الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الطائر الصغير».. ينهي مشكلة وسط «الملكي»

«الطائر الصغير».. ينهي مشكلة وسط «الملكي»
7 ديسمبر 2019 00:05

مدريد (أ ف ب)

يصر الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني على التعاقد مع مواطنه بول بوجبا لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الانجليزي لتدعيم صفوف فريقه، ولكن بانتظار تلاشي جميع المعوقات وجد زيدان ضالته وخلاصه ضمن جدران «القلعة البيضاء» بشخص الأوروجوياني فيديريكو «فيدي» فالفيردي الساعي لإثبات نفسه.
وصل الشاب «فيدي» (21 عاماً) إلى العاصمة المدريدية عام 2016 مقابل ستة ملايين يورو، ولكنه بات يساوي حالياً 200 مليون وهو مبلغ أقل مما كان سيدفعه الريال للتعاقد مع بوجبا في الصيف الماضي. وإضافة إلى توفير أموال النادي، قد يكون لاعب الوسط الأوروجوياني ساهم في إنقاذ رأس مدربه من مقصلة الإقالة.
لم تكن بداية زيدان في عودته الثانية لتسلم الإدارة الفنية في ريال ناجحة، فبعد نتائج مخيبة للآمال في بداية الموسم الجديد، يتقاسم نادي العاصمة بعد ثلاثة أشهر صدارة «لا ليجا» مع غريمه اللدود برشلونة (31 نقطة لكل منهما)، كما ضمن تأهله إلى دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويستقبل ريال النادي الثاني في كاتالونيا، اسبانيول السبت ضمن إطار منافسات المرحلة 16 من الدوري المحلي، وذلك قبل استحقاقه الأوروبي أمام كلوب بروج البلجيكي في المرحلة السادسة الأخيرة من دور المجموعات للمسابقة القارية العريقة، وهي نوع من المباريات التي كان يعتبرها فالفيردي فرصة نادرة لارتداء قميص النادي.
ولكن بخلاف التوقعات، بات «فيدي» لاعباً محورياً في الوسط، وصلة الوصل في تشكيلة تعتمد على الفرنسي كريم بنزيمة في الهجوم والقائد سيرجيو راموس في الدفاع.
عندما يتكلم زيدان عن لاعبه يقتبس دائماً وصفاً بالإنجليزية إذ يقول «من منطقة الدفاع إلى الهجوم»، وهي عبارة يجد أنها تعكس بوضوح الطاقة والديناميكية اللتين استقدمهما اللاعب الأوروجوياني المتحدر من مونتيفيديو إلى خط الوسط الثلاثي.
ولأعوام عدة شكل الثنائي الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس العمود الفقري للوسط أمام صاحب الجينات الدفاعية البرازيلي كاسيميرو، غير أن تراجع أداء هذا الثلاثي عكس صورة لتشكيلة مدريدية تفتقر للشرارة والحافز للتألق مجدداً.
ساهم فالفيردي في «كسر» هذه الشراكة وأضاف ما كان ينقص بطل أوروبا 13 مرة، فلياقته البدنية ولعبه المباشر نحو مرمى المنافس قدّما لمدريد القاعدة التي مكنته من السيطرة على المباريات مرة جديدة.
قال كروس الشهر الماضي عن «فيدي»: «إنه مذهل»، وتابع «أحب فعلاً هذا اللاعب. القدوم إلى هنا ليس بالأمر السهل واللعب بهذه الطريقة في هذه السن تعني أنه يملك الكثير من الصفات. أنا واثق أنه يملك مستقبلاً رائعاً لسنوات عديدة قادمة».
وبعد التعادل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 2-2 في الجولة الخامسة من دوري الأبطال، رفض زيدان ما قاله أحد الصحافيين بأن إخراج «فيدي» من الملعب قاد الريال لتلقي هدفين في دقيقتين.
أوضح المدرب الفرنسي ما حصل بعدما استبدل الأوروجوياني في الدقيقة 76 قبل أن يسجل النادي الباريسي في الدقيقتين 81 و83 بالقول «إنه يتطور مثل أي لاعب آخر وهو يقوم بعمل جيد»، وأضاف «ولكن من الصعب التنقل بين الدفاع والهجوم طوال المباراة».
وتميل الأرقام لصالح فالفيردي، فهو غاب بسبب الإصابة عن المباراة أمام سان جيرمان التي خسرها رجال زيدان صفر-3 في افتتاح المسابقة القارية، في أسوأ مباراة للريال هذا الموسم، كما بدأ اللقاء أمام ريال مايوركا على مقاعد البدلاء في الخسارة الوحيدة للنادي الملكي في «لا ليجا» (صفر-1 في المرحلة التاسعة).
ويعتبر كثيرون أن زيدان لم يكتشف فالفيردي، ولكن من خلال الحظ أو التصميم، أشرف على الفترة التي تحول خلالها الأوروجوياني من شاب واعد إلى لاعب أساسي.
وبدأ «فيدي» مسيرته الكروية في وطنه مع بينارول الذي انضم إليه في سن الـ13 عاماً وفاز معه بلقب الدوري موسم 2015-2016، وقد لقب بسبب نحافة قدميه الطويلتين بـ«إل باراريتو» أي «الطائر الصغير».
تعاقد ريال مع فالفيردي عام 2016 وخاض الأخير 30 مباراة مع الفريق الرديف، كما اختير من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ثاني أفضل لاعب في مونديال ما دون 20 عاما في كوريا الجنوبية 2017، خلف الانجليزي دومينيك سولانكي لاعب بورنموث الحالي.
لعب على سبيل الإعارة في موسم 2017-2018 مع ديبورتيفو لاكورونيا الذي هبط حينها إلى الدرجة الثانية، قبل أن تبدأ موهبته بالظهور في الموسم الماضي، ليفرض نفسه على الساحة العالمية في الأشهر الأخيرة.
وتحدث فالفيردي عن تطوره قائلاً «من المذهل أن ألعب مع هذا النادي الكبير الذي يملك الكثير من التاريخ»، وأضاف «كنت أحلم باللعب في سانتياغو برنابيو وأريد الاستفادة من هذه اللحظات».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©