السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الشيخ زايد.. توليفة حضارية تتفيأ ظلال أبوظبي

مهرجان الشيخ زايد.. توليفة حضارية تتفيأ ظلال أبوظبي
6 ديسمبر 2019 00:07

نسرين درزي (أبوظبي)

مرة جديدة تثبت إمارة أبوظبي من خلال مهرجان الشيخ زايد الذي يستمر في منطقة الوثبة حتى 26 يناير المقبل، أنها حاضنة لحضارات الشعوب التي تجتمع وتتفاعل على أرضها. والحدث الدولي الضخم الذي تترقبه الأعين لما يضمه من فعاليات تراثية وتقليدية يضيء على التميز الحرفي والإبداع المعنوي عبر استضافته أكثر من 40 دولة. ويمتد الحراك المجتمعي على مساحة 500 ألف متر مربع، منتجاً كرنفال تعايش يستحق التوقف عنده مراراً.
ويحقق مهرجان الشيخ زايد منذ افتتاحه قبل أسبوع، استقطاباً جماهيرياً واسعاً من مختلف الجنسيات تتوافد إلى أجنحته مستمتعة بمفردات المجتمع المحلي وحرفه اليدوية المتوارثة حتى اليوم. ولا يغفل الزوار استكشاف معالم الدول الآسيوية والشرق آسيوية والأوروبية والأفريقية المنتشرة في الموقع، وفي أيديهم كاميرات لا تتوقف عدساتها عن التقاط الصور التذكارية في مشهدية، تجسد معاني التسامح والتواصل مع الآخر، وهو ما تكرسه دولة الإمارات وتدعو إليه.

وقفات تأمل
الجولة في مهرجان الشيخ زايد التي تبدأ من العصر حتى منتصف الليل، تتخللها وقفات مطولة عند منصات الدول المشاركة والتي تعرض في أكثر من جناح منتجات ومشغولات وحرف يدوية وفنية، كما تكشف أمام الزوار نماذج من الحياة اليومية فيها من خلال قصص تروى في الجلسات المفتوحة. ولا تقتصر المعارف هنا على المعروضات المادية وإنما تقام حفلات طهي مباشر من مطابخ العالم مثل المغرب والهند وأوزباكستان، تقدم لمحة عامة عن أهم أطباقها الشعبية، يتذوقها المهتمون ويقارنون بينها وبين أطباق مشابهة في بلدان أخرى، وتكون مادة للأحاديث المشتركة بينهم.
وترسم الفرق الاستعراضية التي تقام عند كل جناح نماذج متنوعة للباس التقليدي في مناطق مثل البوسنة والهرسك، وتعرض أهم أدواتها الموسيقية في الموروث الشعبي، بعضها أهازيج وبعضها قرع للطبول، وعزف سريع تختلط فيه الآلات الرنانة. وأكثر من ذلك تجوب الفرق العالمية الممرات الرئيسة بين الأجنحة وتؤدي فنونها بلا سابق إنذار من فوق أكثر من مسرح مفتوح وفي أكثر من مرفق وردهة. ومع كل استراحة على مقربة من الأجنحة العربية والأجنبية، يتوقف النظر عند أدوات الشعوب الموزعة في الأرجاء، وعند كل تفصيل معماري من بيئة المكان. حتى أن أجنحة مثل الصين ومصر وتايلاند وكازاخستان، شيدت واجهاتها من أهم معالمها العمرانية التي تعطي انطباعاً للزائر أنه في رحلة استطلاع خارج الحدود، وذلك من داخل منطقة الوثبة التي باتت بمهرجانها الأضخم عنواناً جامعاً لثقافات الشعوب.

هنا الإمارات
وكما يتعرف جمهور مهرجان الشيخ زايد إلى حضارات الشعوب الزائرة من خلال الأجنحة المشاركة، يعكس الحي الإماراتي الصورة نفسها فقد صمم لنقل المشهد القديم لحياة الأجداد أيام كانت البدايات شاقة والحياة تتطلب الكثير من الكفاح.
ويعبر زوار المهرجان من مختلف الجنسيات المقيمة، والسياح عن إعجابهم، بما يرونه ويعتبر تفاعلهم الحيوي أمراً لافتاً، لا سيما أن أعدادهم كثيرة وحضورهم يرتكز على إشباع الجانب الثقافي بالتعرف إلى حياة الأولين، والتوقف عند محطات الإصرار والإرادة وصولاً إلى مجد الإنجازات.
ولا تقتصر زياراتهم على المشاهدات وحسب، وإنما يصرون على مجالسة كبار السن من العارضين والإصغاء إلى قصصهم المثيرة، ومتابعة حركة أيديهم في شرحهم لاستخدامات الخوص وأدوات الصيد والحياكة، وسواها الكثير من مفاهيم بيئة البحر والبر والجبل.

ملتقى الثقافات
وتجوب مسيرة الحضارات العالمية ساحات المهرجان يومياً عند الساعة 7 مساءً، وتشارك فيها الفرق الفولكلورية المحلية والعالمية التي تقدم أهازيجها واستعراضاتها الفنية بملابسها التقليدية لتعبر عن روح المهرجان، ورسالته بأن الإمارات ملتقى الثقافات والحضارات.
ويضم الحي العالمي أجنحة تمثل أكثر من 40 دولة عربية وعالمية، تعكس لمحات من ثقافاتها وتراثها المعماري وموروثها الشعبي وأسواقها التقليدية ومنتجاتها. وتقام يومياً وكل نصف ساعة على مسارح أحياء المهرجان عروض الفنون التقليدية الفولكلورية التي تجسد ثقافات وحضارات الشعوب والدول المشاركة،
وتتوزع هذه المسارح في مختلف مناطق المهرجان أمام الأحياء كافة، لتستعرض عليها كل دولة مشاركة فنونها ومناطق الجذب فيها. ويؤكد مهرجان الشيخ زايد بما يضمه من دول مشاركة وفعاليات وعروض أن الإمارات أبوابها مفتوحة أمام مختلف ثقافات العالم وحضاراته المتنوعة.

حياة الأولين
تكتمل مظاهر التمازج الحضاري بين مختلف الجنسيات في الفريج الإماراتي الذي يقدم أجمل الصور عن حياة الأولين من خلال تصاميمه العريقة التي تفوح منها رائحة الزمن الجميل، ويرتاح لها المارة ممن عايشوا زمن الأزقة الضيقة التي تتراص عندها الدكاكين الخشبية المسقوفة بالسعف وخوص النخيل.

محطات
عند كل جولة على مرافق المهرجان يعلن الزوار رغبتهم في الاطلاع على الفقرات الفنية للدول المشاركة بما تحمله من دلالات شعبية. ولا تقتصر محطاتهم على مرافق الطعام وردهة الألعاب، وإنما يسعدون مع أبنائهم بكل ما له علاقة بعبق التاريخ ويهوون شراء الهدايا التذكارية والتقاط الصور من وحي حياة الأقدمين.

4 قلاع
علامات التميز التي تحيط بمهرجان الشيخ زايد تطل من لحظة عبور الشارع المؤدي إلى موقعه فوق هضبة رملية فسيحة تعيد إلى الأذهان صوراً من بيئة الصحراء. وما هي إلا لحظات حتى تتراءى من بعيد البوابة الرئيسة العملاقة محاطة بأربع قلاع تروي كل منها قصصاً عن أمجاد التاريخ كشاهد يأبى أن يشيخ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©