الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سيدة البحر».. انتصار للمرأة في «القاهرة السينمائي»

«سيدة البحر».. انتصار للمرأة في «القاهرة السينمائي»
27 نوفمبر 2019 02:37

ماجدة محيي الدين (القاهرة)

بين الواقع والخيال.. تدور أحداث الفيلم الإماراتي «سيدة البحر» الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية، وحظي بإعجاب الجمهور الذي صفق طويلاً بعد انتهاء الأحداث.
يتناول الفيلم، بحرفية، قضية التعصب ضد المرأة من خلال قصة فتاة صغيرة ولدت في مجتمع بلا موارد، يعيش سكانه على البحر وما يجود به، والجميع أسير لمعتقدات وخرافات متوارثة، ترى أن البحر يحتاج إلى قربان يقدم له، ولابد أن تكون فتاة صغيرة، لأن الفتاة لا لزوم لها! هي لا تعمل في الصيد، ولا يصح أن تشارك في إصلاح الشباك مع الفتيان والرجال، مجرد كائن، لا يحق لها اللعب خارج جدران المنزل مثل الفتيان، ولا إبداء الرأي حتى في أمور حياتها.
ولدت «حياة» بطلة الفيلم في تلك البيئة القاسية وحملها والدها بعد مولدها بأيام، ليقدمها قرباناً للبحر في طقوس شديدة الرهبة، في ليلة اكتمل فيها القمر، يطوف رجال القبيلة على بيوت الذين رزقوا بفتاة، وتراقب باقي النساء والفتيات المشهد المهيب من خلف النوافذ الحديدية، الدموع تنهمر، والقلوب تنخلع والأنين لا ينقطع، ولا يستطيع أحد الاعتراض.
وقف الجميع على الشاطئ، البعض يحمل المشاعل، فيما يحمل كل رجل ابنته التي يلقيها للبحر بيديه بكل ثبات، إلا والد حياة لم يحتمل رؤية ابنته الرضيعة يلتهمها البحر، أو الوحش الساكن فيه، سرعان ما ألقى بنفسه في المياه لينقذ صغيرته ويستعيدها، وتصبح تلك الواقعة مصدر استهزاء له من رجال القبيلة الذين يصفونه بالرجل الضعيف! وتكبر حياة وهي تراقب والدها الذي أصبح ممنوعاً من الصيد والخروج مع الرجال إلى البحر، نتيجة حبه الشديد لها.
تراقب حياة والدتها بخوف، فهي تنتظر مولوداً جديداً، ويأتي صبي. وطبقاً للطقوس والمعتقدات، عليها أن تنتظر القمر لتودع الحياة، وتستسلم حياة لمصيرها وتخرج على قدميها في ذات الموكب الحزين، وتجد صديقتها فاطمة معها وبجوارها تمد يدها لصديقتها وكأنها تقول لها تشجعي، وبالفعل تغوص الفتيات في البحر المخيف، بينما رجال القبيلة والقمر يشهدون تلك اللحظة الرهيبة، بكل ثبات وأمل، أن يتقبل الوحش الساكن بالبحر القرابين، وتحدث المعجزة، فتنجو حياة وتشق البحر في الصباح لتصبح حديث القبيلة، بينما يلقي البحر جسد صديقتها فاطمة إلى الشاطئ وهي تئن، نصف جسدها ابتلعته سمكة ضخمة وبقي الرأس وباقي الجسد، وبشجاعة تقرر أن تنهي عذاب صديقتها. تغيرت حياة بعد تلك التجربة، وأصبحت أكثر إصراراً على الدفاع عن حقها في الحياة واختارت أن تعمل مع الرجال، لقد انتصرت على الوحش والبحر نفسه، انتصرت على التعصب الذي يعيشه مجتمعها، حطمت الأسطورة وهزمت الخرافة.
طرح الفيلم رؤية مليئة بالمشاعر النابضة، لا تخلو من شجن، فيها إدانة للمجتمعات الذكورية المتعصبة، والتي ما زالت تصادر حق المرأة والفتاة في الحياة والعمل.
ولجأت شهد إلى الرمز لتعبر بحرية عن مخاوف المرأة ومعاناتها من الميلاد وحتى النهاية، واستعانت بتقنية الأبيض والأسود في قالب يجمع بين الشكل الروائي والتسجيلي، وكأنها تريد أن توحي بصدق تلك الأحداث.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©