الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطنون في قطاع الضيافة.. واجهة أصيلة تستقبل زوار الوطن

مواطنون في قطاع الضيافة.. واجهة أصيلة تستقبل زوار الوطن
26 ديسمبر 2019 00:05

رشا طبيلة (أبوظبي)

مواطنون في قطاع الضيافة.. استطاعوا أن يكونوا واجهة أصيلة لزوار الوطن، وتغلبوا على جميع التحديات والعمل في القطاع الفندقي، ليعكسوا ضيافتهم الإماراتية وكرمهم أمام زوار وسياح أبوظبي، ويثبتوا للأجيال أن العمل في القطاع السياحي يقدم خبرةً ثريةً وتطوراً وظيفياً سريعاً.
أكد هؤلاء لـ «الاتحاد»، أن «خير من يمثل الوطن نحن الإماراتيين، ورغم التحديات المتعلقة بساعات العمل والرواتب، والعادات والتقاليد، فإننا قررنا تجربة هذا العمل، واتضح لنا أنه عمل متميز ويبني خبرة لا مثيل لها مقارنة مع أي قطاعات أخرى، ما جعلنا نرغب في الاستمرار وتحقيق طموحاتنا، لنعكس أمام زوار الدولة حضارتنا وثقافتنا وكرم ضيافتنا».
يأتي ذلك في وقت تنفذ فيه دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي برامج متعددة للتوطين وتدريب المواطنين واستقطابهم وتشجيعهم على العمل في القطاع السياحي من فنادق وشركات سياحية ومختلف الوظائف السياحية، مثل برنامج تجارب إماراتية، وبرنامج تدريب وترخيص المرشدين السياحيين الإماراتيين.

العادات والتقاليد
حورية أحمد الجسمي، تعمل موظفة استقبال وإدخال بيانات السياح في فندق باب القصر بأبوظبي، تقول: «شغفي وحبي بمقابلة الزوار والسياح وتمثيل بلدي، جعلني أدخل المجال الفندقي بدءاً من شهر مارس الماضي».
وتضيف: «كنت في السابق أرغب بشدة العمل في الفنادق، حيث اعتبرت هذه الرغبة تحدياً لي، ومنذ عملي لغاية اليوم، يزداد شغفي بهذا العمل».
وتقول: «يطلب الكثير من الزوار والسياح التعامل مع الموظف الإماراتي، وعادة ما أتلقى استفسارات وأسئلة عن العادات والتقاليد من السياح».
وتشير الجسمي إلى أنها في البداية واجهت بعض الصعوبات مثل أي عمل، ولكنها مع الوقت تلاشت هذه الصعوبات، وأصبحت لديها الخبرة العملية والشخصية للتعامل مع مختلف الجنسيات.
وتقول: «تدربت كثيراً وانتقلت في عملي بين عدة أقسام، حيث إن الخبرة التي اكتسبتها كبيرة جداً، لا سيما على الصعيد الشخصي، فأصبح لدي مهارات للتعامل والتواصل مع السياح».
وتشجع الجسمي الشباب والشابات الإماراتيين بالالتحاق بالعمل الفندقي، معتبرة أن التدرج الوظيفي واكتساب الخبرة الثرية يجب أن يكون الهدف الأول لهم.

التدريب المستمر
بدوره، يقول عبد المجيد الهشامي، موظف استقبال في «منتجع روتانا السعديات»: «درست إدارة الفنادق في نيوزيلندا، والتحقت بالعمل في فندق روتانا في دبي موظف استقبال لمدة أربع سنوات، ثم انتقلت للعمل في منتجع السعديات روتانا أيضاً في مجال خدمة العملاء في قسم الاستقبال».
ويضيف: «ما شجعني لاختيار هذه المسيرة العملية، منذ بداية دراستي حتى اليوم، شغفي بطبيعة العمل الفندقي من خلال التعامل بشكل يومي مع مختلف السياح من مختلف الثقافات والجنسيات، وأن أمثل بلدي أمامهم».
ويؤكد الهشامي أهمية أن يكون المواطن الواجهة الرئيسة للسياح القادمين للدولة، ويقول: «دائماً أتلقى أسئلة واستفسارات لا يستطيع إلا المواطن الإجابة عنها، مثل أسئلة عن اللباس الإماراتي وأخرى عن العادات والتقاليد، حيث أقوم بالإجابة عنها بدقة».
ويشير الهشامي إلى أن شغفه بهذا العمل والخبرة التي يحصل عليها والتطور السريع على الصعيد الشخصي والمهني، جعلته سعيداً بالعمل لساعات طويلة، فلا يمل من العمل في هذا القطاع. ويؤكد «نخضع للتدريب المستمر في كثير من المجالات، الأمر الذي يثري خبرتي العملية والشخصية».
ويطمح الهشامي صعود السلم الوظيفي، وأن يصبح مدير قسم الاستقبال مستقبلاً.

خدمة العملاء
ومن جهته، يقول عبد الله البلوشي، وهو مشرف خدمة العملاء في منتجع روتانا السعديات: «شغفي بوظيفة خدمات العملاء جعلني أدخل المجال الفندقي، فبدأت مسيرتي في الفنادق في فندق روتانا رأس الخيمة، في مجال الحجوزات».
ويضيف البلوشي: «عملت لمدة 4 سنوات في مجال الحجوزات، وتدرجت لأصبح مساعد مدير الحجوزات».
ويقول: «لكن رغبتي في العمل في المكاتب الأمامية لأقابل السياح والزوار وخوض تجربة جديدة، جعلتني أتوجه إلى منتجع السعديات روتانا وأعمل مشرف خدمة العملاء عام 2017».
ويوضح: «أتولى تنسيق حجز الضيف قبل وصوله وحتى وصوله، والتأكد من جعل تجربته متميزة داخل الفندق وحتى خروجه من المنشأة».
ويشجع البلوشي الشباب والشابات للعمل في المجال الفندقي، فالإماراتي خير من يمثل بلده أمام الزوار، إلى جانب أنه يحظى بخبرة ثرية وكبيرة.
ويضيف: «خلال سنة، حصلت على أكثر من 60 دورة تدريبية في عدة مجالات، منها خدمات العملاء والقيادة، وغيرها، ما أكسبني خبرة كبيرة في جميع المجالات المتعلقة بالفنادق».
ويقول: «يفضل كثير من السياح ممن التقيتهم التعامل مع (ابن البلد)، فعندما يرونني يشعرون بالسعادة، ويقومون بتوجيه أسئلة كثيرة عن المواقع السياحية في الإمارة وعن عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا».

كبار الشخصيات
أما باسم وليد النقبي، فهو مدير البروتوكول والعلاقات الحكومية في فندق جراند حياة أبوظبي، يقول حول طبيعة مهامه في الفندق: «أقوم باستقبال كبار الشخصيات وتسهيل عملية استقبالهم عند قدومهم للفندق، إلى جانب أنني حلقة وصل بين الفندق والجهات الحكومية، نظراً لعلاقتي الوطيدة بمختلف الجهات الحكومية».
ويضيف: «أستقبل كل شخص من كبار الشخصيات؛ من سفراء وإعلاميين ومشاهير وفنانين ورياضيين، حيث أؤمن له تجربة مثالية في الفندق حتى خروجه من الفندق، حيث لدينا خطة بروتوكول ثابتة لكبار الشخصيات».
وحول كيفية توجهه للعمل في هذا القطاع، يقول النقبي: «دخولي للقطاع الفندقي لم يكن مخططاً له، حيث كنت أعمل كموظف حكومي، وحصلت آنذاك على فرصة العمل في فندق جديد في أبوظبي، حيث جذبني اسم الفندق، نظراً لعالميته وتميزه دولياً».
ويضيف: «ما يميز العمل في هذا الفندق أن التعامل مع الموظفين يكون كفرد من العائلة، وقررت استكمال العمل في هذا المجال، بسبب التطور الوظيفي والتقدير الذي أحصل عليه خلال عملي في الفندق، ووضوح مهامي العملية وفخري كإماراتي، لأمثل وطني أمام الزوار، لا سيما من كبار الشخصيات».
ويؤكد النقبي: «كثير من الشباب يبحثون عن الراتب عند بداية مسيرتهم المهنية، وأنا أؤكد لهم أن الوصول للقمة يجب أن يكون عبر التدرج الوظيفي، حيث يبدأ الإنسان من الأساس، ثم يتدرج ليلبي طموحه».
وحول طموح النقبي، يقول: «لا حدود له، حيث أسعى لأكون مدير فندق، ثم مديراً إقليمياً لمجموعة فندقية عالمية أو رئيس مجموعة، حيث كثير من رؤساء المجموعات تدرجوا منذ البداية، حتى وصلوا لمناصبهم الحالية، وهذا ما يميز القطاع الفندقي عن غيره من القطاعات».
ويؤكد النقبي: «نحن في الأصل مجتمع تربينا على كرم الضيافة والترحيب بجميع الزوار، فنحن خير من يمثل بلدنا وضيافة وطننا أمام السياح والزوار، حيث نرحب بـ 200 جنسية تعيش على أرضنا الطيبة، ونتأقلم بسهولة مع العمل الفندقي».
ويقول: «القطاع الخاص آمن وظيفياً ويحترم المواطن ويعطيه خبرة ثرية، حيث إن الراتب مجرد رقم، وما يهم هو الخبرة والتدرج الوظيفي والطموح».
ويوكد النقبي الذي يعد الإماراتي الوحيد في الفندق الذي يضم 300 موظف: «وجود المواطن في الفنادق أمر في غاية الأهمية، حيث كثير من الزوار يطلبون المواطن للتعامل معه، سواء الزوار العرب أو الأجانب».
ويقول: «أعمل قرابة 50 ساعة أسبوعياً، وفي بعض المرات أعمل ساعات إضافية عند قدوم زائر من كبار الشخصيات خارج أوقات العمل، وهي ساعات محسوبة لي، ولا أحس بالوقت لأن العمل غير روتيني».
ويضيف: «عملي في الفنادق يعكس رؤية الدولة في تحقيق السعادة مع المتعاملين، فنحن نضمن تحقيق السعادة لزوار وضيوف الدولة».
ويشير النقبي: «خضعت لـ 38 دورة تدريبية خلال سنة واحدة في مجالات مختلفة بقطاع الضيافة، منها فنون التواصل والاتصال وقراءة ردود فعل الزوار والتعامل مع الأمور الأمنية، وغيرها من المهارات التي أكسبتني خبرة كبيرة في عملي، وحصلت من خلالها على شهادات عالمية معتمدة».

مرشد الشامسي: مهارات التواصل لدى المواطن سر نجاحه
يقول مرشد الشامسي، مدير إدارة التشريفات في فندق باب القصر: «خبرتي في المجال الفندقي والضيافة، نحو 3 سنوات منذ انضممت إلى الفندق أغسطس 2016».
ويؤكد: «خبرتي السابقة في مجال التشريفات والبروتوكول والضيافة في المجال الحكومي، جعلتني أدخل هذا المجال الحيوي، فهو مرتبط بالوظيفة السابقة، من خلال استقبال وضيافة ومعرفة البروتوكول للشخصيات المهمة». ويضيف الشامي: «شغفي وحبي لهذا المجال هو سر نجاحي، فأهم سبب لنجاح الموظف أن يكون لديه الشغف للعمل في القطاع الفندقي واستقبال السياح والتعامل معهم، وأن تكون لديه مهارات التواصل والتعامل مع السياح».
ويقول الشامسي: «الإماراتي خير من يمثل بلده، وأطمح أن يكون لي دور كبير في تشجيع الشباب الإماراتيين على العمل في المجال الفندقي؛ لأنه عمل يكسبهم خبرة ثرية، ويمثلون وطنهم أمام الزوار».
ويضرب الشامسي مثلاً في مهارات التواصل والتعامل مع السياح، قائلاً: «في وقت سابق استقبلنا وفداً إعلامياً مكوناً من 8 أشخاص، كل منهم يمثل بلداً معيناً في أوروبا وآسيا، وقاموا بجولات سياحية في أبوظبي، وسألتهم عن مدى معرفتهم بالعادات والتقاليد الإماراتية وبناء على ذلك، دعوتهم على العشاء في بيتي، حتى يتعرفوا بشكل مباشر وعلى أرض الواقع، على العادات والتقاليد الإماراتية».
ويشير الشامسي إلى أن مهام عمله في الفندق، استقبال كبار الشخصيات وترتيب الإقامة لهم والمؤتمرات المهمة المنعقدة فيه واستقبال المجموعات السياحية.
ويؤكد الشامسي: «رغم ساعات العمل الطويلة، فإنه توجد مرونة وديناميكية تجعل الموظف لا يشعر بهذه الساعات الطويلة». ويطمح الشامسي أن «يسهم في تشجيع المواطنين على العمل في القطاع الفندقي؛ لأن نسبته لا تزال قليلة، فهو عمل يبعث الفخر، لكوننا نمثل بلدنا أمام زوارها، ويقدم فرصة متميزة للتطور».

حسن النويس: فرصة للتطور الشخصي والمهني
يقول حسن النويس الذي يعمل مدير إدارة التسويق في فندق روتانا السعديات: «طبيعة عملي تتمثل في التسويق والعلاقات العامة، حيث إنني عملت في السابق مسؤولاً في طاقم الضيافة الجوي في الاتحاد للطيران».
ويضيف: «عملي في بدايات إنشاء فندق روتانا السعديات، عندما كان قيد الإنشاء، أكسبني خبرة ثرية لم أكن لأحصل عليها في أي مكان آخر، فتعلمت أشياء كثيرة وصعبة وفي جميع مجالات العمل الفندقي». ويقول النويس: «العمل الفندقي ليس روتينياً، ويمتاز بالديناميكية العالية». ويؤكد النويس: «كوني إماراتياً وأمثل بلدي عندما يأتي السياح، أقوم لا إرادياً بتعريفهم بمعالم أبوظبي والتحدث عن ثقافتنا وعاداتنا، إلى جانب الإجابة عن أي سؤال أو استفسار يرغبون به».
ويقول النويس: «كل وظيفة لديها تحديات مثل أوقات العمل الطويلة، ولكن تلك التحديات تُخرج أفضل ما عندنا من خبرات ومهارات، حيث نحن نعد سفراء غير العادة للدولة أمام السياح والزوار».
ويضيف: «العمل الفندقي يتيح فرصة كبيرة للابتكار والإبداع وإظهار المهارات، لا سيما مهارات التعامل مع السياح». ويطمح النويس أن يكون أول إماراتي يتبوأ منصب مدير عام فندق في أبوظبي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©