الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القرقاوي: الدولة تسعى للمساهمة في نمو المنطقة العربية

القرقاوي: الدولة تسعى للمساهمة في نمو المنطقة العربية
10 ديسمبر 2019 01:02

سامي عبدالرؤوف (دبي)

قال معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل: «إن العالم يشهد في الوقت الراهن ثلاثة تحولات أساسية، نحتاج للتوقف عندها، واستكشاف تأثيراتها علينا، وكيف يمكن أن نستفيد منها، وهي خريطة اقتصادية عالمية جديدة، والتكنولوجيا ستقود المستقبل، وموقف العالم العربي من التغيرات التي يشهدها العالم».
وأكد أن الدول العربية لديها إمكانيات عظيمة، وهناك أمل في غدٍ أفضل، ومن ثم تدعو دولة الإمارات إلى التمسك به لتكون مساهمة في نمو عالمنا العربي، أملاً للحاق دولنا بالعالم، ومستفيدة من فرصه وصانعي حضارته.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية المنتدى الاستراتيجي العربي، أمس، في دبي، بحضور عدد من الاقتصاديين والسياسيين العرب والعالميين.

استشراف المستقبل
وأوضح القرقاوي، أن المنتدى يستشرف العقد المقبل اقتصادياً وسياسياً، عربياً وعالمياً، مع نخبة من صناع القرار المتخصصين والذي يتحدث عن أهم التحولات في العشرية المقبلة، وعن القوى الصاعدة والمتراجعة، وعن خريطة اقتصادية جديدة، وخريطة جغرافية ملتهبة، وعن خريطة المستقبل المليئة بالمتغيرات، مشيراً إلى أن المنتدى استهدف تشكيل فهم مبدئي حول اتجاهات الصراعات والمتغيرات العالمية، السياسية والاقتصادية وموقعنا منها، موقع المنطقة ودولها وما ينتج عنها من استفادة من هذه المتغيرات، وتجنب تحدياتها المقبلة.
ولفت إلى أن عالم اليوم تطوراته سريعة، ومتغيراته متلاحقة، ويشهد إنتاجاً دائماً وبشكل متسارع للمعلومات، وفوضى متلاحقة في اتخاذ القرار، وتراجعاً سريعاً في نظام هذا العالم، فضلاً عن تحالفات اقتصادية جديدة، ومن ثم يمكن وصفه بأنه عالم فيه الكثير من المتناقضات.
وقال: «عالم اليوم أدت فيه قوة التواصل عبر (الإنترنت) إلى تمكين الإنسان من مستقبله، وانتشاله من فقره وتقوية معارفه، وفي الوقت نفسه أدت قوة التواصل إلى زيادة الفوضى، وتعطيل عجلة الحياة في المجتمعات، كما تكثر في هذا العالم الثروات ويزيد النمو وتتدفق المعلومات».
وأضاف: «إن ما ينتجه الإنسان من بيانات ومعارف في ثانية واحدة يعادل ما تتضمنه مكتبة الكونجرس من 16 مليون كتاب، وما أنتجته البشرية في آخر عامين، يعادل تسعة أضعاف المعرفة البشرية التي تم إنتاجها منذ فجر التاريخ».
وأشار القرقاوي إلى أن هذه الثورة أدت إلى انتشال مليار إنسان من الفقر، ولكن زادت الفجوة بين من يملك ومن لا يملك، ومن يعرف ومن لا يعرف، حتى إن 1% من البشر أصبحوا يمتلكون 50% من الثروة في العالم، ونحو 300 مليون إنسان خارج عصر الإنترنت والمعلومة.
ولفت إلى أن عالم اليوم يشهد ارتفاع حدة الشعبوية، وعكفت فيه بعض الدول على نفسها، وبلغت الخسائر الناتجة عن هذه الموجة الشعبوية أكثر من 700 مليار دولار في عام واحد فقط.

التحولات العالمية
وذكر القرقاوي، أن هناك ثلاثة تحولات، نحتاج للتوقف عندها، واستكشاف تأثيراتها علينا، وكيف يمكن أن نستفيد منها، يتمثل الأول في (البناء على خريطة اقتصادية عالمية جديدة)، إذ يشهد العالم طرقاً جديدة للتجارة، ومناطق اقتصادية مختلفة وتكتلات تجارية ضخمة، وحقوق تجارية من نوع جديد، لافتاً إلى مبادرة (الحزام والطريق) التي تنفذها الصين بتكلفة تزيد على تريليون دولار، وستضم أكثر من 130 دولة حول العالم.
وسوف يرفد هذا المشروع، حركة التجارة العالمية بأكثر من 42 ميناء جديداً، إضافة إلى فرص تجارية جنوب القارة القطبية الشمالية، بسبب ذوبان الجليد والتغير المناخي، وكذلك تعدد حقول الغاز وخطوط الإمداد، ومنها خط السيل الكبير الذي يربط آسيا بشرق أوروبا، وطاقته 63 مليار دولار متر مكعب سنوياً، وخط غاز تم افتتاحه قبل أسبوعين بطول ألفي كيلومتر يربط روسيا والصين، ويوفر العملاق الصيني حاجته من الطاقة.
وأشار القرقاوي إلى أن العالم يشهد واقعاً جديداً في خطوط الملاحة وخطوط الطاقة والتحولات الاقتصادية، إضافة إلى وجود مناطق حرة جديدة ستؤثر على الاقتصاد العالمي قريباً، إذ وقع الاتحاد الأوروبي واليابان في فبراير الماضي، بعد سنوات من المفاوضات، على أكبر منطقة حرة مفتوحة بين الاتحاد الأوروبي واليابان، تضم ثلث الاقتصاد العالمي، وفي عام 2019 أعلنت الصين عن تنفيذها اتفاقية التجارة الحرة التي تجمع 10 من دول آسيا، تضم مجتمعةً 650 مليون نسمة، وسوف تضم هذه المنطقة نصف الاقتصاد العالمي بعد انضمام اليابان والصين لها.
وأضاف: «لذلك لا بد أن نسأل أنفسنا في المنطقة العربية عن موقعنا من كل ذلك، ومن واقع التجارة البينية العالمية، وكيف يمكن أن نكون جزءاً من العالم الجديد، وكيف يمكن أن نؤثر في تشكيل الخريطة الاقتصادية القادمة للعالم؟».
وتابع: «التحول الثاني هو أن التكنولوجيا ستقود المستقبل، ومن يسيطر على المعلومة في المستقبل سوف يسيطر على القوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العالم لعقود طويلة قادمة، وقد بدأ الصراع والتنافس العالمي نحو امتلاك هذه المعلومات والسيطرة على التكنولوجيا».
وذكر أن نسبة براءات الاختراع في قطاع التكنولوجيا في العقدين الماضيين نمت في أميركا بـ 41%، ولكن نسبة النمو في الصين خلال الـ40 سنة الماضية وصل 13250% لبراءات الاختراع، ومن ثم فإن الصين تنتج 10 أضعاف البيانات التي تنتجها الولايات المتحدة سنوياً.
كما وفرت فرنسا نحو مليار ونصف المليار دولار في الذكاء الاصطناعي، كذلك أعلن الاتحاد الأوروبي عن إقامة تحالف بين دوله في الذكاء الاصطناعي، ووضعت الهند استراتيجية لتمكين أكبر عدد من المهندسين الهنود من مهارات القرن الجديد في إدارة البيانات والسيطرة عليها، وهناك عدد آخر من الدول التحق بهذا السباق، منها سنغافورة وكوريا الجنوبية وبريطانيا وألمانيا.
وأشار القرقاوي إلى أن أبرز خلاف اقتصادي حالياً بين أكبر اقتصادين (الولايات المتحدة والصين)، هو التكنولوجيا، خصوصاً تقنية 5 جي، والتفوق والسيطرة على أنظمة الاتصالات والبيانات.
ولفت إلى أن الحديث حالياً عن تقسيم العالم إلى معسكرين، شرقي وغربي، وعن تخيير الدول بينهما، والسؤال المهم هو أين المنطقة العربية من ذلك، وهل استعدت الشعوب والحكومات في المنطقة العربية لما هو قادم؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©