«الأبيض» يبدأ المهمة الجديدة بتحدي «أزمة التصفيات»

معتز الشامي (دبي)

يبدأ الصربي إيفان يوفانوفيتش، مدرب المنتخب، مهمته بإعلان أطلق عليه «أزمة التصفيات»، بفعل سوء النتائج وتدهور الأداء، واحتلال المركز الرابع بالمجموعة السابعة للتصفيات الآسيوية المشتركة والمؤهلة إلى مونديال 2022 وكأس آسيا 2023، وشدد على أن تلك المرحلة تعني ضرورة التركيز على العمل، وتقديم الجهد والتضحيات، من أجل بلوغ المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات.
وبدا يوفانوفيتش مقتنعاً بأن «الأبيض» قادر على العودة إلى سكة الانتصارات، وتقديم أداء متميز، في ظل تطور مستوى الدوري، ووفرة اللاعبين أصحاب المهارة.
وقدمت لجنة المنتخبات باتحاد الكرة، برئاسة غانم الهاجري، يوفانوفيتش المدرب الجديد، في مؤتمر صحفي أمس، بمقر الاتحاد، بحضور غانم الهاجري رئيس اللجنة، والعضوين حميد الطاير وعلي حمد.
وشدد المدرب، على معرفته الدقيقة بكل تفاصيل الكرة الإماراتية، من خلال خبراته الممتدة في دورينا منذ 6 سنوات لم تنقطع، حيث يتابع البطولة بشكل مكثف، حتى بعد رحيله عن النصر، ولكنه استمر في دبي ليتابع المباريات، كما كان يتابع مباريات المنتخب، ويعرف جميع اللاعبين، وقال: «لن أحتاج وقتاً للتعرف على اللاعبين، وجميعاً أعرفهم جيداً، نحن الآن في أزمة، والمنتخب يمر بها، وهذا يحدث في كرة القدم عموماً، إلا أن المهم هو كيفية عبور تلك الأزمة، نحتاج إلى لاعبين يملكون الرغبة والروح القتالية، وثقتي كبيرة في اللاعب الإماراتي، ومؤمن تماماً بقدراته، لقد تلقيت عرضاً لم يمكني رفضه، لأن الكرة الإماراتية تحتاج إلى وجودي حالياً للعبور من الموقف الصعب، والمهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وهدفي الآن إعداد فريق قادر على العودة إلى الفوز وسكة الانتصارات».
وأضاف: «نعمل جميعاً لأن يخرج المنتخب من أزمة سوء النتائج في التصفيات ونقاتل للتأهل، ووضع «الأبيض» حالياً لا يقبله أحد، ولا يعبر عن قدرات الكرة الإماراتية، التي لا يمكن القبول بالترتيب الرابع بالتصفيات، وهدفنا العودة إلى الصدارة، ذلك لن يحدث إلا بالفوز في 4 مباريات خلال الفترة المقبلة».
وفيما يتعلق بفلسفته في التعامل مع اللاعبين، خاصة أن الجهاز الفني السابق كان يعتمد على اللاعبين الصغار من جيل المنتخب الأولمبي، وهناك إغراق في الإحلال والتجديد، وفق الانتقادات إلى مارفيك المدرب المقال، قال: «فلسفتي بسيطة للغاية، وهي ضرورة الفوز في كل مباراة من باقي مشوار التصفيات، هذا الأمر لن يحدث إلا باختيار أكثر اللاعبين جهوزية، ليس فنياً فقط، ولكن بدنياً ونفسياً، وأن يكونوا في قمة الروح القتالية والانضباط التكتيكي، هذا يعني أنني لن أنظر إلى عمر اللاعب، وربما أستدعي لاعباً لديه 36 عاماً، وأيضاً اللاعبين الشباب وجيل الأولمبي، وبشكل عام، فإن تشكيل المنتخب خليط يضم الخبرة والشباب وفق أكثر اللاعبين جاهزية في الدوري، والوقت ضيق، وليس لدينا وقت طويل، والمرحلة المقبلة تتطلب من لديه الروح القتالية، والرغبة في تصحيح الصورة، وإعادة المنتخب إلى الواجهة».
وقال يوفانوفيتش: «نعلن قائمة المنتخب بعد نهاية «الجولة 12»، حيث أحتاج للاعبين لأيام لنتعرف على بعضنا البعض عن قرب، وهذا هدفنا في معسكر يناير، خصوصاً أن المنتخب في موقف صعب، وتحدٍ لي قبول هذه المهمة، وأثق جداً في قدرات لاعبي المنتخب، وأعرف كل لاعب منهم جيداً، وأتابع الدوري دون انقطاع». ورفض يوفانوفيتش، ما يتردد حول وجود تدخل من الاتحاد، لوضع قائمة اللاعبين قبل التجمعات، وقال: «من المستحيل أن يقبل أي مدرب بتدخل الإدارة في عمله مع المنتخب، واختيار القائمة نيابة عنه، وهذا لم يحدث ولن يحدث في أي مكان، وليس فقط في الإمارات، واتحاد الكرة يعمل بمنتهى الجدية، على الأقل خلال الـ 6 سنوات الماضية، كما أن الاتحاد الحالي لديه طموحات كبيرة، والتواصل بيننا مستمر، لكن اختيار اللاعبين والتشكيلة هذه مهمة الجهاز الفني، ولا أعتقد أن هناك مدرباً يقبل بأن تملى عليه قائمة من الخارج، وهذا غير مقبول بالتأكيد، ولدينا اتحاد كرة قدم جاد جداً في عمله، وهناك إنجازات تحققت سابقاً، ولا يمكن لها أن تتحقق بهذا الأسلوب، وقبلت المهمة لأن المنتخب كان في حاجة لخدماتي، وأعرف كل التفاصيل عن الكرة الإماراتية، وكان يجب أن أقبل المهمة، كما أن وضع المنتخب حالياً لا أحد يرضى به مطلقاً، وأعمل على تصحيحه تماماً خلال المرحلة المقبلة، ونعمل بكل جدية للمرور من تلك المرحلة الصعبة، التي أراها عادية في كرة القدم، ونتغلب عليها».
وأضاف: لن أتحدث كثيراً عن الدوري، ولكن مسألة وجود 6 لاعبين أجانب في المسابقة، هذا أمر صحي، واللاعب الأجنبي يضيف الكثير لأي دوري، ويطور من مستوى التنافس بين الأندية، وهذا أيضاً شيء صحي للمنتخب، وهدفي وتركيزي فقط، هو التأهل إلى المرحلة الثالثة لتصفيات كأس العالم، والخروج من الموقف الحالي، لأننا كلنا نتفق على أن المنتخب لا يستحق الترتيب الحالي في التصفيات، بل الأفضل بكل تأكيد».

الهاجري: هدفنا العودة إلى الإنجازات
طالب غانم الهاجري، رئيس لجنة المنتخبات باتحاد الكرة، الشارع الرياضي بضرورة تقديم الدعم للمنتخب، حيث يخوض «الأبيض» 3 مباريات من الأربع المتبقية، في مشوار التصفيات الآسيوية المشتركة، المؤهلة إلى «مونديال» 2022 وكأس آسيا 2023، على ملعبه، ما يستدعي ضرورة حضور الجمهور، وتقديم الدعم والمساندة المطلوبة للاعبين، لعبور المرحلة الصعبة، حيث إن الهدف هو بلوغ الدور الثالث والأخير من التصفيات.
وشدد الهاجري، على أن التعاقد مع يوفانوفتيش لقيادة المنتخب، جاء بعدما انطبقت عليه الشروط والمعايير التي وضعتها اللجنة في أول اجتماع، وقال: «المدرب يملك الطموح والرغبة، ووافق على قبول العرض، لمدة 6 أشهر، حتى نهاية التصفيات الحالية، وبعد نهاية العقد يكون لكل حادث حديث ولن نستبق الأحداث».
وأضاف: «المدرب عنصر من عناصر النجاح، لكننا مطالبون بالعمل على توفير بيئة تساعد المنتخب، وتوفير العناصر التي تهيء له أسباب النجاح، وحالياً اللجنة والاتحاد يعملان بكل طاقتهما من أجل ذلك، ليس فقط للمنتخب الأول، ولكن أيضاً للمنتخب الأولمبي».
وقال: «نشكر كل من عمل مع المنتخبات الوطنية في الفترة الماضية، بالفعل كان هناك عمل مبذول، والكل رأى ذلك، ولكننا سنكمل المشوار، ونسعى لتقديم الدعم لجميع المنتخبات في الاستحقاقات المقبلة، وهدفنا العودة إلى الإنجازات بالنسبة للمنتخب».
ولفت الهاجري إلى أن اللجنة الانتقالية المؤقتة لاتحاد الكرة، برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، تسعى لتحقيق نقلة لكرة القدم الإماراتية، في المجالات الخاصة باللعبة بشكل عام، وفي المنتخبات الوطنية على وجه التحديد، وأوضح أن هناك عملاً كبيراً للمرحلة المقبلة، والجميع مشغول بتقديم الأفضل للنجاح في المهمة.

أخبار ذات صلة

الهاجري: «الهيئة» تعول على الاتحادات في الارتقاء بالرياضة

مدير عام الهيئة يزور مجلس الشارقة الرياضي

ياسر سالم: كرتنا مليئة بالمواهب
أكد ياسر سالم، مدير المنتخب، شعوره بالفخر لتكليفه بالمهمة الوطنية مع «الأبيض»، ولفت إلى أن المهمة صعبة بالتأكيد، ولكنها ليست مستحيلة، حيث إن الكرة الإماراتية مليئة بالمواهب واللاعبين أصحاب القدرات، الذين يقاتلون من أجل إعادة مسيرة الانتصارات إلى «الأبيض».
وشدد ياسر سالم، على أن أي منتخب يمر بمرحلة من «المطبات» والاهتزازات، إلا أن المهم الآن هو كيفية عبورها بمزيد من العمل والتركيز، وبذلك الجهد والتحضيرات، وقال: «ثقتنا في اللاعبين كبيرة، وفي رغبتهم بأن يقدموا الأفضل، من أجل إسعاد الشارع الرياضي، ونتمنى أن نجد الدعم والمساندة من الجماهير».

مسيرة المدرب
يملك يوفانوفيتش «57 عاماً» مسيرة تدريبية طويلة، بدأها مع إيراكليس سالونيك اليوناني من2001 إلى 2003، وأبويل القبرصي من 2004 إلى 2005، وباناشايكي اليوناني موسم 2005-2006، قبل أن يعود إلى قيادة إيراكليس موسم 2006-2007، وأطول فترة ليوفانوفيتش مع أبويل القبرصي من 2008 إلى 2013، وانتقل إلى تدريب النصر من 2013 إلى 2016، وعاد إلى «العميد» من يناير إلى ديسمبر 2018.
وحقق يوفانوفيتش، العديد من النجاحات مع أبويل، وفاز معه بلقب الدوري القبرصي 4 مرات، والكأس مرة، والسوبر 4 مرات، كما قاده إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2011-2012، ومع النصر فاز يوفانوفيتش بـ3 ألقاب، هي: كأس الخليج، كأس رئيس الدولة، وكأس الخليج العربي.