الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"من آشور إلى إشبيلية".. الموسيقى تعزز الحوار بين الثقافات

"من آشور إلى إشبيلية".. الموسيقى تعزز الحوار بين الثقافات
6 نوفمبر 2018 00:18

أبوظبي (الاتحاد)

استأنف مهرجان أبوظبي برنامجه الخاص بأعمال التكليف الحصري الدولية خلال العام الجاري، بإطلاق العرض العالمي الأول «من آشور إلى إشبيلية» الذي أقيم في «غران تياتر ديل ليثيو» في برشلونة، إسبانيا، يوم 4 نوفمبر. وقدّم العرض أستاذ العود العربي، وسفير الأمم المتحدة للسلام نصير شمة، برفقة 30 فناناً من خريجي بيت العود، لاستكشاف الحوار الثقافي المتبادل من خلال الجذور الموسيقية المشتركة، وبخاصة بين آلتي العود والغيتار. وهو أول عرض موسيقي عربي يقام في دار الأوبرا «ديل ليثيو» في برشلونة.
ومن خلال عمل التكليف الحصري هذا من مهرجان أبوظبي، والذي جاء في إطار اتفاقية التعاون الموقعة في عام 2015 بين دار «غران تياتر ديل ليثيو» ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الجهة المنظمة لمهرجان أبوظبي، قدّم نصير شمة مزيجاً فريداً بين الإرث الموسيقي العربي والغربي عبر أحدث معزوفاته، التي تساهم في تعزيز روابط التاريخ الموسيقي المشترك بين العالم العربي وأوروبا، والاحتفاء بعظماء الموسيقيين العالميين. وعلى مدى 90 دقيقة، استمتع جمهور «ديل ليثيو» الكبير بأداء رائع وليلة تاريخية، قدمها نصير شمة وخريجو بيت العود من الجزائر والقاهرة وأبوظبي، يرافقهم كارلوس بينيانا عازف الفلامينكو الشهير من إسبانيا، وعازف البوزوكي اليوناني جيورجوس مانولاكيس. واللافت في الأمسية، تقديم نصير شمة لأربع آلات عود جديدة، هي حصيلة جهد ودراسة امتدت لسنوات، ومعرفة، بل هي انتماء وحب عميق لآلة العود، وهي: عودلين، عودلا، عودلو، وعودباس.
وأبرزت د. حصة العتيبة، سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية، العلاقات الثقافية بين الإمارات وإسبانيا، قائلة: «مثل هذه الفعاليات تساعد بشكل كبير على تعزيز الحوار والتواصل الثقافي بين البلدين»، مؤكدة في هذا السياق، أهمية حضور الثقافة بأشكالها كافة في حوار الحضارات بين الدول.
وأكدت العتيبة أن المشروع الفني الموسيقى «من آشور إلى إشبيلية»، بالإضافة إلى دوره في تعزيز الموسيقى في الحوار بين الثقافات، يساعد بكل تأكيد في تعزيز الروابط التاريخية المشتركة بين العالم العربي وأوروبا، لا سيما إسبانيا وشعبها، بالإضافة إلى نقل صورة حية إلى الشعوب الأوروبية عن دولة الإمارات وثقافتها التي تنطلق منها رسالة التسامح والسلام والإخاء بين مختلف شعوب العالم عبر الثقافة والفنون والآداب بشكل خاص وعن العالم العربي بشكل عام.
وقالت هدى إبراهيم الخميس ـ كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «في لحظة إشراق حضاري وتفاعل موسيقي عالمي، يُبرز العمل «من آشور إلى إشبيلية» أبعاداً تاريخية كثيرة، منها أنها المرة الأولى التي تُعزف فيها الموسيقى العربية في دار الأوبرا «غران تياتر ديل ليثيو»، برشلونة، أحد أقدم دور الأوبرا في أوروبا والعالم، كما أنه عرض عالمي أول بتكليف حصري بين مهرجان أبوظبي ودار أوبرا ديل ليثيو، برشلونة، الأمر الذي يؤكّد العلاقات الفريدة بين الإمارات ومملكة إسبانيا، ويعكس أهمية الدبلوماسية الثقافية في حوار الثقافات والتبادل الحضاري».
وتابعت: «يحكي العمل حكاية الإرث والأثر من آشور إلى إشبيلية بتأليف معاصر جديد لنصير شمة، يقدّم من خلاله خمس آلات موسيقية مبتكرة من عائلة العود، في عزفٍ مبدع، بمشاركة أكثر من 30 من الموسيقيين من العالم العربي وإسبانيا، في رهانٍ واضح على استمرار الفعل الحضاري العربي، عبر تجديد الفكر والاستثمار في الطاقات الإبداعية عربياً وعالمياً».
وقال الفنان نصير شمة: «اليوم نُقدم صوتاً جديداً، نبهر من خلاله المتلقي، بعمق ثقافتنا، كيف تتوالد آلة العود، وتصبح خمسة أحجام، وكيف تستطيع هذه الأحجام أن تعطي صوتاً جديداً، إضافة إلى مهارات الشباب المختلفة، إذ نرى التونسي والعراقي واليمني واللبناني والمصري والإماراتي وكل الدول الموجودة على خشبة المسرح، كيف لهذه الآلة نفسها أن تحتوي على كل هذه اللهجات. هذا ما عملنا عليه أنا ومهرجان أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون منذ عام 97، واليوم نحن هنا في برشلونة لنكمل المسير، ونقدم شيئاً جديداً غنياً، نفخر به».
واشتمل العرض على مجموعة من المعزوفات التي تعكس رمزية العود كهوية وإرث حضاري وإنساني كبير، لكونه الأب لوتريات كثيرة خرجت منه، وانتمت إلى عائلته، وتوزعت في العالم، من الشرق، ومن العراق تحديداً، من قلب الحضارة الأكادية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©