الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الجناح اليمني يتزين بالعقيق والصناعات التقليدية

الجناح اليمني يتزين بالعقيق والصناعات التقليدية
12 ديسمبر 2019 00:18

أشرف جمعة (أبوظبي)

يتألق الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد بمعروضات تفوح منها رائحة الأصالة، ومنتجات تجسد التراث اليمني المميز، وسط إقبال كبير من الجمهور، خاصة أن الجناح يعرض العسل اليمني، الذي يتميز بجودته وفوائده المتعددة، فضلاً عن العقيق الذي تزدهر تجارته على أرض اليمن ومن خلال تشكيلاته المبهرة التي يتجمع الزوار على أطياف متنوعه من فصوصه النادر وأحجاره الكريمة، التي تتزين بها العقود والخواتم والأساور والكثير من القطع الفنية، إلى جانب العديد من «الدكاكين»، التي تعرض منتجات مصنوعة بطريقة يدوية خالصة مثل الخناجر والسيوف، وغيرها من الصناعات التقليدية المعروفة، وهو ما يميز هذا الجناح الذي يمتلئ بالكثير من القصص ويسافر بالحضور إلى الماضي، ويشكل مع الأجنحة الخليجية والعربية والعالمية في المهرجان لوحة مكتملة الخطوط والظلال.

دفعة معنوية
حول مشاركة الجناح اليمني في مهرجان الشيخ زايد في نسخته الحالية، يقول مسؤول الجناح نبيل المنتصر: للمرة السادسة على التوالي، يشارك نحو 26 دكاناً تعرض منتجات مختلفة تعبر عن طبيعة الحياة اليمنية بمختلف مناحيها وثقافتها، وهو ما يعطي للزوار لمحة عن الصناعات التقليدية وأهم ما يتميز به اليمن السعيد من منتجات لم تزل تحافظ على نسقها، منذ القدم حتى وقتنا الحاضر، ويتبارى العارضون الذين يتزايد عددهم عاما بعد عام في عرض منتجاتهم وصناعاتهم التقليدية والكثير من المعروضات التي تلقى قبولاً لدى الجمهور، ويشير إلى أن الجناح يعرض منتجات العسل بمختلف أنواعها، التي تشكل أهمية لدى الزوار، بخاصة أن العسل اليمني له حضور خاص ويقبل عليه الجميع لأن أنواعه تستخدم في أغراض كثيرة، سواء للحفاظ على الصحة أو علاج العديد من الأمراض، وهو ما يعطي فرصة لبعض العارضين في الجناح من أجل إبراز أنواعه وإعطاء لمحة للجمهور عن فوائده.

أزياء شعبية
ويبين المنتصر أن البهارات العربية تأخذ حيزاً أيضاً في الجناح اليمني، نظراً لشهرتها وجودتها وخلطاتها المعروفة، وهي تعرض بكثافة وتلقى إقبالاً من الجمهور، فضلاً عن الأزياء الشعبية التي تعبر عن بيئة اليمن وثقافته والتي لم تزل تحتفظ لنا الذوق الشعبي بنسقه المتعارف عليه، نظراً لأن الأزياء الشعبية اليمنية تصنع بالطرق اليدوية، وهو ما يجعلها تتميز بالأصالة، ومن ثم تجذب جمهور المهرجان، وذكر أن الجناح أيضاً يشمل الأعمال اليدوية، ومن ثم توجد العديد من الدكاكين التي تعرض العقيق اليمني بمختلف أشكاله وطرق توظيفه، من خلال تشكيل العقود والأساور والخواتم، أو حتى استخدامه في القطع الفنية والمجسمات، ومن ثم تصنيع المسابح والعديد من القطع الأخرى، وهو ما يجعل من العقيق اليمني مطلباً للكثير من الأفراد الذين يحرصون على زيارة مهرجان الشيخ زايد.
ولفت إلى أن جميع المشاركين يشعرون بالسعادة لحضورهم هذا الحدث المهم الذي يجمع موروثات الشعوب على أرض الإمارات، ومن ثم إبراز ثقافة الآخر في إطار من التسامح والتقارب والإخاء الإنساني، خاصة أن رسالة المهرجان تحمل الكثير من المضامين الثقافية والإنسانية والحضارة، في إطار الحفاظ على الموروثات الشعبية، ومن ثم الحفاظ عليها والتعريف بها.

عقود وأساور
في أجواء المهرجان التي تشع بالألفة، يعرض باكيل الباشا العديد من المنتجات التقليدية، التي تعبر عن ثقافة عاشت في جنبات اليمن السعيد، تتمثل في الصناعات المنبثقة عن العقيق، الذي يضج بأشكاله التي تخطف النظر وتشجع العديد من الزوار على اقتناء ما يناسبهم.
ويبين الباشا أنه يشارك في المهرجان منذ سنوات طويلة، وأنه سعيد لهذه التجارب التي تضع الموروثات الشعبية أولوية على صفحة المهرجان، وأنه يعرض في الجناح اليمني عدداً كبيراً من التشكيلات التي تعبر عن طبيعة العقيق اليمني في أبهي صورة، ويؤكد أن العقيق يحتل منذ القدم قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته، كما هو حال البن والعسل وغيرها من المنتجات، التي تحظى بشهرة عالمية واسعة تجاوزت حدود جمالياته وبريقه، لافتاً إلى أن العقيق من أهم الأحجار الكريمة، التي اشتهر بها اليمن، وارتبط اسمه بها منذ قرون، وهو بالنسبة لليمنيين ثروة وتراث نظراً لمزاياه الكثيرة واستخداماته المختلفة، وفيه من الخصائص الفنية، التي يتمتع بها، ومنها ألوانه الأخاذة وأحجامه النادرة إلى جانب الزخارف، التي يحتوي عليها من صور وأشكال ورسومات متعددة، فضلاً عن الرونق الجمالي، الذي يضيفه على المصنوعات الذهبية والفضية عندما تطعم به.

زيوت طبيعية
ويعرض سام علي سعيد في دكانه العديد من الزيوت الطبيعية، التي تستخدم للبشرة وعلاج الشعر، وكذلك زيت الزيتون، خاصة أن جميع استخدامات الزيوت الطبيعية تأتي بفائدة كبيرة، مشيراً إلى أن العديد من الجمهور يبحث في العادة عن زيوت للشعر وتقويته والعناية به، ونظراً لجودتها فإن الإقبال عليها يكون كبيراً.
وأوضح أنه يعرض أيضاً زيوت العناية بالجسم، فضلاً عن زيت الزيتون، الذي يستخدم في الطعام، ويمثل فائدة كبيرة، ولفت إلى أنه يشعر بفرحة المشاركة في المهرجان هذا العام من خلال الجناح اليمني، الذي تشكل منتجاته أهمية لدى الكثير من الجمهور، لوجود صناعات تقليدية تعبر عن الماضي وأخرى تشكل وجه الحاضر، حيث يعلي المهرجان الموروث ويسهم في الحفاظ عليه.

عادات وتقاليد
محمد مجيد الذي يعرض الزعفران، والشاي والأعشاب، لفت إلى أن الجناح اليمني يكتظ بالعديد من المنتجات الطبيعية والصناعات التقليدية، لذا يشهد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور منذ انطلاق المهرجان، بالإضافة إلى تميزه، الذي ينبع من التمسك بالموروث والعادات والتقاليد، فضلاً عن تنوع الحرف، ومن ثم تقديم المواد الطبيعية، التي تعني بالصحة والجمال، وهو ما يجعل الجناح جامعاً للعديد من المنتجات التي تجذب الزوار.
وينظر مجيد إلى تجربته الخاصة في هذا المهرجان بعين الرضا، خاصة أنه اطلع على العديد من موروثات الشعوب الأخرى وثقافتها، دون أن يضطر للسفر إليها، وأن الذي وفر ذلك هو المهرجان الذي يحظى بقيمة كبيرة وحضور لافت واهتمام كبير، موضحاً أن الجناح عبر عن الحياة القديمة، وكذلك حياة الحاضر بكل ما يعرض من منتجات.

مملكة دوعن
وفي دكان آخر حمل اسم «مملكة دوعن للعسل» يذكر صالح عبدالله أنه يعرض العديد من منتجات العسل اليمني الخالص، الذي يمثل برحيقه العذب منفذاً للعديد من الباحثين عن الفوائد الجمة في العسل بوجه عام، فضلاً عن شهرة العسل اليمني وقيمته المعروفة، لافتاً إلى أنه يعرض أنواعاً مثل عسل السدر والزهور والسمر والخلطات والعسل الجبلي والعديد من الأنواع الأخرى، موضحاً أن العسل الطبيعي لا يتلف ولا يحتاج لحفظه بالثلاجة، فقط يحتاج لحفظه بوعاء محكم الغلق ويخزن بحرارة الغرفة العادية. وأشار إلى أن جمهور المهرجان يقبل على أنواع العسل اليمني، بخاصة أن شهرته كبيرة وله سمعه بين محبي العسل في كل مكان، ويذكر أن الجناح اليمني في المهرجان متميز، بخاصة أن هذا الحدث التراثي له أثر كبير في جمع أفراد المجتمع على ثقافات وحضارات وموروثات عريقة، وأن جميع المعروضات في الجناح تتميز بأصالتها، ومن بينها العسل اليمني.

معبر الحضارات
أوضح عماد علي، صاحب دكان «معبر الحضارات»، أنه اختار هذا الاسم للدلالة على ما يقدم من منتجات في دكانه، بخاصة العقيق اليمني وصناعة الخناجر والسيوف بالطريقة التقليدية الخالصة، لافتاً إلى أن الجنبية هي نوع من الخناجر العربية، ويطلق هذا الوصف عادة في وصف الخناجر التي تربط بحزام حول الخاصرة، وتستخدم الجنابي في اليمن وعمان وجنوب السعودية كزينة للملابس. وصناعة الجنبية هي إحدى الحرف التقليدية التي يكثر انتشارها في اليمن، ويوضح أن الجنبية عبارة عن آلة حادة تثبت على مقبض خاص ومن الجنبية عدة أنواع مثل الخنجر من السلاح الأبيض، إلا أن الخنجر يتميز بمقبضه الفضي، أما الجنبية فيصنع رأسها من قرون وحيد القرن وقرون الوعل وسن الفيل، أو من المواد الأخرى، ويشير إلى أنه يتم تثبيت الجنابي في غمد وهو الحزام الذي يستطيع الرجل ارتداءه أسفل بطنه، حيث يتم لف الحزام على الخصر، ولصناعة الأحزمة طابعها الخاص وفنونها المتميزة، ويتم تطريز الأحزمة بوساطة «الخيوط». والتطريز الجيد هو الذي يتم يدوياً، فيأخذ عدة ألوان ورسومات متناسقة.

بهارات عربية
في دكان «أم حمزة» كان صابر عمر يقدم العديد من أنواع البهارات والتوابل العربية، ويبين أنه يعرض العديد من المنتوجات التي تهم الأسرة، حيث تشمل التوابل والبهارات من الملح والفلفل، والخلطات، وزيت الزيتون بخلطاته والخل بخلطاته أيضاً، وغيرها من التوابل الأخرى. وعادة ما توضع على طاولة الطعام، فتكون على شكل سائل ذي كثافة لزجة أو معجون، وتقدم في قنينة أو عبوة، وقد تكون جافة كخليط من الأعشاب المملحة التي تحمل نكهات خاصة، وتوجد العديد من التوابل معبئة في أكياس للاستخدام الفردي، ويوضح أنه تستخدم بعض التوابل أثناء الطهي لإضافة مذاق أو صفة مميزة للأطعمة، فهي تعزز الطعم من خلال وضعها على مأكولات متنوعة، ويذكر أن المهرجان أتاح للجميع أن يعرض أشياء مفيدة للجمهور.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©