الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مركز الثقل العربي انتقل من الحواضر القديمة إلى المدن الخليجية

مركز الثقل العربي انتقل من الحواضر القديمة إلى المدن الخليجية
11 ديسمبر 2019 01:33

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«دول الخليج الـ 6 أصبحت أكثر حضوراً وتأثيراً من 16 دولة عربية، وهذه لحظة استثنائية وجديدة، ولم تكن قائمة، والجزء الخليجي أصبح أكثر تأثيراً من الكل العربي، ولم تكن هذه اللحظة قبل 15 سنة. كما أن مركز الثقل انتقل إلى الخليج عوضاً عن بغداد أو دمشق والقاهرة وبيروت، مركز الثقل العربي انتقل من الحواضر العربية القديمة إلى المدن الخليجية، وهي الحواضر المستقبلية في حين نرى أن الحواضر العربية الأخرى تعيش الانكفاء».
هذه هي الخلاصة التي انتهى إليها د. عبد الخالق عبدالله في الجلسة الحوارية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي أول أمس ضمن الموسم الثقافي 2019-2020  تحت شعار «حبيب الصايغ.. أيقونة الثقافة والإبداع»، وجاء ذلك بعد أن قدم المحاضر شرحاً وافياً لعدد من المحاور التي تضمنها كتابه «لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر».
وكانت السعد المنهالي، رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، قدمت المحاضر بكلمة تناولت فيها لمحة من سيرته، مشيرة إلى أن الكتاب يتحدث عن بروز حالة خليجية جديدة أظهرت صعود الخليج كمركز الثقل العربي الجديد، كما تناول الكشف عن وقائع وحقائق وشواهد على هذه الحالة التي برزت في بداية القرن الجديد.
بدوره، قال عبد الخالق عبد الله، إن هذه المحاضرة كان يجب أن تعقد مع صدور الكتاب، استجابة لرغبة الشاعر المرحوم حبيب الصايغ الذي كان يلح على إقامة هذه الجلسة، لافتاً إلى أن الصايغ كان قامة ثقافية وإعلامية في دولة الإمارات لا تعوض. لكن هذا التأجيل جاء في الوقت المناسب، ونحن اليوم أمام قمة خليجية في غاية الأهمية، وينبغي أن نتحدث عن الخليج والكتاب وما تضمن من بحث فكري لما جرى من تطورات في الخليج، وقد استغرقت الجهود في إعداد الكتاب عشر سنوات، لكنه حصل على حقه في القراءة والمناقشة والكتابة النقدية. وتوقف المحاضر عند ثلاث مقولات أساسية في الكتاب، وهي أن الخليج في القرن الـ 21 يختلف عن الخليج في القرن العشرين، على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ لأن دول الخليج خلال النصف الثاني من القرن العشرين كانت تعتبر في تطورها الاقتصادي على أنها دول نفطية وريعية فحسب. لكن ما حصل خلال الـ 15 سنة الأخيرة أن دول الخليج لم تعد مرتبطة بالنفط فقط، ولم تعد اقتصادياتها ريعية كما كانت في السابق، مؤكداً بقوله: نعم، أصبحت أقل ريعية. ومن الخطأ أن ينظر إلى دول الخليج على أنها نفط ولا شيء غير النفط. أما المقولة الثانية، فهي تصور مجتمعات الخليج على أنها مجتمعات تقليدية. في كل الدراسات والكتب تقول إنها تقليدية، لكن من يعيش في الخليج يقول: حرام هذا الوصف، فقد تجاوزت مجتمعات الخليج هذا الوصف، وهي في تطور مجتمعي ضخم وهائل ومتعلم.
أما المقولة الثالثة، فهي حول المحور السياسي. كان يقال إنها دول هشة وصغيرة ولا حول لها ولا قوة، لكن في الـ 15 سنة الأخيرة ارتقت ثلاث دول خليجية على الأقل من أنها دول صغيرة إلى دول متوسطة صاعدة. وقال المحاضر: شتان ما بين دول صغيرة صاعدة في تفكيرها وعلاقاتها وحضورها الإقليمي والدولي وقدرتها وإمكانياتها ومواردها.. وما بين الدول المتوسطة. وتابع: إن أول شيء علينا تأكيده أن هناك حالة خليجية جديدة اقتصادية اجتماعية وسياسية، والكتاب يأتي ليفصل كل شيء قيل وهو مرفق بالأرقام. الآن، في علاقة الخليج بمحيطه العربي أيضاً حدث تغيير ضخم. فبعد أن كان الخليج بعيداً، أصبح في قلب القرار السياسي العربي، بعد أن كان الخليج متأثراً أصبح مؤثراً، بعد أن كان يستورد النفوذ والقوة. واختتم قائلاً: هذا هو موجز وملخص لحظة الخليج. وهي لا تعني التفاخر والاستعلاء، بل تعني أن الرياض وأبوظبي تتحملان مسؤولية تاريخية لم نكن نعهدها في السابق. نحن اليوم نتصدى لقوى الفوضى ونتحمل المسؤولية في إعادة الاستقرار إلى المنطقة، لافتاً إلى أن الهم العربي والمسؤولية اليوم تقع على عاتق هذه الدول أكثر من أي مرحلة سابقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©