاوية، ويرتفع بصورة قد تفوق قدرات اللاعبين في حال وجدوا دعماً جماهيرياً.
