الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«لوريال اليونيسكو».. تقود المرأة العربية نحو العالمية

«لوريال اليونيسكو».. تقود المرأة العربية نحو العالمية
24 نوفمبر 2019 01:53

أحمد النجار (دبي)

قصص علمية ملهمة، بطلاتها 6 باحثات عربيات برتبة عالمات، لم يكن زادهن سوى حب المعرفة والاستكشاف والابتكار، دافعهن الطموح، وغايتهن خدمة مجتمعاتهن، وتعميم بحوثهن في سبيل إسعاد البشرية، فلم يبتغين من وراء طلب العلم مجداً، ولم يسعين إلى نيل جائزة، لكنهن بإنجازاتهن الأكاديمية في الطب والتكنولوجيا والحياة، استطعن أن يخطفن لقب «فارسات العلم» ببرنامج زمالة «لوريال اليونيسكو 2019»، ليمثلن صوت المرأة العربية أمام شعوب العالم، وقدرتها في إحداث التغيير والتأثير في النسيج العالمي.
مؤخراً تم تكريم الفائزات في الدورة السادسة من جانب معالي سارة الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، في حفل خاص بدبي، تقديراً لأبحاثهن الملهمة وتكريماً لإنجازاتهن العلمية.

إشراقة أمل
العالمات الست، أعربن عن سعادتهن لنيل شرف الترشح للجائزة، واستحقاقهن لهذا التميز، بوصفه تتويجاً لسنوات من البحث والدأب المتواصل في حقول العلم والمعرفة، وأكدن أن نجاحهن يمثل إشراقة أمل تدغدغ طموح المرأة العربية، ليعيد ضخ الحماس إلى وجدانها، ويمنحها جرعة زائدة من الثقة بذاتها، وبقدراتها على تحقيق المعجزات، وتحدي الصعاب، للوصول إلى الرقم الصعب في كل مجالات الحياة، لنفتح طريق الريادة أمام بنات جيلنا من أجل تحقيق تطلعاتهن.

سرطان الثدي
حمل بحث وفاء رمضان (الإمارات) صبغة طبية وإنسانية، وركز على تحسين معدل نجاح تشخيص وعلاج سرطان الثدي بين النساء، مشيرة إلى أهمية هذا البحث بالنظر إلى أن سرطان الثدي مشكلة صحية في عموم العالم رغم التقدم الكبير في الوعي به وبعلاجه، وقالت وفاء إن بحثها يمكن أن يساعد في التشخيص والتكهن وحتى التنبؤ بمدى الاستجابة للعلاج، متوقعة أن يؤدي إلى نتائج أفضل في علاج مريض السرطان.
وأوضحت وفاء أن الجائزة تمثل رافداً كبيراً لطموحها وتدفعها إلى تكثيف الجهد والبحث من أجل حماية صحة المرأة، والسعي إلى إحداث فارق مهم في حياة النساء حول العالم.

طاقة مستدامة
وقالت د. فاطمة المعمري (سلطنة عمان)، إن بحثها عبارة عن تصنيع مواد مغناطيسية جديدة لتحل محل المواد الأرضية النادرة واستخدامها كمكون رئيس في إنتاج الطاقة، حيث يركز على تصنيع مواد مغناطيسية ذات خصائص متميزة غير متوفرة في البيئة، لافتة إلى أن دول الشرق الأوسط تعتمد غالبيتها في اقتصادها على النفط، إلى جانب مصادر بديلة كالطاقة الشمسية وتوربينات الرياح التي تعمل بواسطة مواد مغناطيسية، وبالتالي فإن تصنيع هذه المواد يخدم الاقتصاد ويوفر طاقة بديلة ومستدامة وأكثر فاعلية، ويعطي حلولاً تنهي اعتمادنا على المواد المغناطيسية التي يتم استيرادها بكلفة عالمية، واعتبرت الجائزة بمثابة تتويج لرحلة العناء والبحث في حقول العلم والمعرفة.

خلايا جذعية
ويتناول بحث أسماء العمودي (السعودية)، تطوير استخدام خلايا جذعية محددة لعلاج أمراض الدم، مشيرة إلى أن بحثها يركز على علاج سرطان الدم «اللوكيميا» من خلال تطوير خلايا الدم الجذعية طويلة المدى، وقد حصلت أسماء على براءتي اختراع في بداية مرحلة الدكتوراه كنتائج أولية للبحث، وتم تكريمها من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ووصفت الجائزة بأنها تمثل حافزاً كبيراً للاستمرارية في طلب العلم وإنتاج بحوث تخدم المجتمعات والإنسانية.

زراعة الأعضاء
وقالت د. وفاء عوده الطلحي (السعودية)، إن بحثها يهدف إلى تحسين صحة المرضى، من دون الاعتماد على واهبي الأعضاء عند توقف أو فشل أحد أعضاء الجسم الرئيسة وحدوث الوفاة، موضحة أن الطريقة الوحيدة المتاحة للتعامل مع هذا الأمر هي زراعة الأعضاء، لكن هذا يتوقف بدوره على توفر المتبرعين المطابقين، حيث طالت قائمة انتظار هؤلاء المتبرعين بالأعضاء على مدى السنوات الماضية، وهو ما يمثل عبئاً على كاهل المرضى من ناحية النفقات حيث يتوجب عليهم تحمل مدة إقامتهم في المشافي.

مرض السكري
وقالت د. نور الصبيح (الكويت)، إن بحثها يتناول تقصي الآليات الكامنة وراء تطور مرض السكري من النوع 2، حيث إن السكري من النوع الثاني هو مرض استقلابي معقد، تحوّل مؤخراً إلى وباء عالمي، وتزداد معدلات الإصابة به بشكل ينذر بالخطر، وتساعد أبحاثها في تحديد الآليات التي قد تساهم في تطور مرض السكري من النوع الثاني، والتعامل معها بأسلوب علمي.

مريم اليماحي: الذكاء الاصطناعي في خدمة أصحاب الهمم
تلخص الدكتورة الإماراتية مريم اليماحي، الفائزة بجائزة زمالة «لوريال اليونيسكو» من أجل المرأة في العلم للشرق الأوسط قصة نجاحها، وأحلامها في السعي للوصول إلى العالمية، ونشر المعرفة لتمكين المرأة، وتسخير بحوثها العلمية لخدمة البشرية، منوهة إلى أهمية هذه الجائزة المرموقة، لكونها تمثل حافزاً لتقديم الأفضل، وتدعم المرأة في مجال العلوم، وقد نال بحثها نفسه على جائزتين كأفضل اختراع علمي على مستوى جامعة جورج واشنطن الأميركية، والمركز الأول في ريادة الأعمال في واشنطن، وتم تسجيل براءتي اختراع لبحثها في الولايات المتحدة.
وبسؤالها عن مشروعات أو بحوث تخطط لإنجازها في خدمة البشرية، أجابت اليماحي، قائلة: «أعكف على تنفيذ مشاريع عديدة، تساهم في تطوير بيئة عملي ومن ثم وطني ولربما العالم، على المستوى الإداري والاستراتيجي». وتابعت: «أقدم ورش عمل لجهات حكومية وخاصة، تهدف إلى تطبيق آلية الذكاء الاصطناعي على المستوى المؤسسي، كما أقوم بأبحاث مع جامعات عالمية للعمل على تطبيقات تفيد أصحاب الهمم، وهذا ما أعمل عليه حالياً مع جامعة في كوريا الشمالية، إضافة إلى مشاريع أخرى مع شركات عالمية لتطبيقات ومشاريع متخصصة في مجال التكنولوجيا واقتصاد البيانات»، مشيرة إلى أن اختيارها لفكرة البحث جاءت من منطلق أننا نعيش اليوم عصراً جديداً من التحول الرقمي يواكب الثورة الصناعية الرابعة، وحسب مريم، فإن البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي يعتبران محركين فاعلين في هذه الثورة الرقمية الجديدة، قائلة: «ركزت في أبحاثي على استخدام خوارزميات ذكية لجمع وتحليل البيانات والتنبؤ بها، بما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل»، مضيفة أن بحثها الحالي يهدف إلى إيجاد نظام مبتكر، وأكثر فعالية للولوج إلى البيانات واسترجاعها، كما تطمح إلى تطوير بحثها في برنامج يمكن الاعتماد عليه مثل «محرك بحث جوجل العالمي» بخصائص متقدمة وبابتكار إماراتي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©