الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان الشيخ زايد.. الأجنحة الخليجية تستحضر تراث الأجداد

مهرجان الشيخ زايد.. الأجنحة الخليجية تستحضر تراث الأجداد
6 ديسمبر 2019 00:03

أشرف جمعة (أبوظبي)

تزدهي الأجنحة الخليجية في مهرجان الشيخ زايد بعطرها الأخاذ وحيويتها المتجددة، حيث تتناثر في أرجائها الصناعات التقليدية التي تعبر عن عبق الماضي وإشراق الحاضر، ومن ثم تستحضر كل الملامح التي تعبر عن البيئة الخليجية بكل تجلياتها؛ فتكتسي هذه الأجنحة بالعراقة وهي تنشد التواصل مع جمهور محب للموروث مدرك لأهمية الحفاظ على نسق مهم من حياة الماضي؛ إذ تضفي الأجنحة أيضاً على كل المنتجات طابعاً عصرياً يمنحها قوة الحضور في هذا العرس التراثي السنوي الذي يجمع الزوار على موروثات محلية وخليجية وعربية وعالمية متناغمة.
وتشارك في نسخة هذا العام من المهرجان دول مثل السعودية والكويت والبحرين وعمان واليمن لتضع الزوار أمام تجارب خصبة مكتنزة بعطر الصناعات التقليدية والمنتجات اليدوية التي تعبر عن طبيعة كل بلد.

إطار متناسق
في الجناح السعودي بالمهرجان تجاورت الدكاكين الشعبية في نسيجها البديع، وتراتبها اللافت حيث تبرز المعروضات في إطار متناسق يعبر عن طبيعة الجناح، الذي جذب العديد من الزوار نظراً لتميز المنتجات التي تعبر عن الأصالة، وتحتضن في الوقت نفسه منتجات تعبر عن الحاضر، وهو ما يجذب الجمهور لمثل هذه المنتجات.
ومن ضمن الدكاكين التي حملت طابعاً تراثياً عميقاً «درة الماس» الذي يزدهي بعبق العقيق وصناعته التي تبهر الزوار فهو يمثل الطريقة اليدوية في تجميع العقود والخواتم والقطع الفريدة حيث يحرص صاحبه محمد حمدوش على عرض تشكيلات مبهرة من الأساور والسلاسل المطلية بماء الذهب، ومن ثم الفصوص النادرة والأكسسوارات التي تتميز بدقة صناعتها، مشيراً إلى أن الأجنحة الخليجية تحافظ على نشر الثقافة التراثية من خلال ما تعرضه في المهرجان، كونها تتميز بخصوصيتها في مجال الموروث، كما أنها تتوافق مع التراث الإماراتي في الكثير من جوانبه، مبيناً أن هذا الحدث السنوي يؤكد ضرورة الحفاظ على الكنوز التراثية والإنسانية، فهو يروي قصص الموروث الخليجي على المستويات كافة.

منتجات حرفية
ويقول محمد عبدالخالق، المشارك من الجناح السعودي، إن هناك موروثات راسخة في البيئة الخليجية تتناقلها الأجيال، وأنه يعرض في المهرجان الكوفية «أو الغترة أو الشماغ»، وهي لباس للرأس يتكون من قطعة قماش مزخرفة بألوان عديدة أشهرها اللون الأحمر والأبيض والأسود والأبيض، مربعة الشكل ويتم ثنيها بشكل مثلث وتوضع على الرأس وأحيانا على الكتف، وتصنع من خيوط قطنية بالكامل حيث إن خيوط القطن هي أفضل الخيوط التي تستخدم في صناعتها نظراً لمظهرها وأدائها المميز، وما يجعل للكوفية شكلاً مميزاً حيث إنها عادة ما تتكون من قماش أبيض من القطن الرفيع وعليها نقوش مستطيلة أو مربعة الشكل باللون الأحمر، وهو المعتاد في السعودية ودول الخليج العربي. ويرى أن المهرجان يحتضن موروثات منطقة الخليج ويبرزها بشكل لافت من خلال تجاوز الأجنحة نظراً لأنها مرتبطة في نسيجها التراثي، موضحاً أن المهرجان يجمع الجمهور على ثقافات متنوعة من موروثات الشعوب وهو ما يعطي زخماً ويمنح الجمهور فرصة للتعرف على الكثير من المنتجات الحرفية المصنوعة بطريقة تقليدية خالصة.

عسل اليمن
وفي الجناح اليمني كان أحمد الجابري يعرض العديد من أنواع العسل اليمني الشهير مثل السدر والسمر والعسل الأبيض وعسل الزهور الجبلية، موضحاً أنه يشارك في المهرجان للمرة الرابعة. ويقول إن هناك إقبالاً من قبل الجمهور على كل أنواع العسل وخاصة أنها تستخدم في الاستشفاء مثل عسل السدر الذي يعتبر من أجود أنواع العسل مقارنة بعسل الزهور وعسل المراعي الأخرى، مضيفا أن لعسل السدر فوائد كثيرة يحرص على تناوله الكثير ممن ينشدون الصحة.
ويقول «يتميز عسل السدر بطعمه المختلف عن بقية الأنواع، وبنكهة تختلف عن كل نكهات أنواع العسل الأخرى، ويعتبر عسل السدر علاجا ناجعا لكثير من الأمراض»، لافتاً إلى أن الأجنحة الخليجية في المهرجان متميزة كونها غنية بمنتجاتها الشهيرة ومعروضاتها التراثية العتيقة.

عطور تقليدية
ويذكر مهاب عادل أنه يعرض في الجناح البحريني البخور خاصة أن لديه خبرة في مجال صناعتها كونها من العادات المتوارثة في البيئة الخليجية، مشيراً إلى أن البخور عبارة عن عطور تخلط مع بعضها عبر مسحوق ذي رائحة جميلة حيث يوجد في كل منطقة من العالم بأشكال كثيرة وخلطات مختلفة؛ ففي الدول العربية يوجد في المجالس وفي العادة يتم الحصول على أجود أنواع خشب العود من الأشجار المعمرة والتي يتراوح عمرها ما بين 150 و70 عاماً، ويستخرج المكون النادر بعد عملية تقطيع أشجار العود في موسم الشتاء وموسم الجفاف، ويتم ذلك بانتزاعها من جذورها، بوساطة خبراء متمرسين وقطع الشجرة، ويبين أن المهرجان يعطي لمحة قوية عن عادات وتقاليد الشعوب الخليجية.

عباية سوداء
وفي الجناح الكويت كان طلال ناصر يعرض ملابس شهيرة في الكويت مثل العبايات النسائية وملابس الأطفال.، ويشير إلى أنه يعرض أشكالاً مختلفة من العباءات، وهي قطعة قماش سوداء ترتديها المرأة وبالأخص في دول الخليج العربي فوق الملابس العادية عند الخروج من المنزل، وتعتبر العباءة الزي الأكثر تداولاً للسيدات في الدول الخليجية وهي تعبر عن الاحتشام، وتتوافر غالبا باللون الأسود إلا أن هناك أنواعا جديدة ظهرت حالياً ملونة، ويقول إنه يمكن أن يختلف شكلها من عباية بسيطة وفضفاضة إلى ملابس عصرية، لكنها تبقى دائماً ساترة للجسم وطويلة إلى الكعبين، مع أكمام طويلة.

حلوى عُمانية
ويبين شعبان راشد أن الحلوى العمانية تستحوذ على اهتمام الزوار خصوصاً أنه تدخل في صناعة الحلوى العمانية الكثير من المواد الطبيعية مثل: النشا، والسكر البني والسكر الأبيض المصنّع والعسل الطبيعي أو التمر، السمن، وماء الورد المحلي بالمكسرات التي كلما زادت وتنوعت في الحلوى زادت جودتها والزعفران والماء والهيل ومنتجات أخرى مثل التين والعسل أو الدبس. وفي العادة تمتلك الحلوى العمانية خصائص مميزة كونها تصنع في كثير من الأحيان من العسل حيث يمكن يحتفظ بالحلوى لمدة تزيد على 3 شهور من دون الحاجة إلى مواد حافظة سواء في فصل الصيف أو الشتاء؛ فمكونات الحلوى تساعد على الاحتفاظ بها لأقصى مدة ممكنة. ويوضح أن المهرجان يحتفي بالموروثات الخليجية بصورة واضحة.

توابل ونكهات
وسط دكان ممتلئ بالتوابل والبهارات العربية والمكسرات والأعشاب كان نبيل المنتصر يشرف على المعروضات حتى تبلغ ما يتمنى من الاتساق، مشيراً إلى أن البهارات تضفى مذاقاً على الأطعمة، وأنه يجب تمييز البهارات عن بعض الأعشاب التي تستعمل أيضاً لإضفاء نكهة على الطعام كالريحان مثلاً، ففي حين أن هذه الأعشاب تتكون عادة من أجزاء من النبات إلا أنها تكون في العادة نضرة وطازجة، في حين أن التوابل تكون عادة على شكل مسحوق جاف.
ولفت إلى أنه يعرض في الجناح الخليجي الكثير من البهارات والأعشاب والمكسرات والتوابل التي تهم الأسرة العربية.

منزلة عالية
أثناء وجوده في المهرجان توقف المغربي عبدالله العلوي - زائر- عند الأجنحة الخليجية وبخاصة في الجناح السعودي الذي يتميز بالعديد من المنتجات التقليدية وبخاصة العطور والدخون.
ويقول، إن لديه خبرة في مجال تصنيع العطور بالطريقة التقليدية، وهو ما يجعله يلتفت إلى مثل هذه المنتجات خاصة أن مجال العطور التقليدية واسع، لافتاً إلى أن الطريقة العربية لصناعة العطور تكمن في استقطار تيجان الأزهار مع الماء، ويلفت إلى أنه يشعر بالفخر لبلوغ الموروث الخليجي منزلة عالية بين الموروثات العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©