الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات صناعة الرقاقات مهددة بركود طويل الأجل

شركات صناعة الرقاقات مهددة بركود طويل الأجل
8 ديسمبر 2018 00:40

حسونة الطيب (أبوظبي)

ألقى ضعف الطلب على الهواتف الذكية، وتراجع العملات الرقمية المشفرة والتوترات التجارية، بظلاله على مستقبل قطاع صناعة الرقاقات في العالم.
وقلل المستثمرون، من تعرضهم للأسهم المرتبطة بالتقنية وأشباه الموصلات، التي تتميز بشدة حساسيتها للاقتصاد.
وعندما أعلنت أبل، أكثر الشركات قيمة في العالم، عن عدم الإفصاح عن رقم مبيعاتها من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، شاع في الأسواق العالمية وصول سوق هواتف الآيفون لمرحلة التشبع، حسبما ورد عن صحيفة فاينانشيال تايمز.
ويعكس هذا التحول تخوفاً واسع النطاق حول تراجع طلب الهواتف الذكية، ما تسبب في صدمة عمت قطاع أشباه الموصلات العالمي وأجزاء أخرى من سلاسل توريد هواتف الآيفون.
وتميز قطاع أشباه الموصلات، بجانب قطاعات تقنية أخرى، بأداء قوي خلال العامين الماضيين، مستفيدة من معدلات النمو القوي التي حظيت بها الهواتف النقالة وأجهزة الألعاب واللوحية.
وفي حالة عدم تجديد المستهلكين لأجهزتهم أو استبدالها بالوتيرة نفسه سواء كانت هواتف نقالة أو أجهزة ألعاب، ستشكل إشارة واضحة تدل على بطء نمو الاقتصاد.
وتعرض القطاع، مؤخراً، لضربة قوية، عندما زعمت السلطات الصينية الكشف عن أدلة هائلة حول انتهاكات مكافحة الاحتكار من قبل ثلاث من أكبر شركات تصنيع رقاقات الذاكرة في العالم.
وتشكل الشركات الثلاث، سامسونج الكترونيكس وأس كي هاينيكس ومايكرون الأميركية، ما يزيد على 95% من الواردات العالمية لذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية.


وبدأ العديد من المستثمرين في تقليص استثماراتهم في قطاع الرقاقات العالمي، في أعقاب تسجيل بعض الشركات نتائج ضعيفة للفصل الثالث، في إشارة لفائض إنتاج رقاقات الذاكرة، وتراجع طلب المنتجات التي تستخدم هذه الرقاقات.
وأعلنت سامسونج، عند نهاية أكتوبر الماضي، عن تراجع في أسعار رقاقات الذاكرة، نتيجة لتوسع الصين السريع في السعة.
لكن جرس الإنذار دق، بصرف النظر عن تسجيل شركات الإلكترونيات التي تجني 80% من أرباحها من هذه الرقاقات، لأرباح قياسية خلال الربع الثالث.
كما انخفضت أسهم شركة نيفيديا الأميركية العاملة في صناعة رقاقات الألعاب، بنحو 17%، ما نتج عنه تراكم الإنتاج.
وعبر المستثمرون، أيضاً، عن قلقهم حيال الحرب التجارية القائمة بين الصين وأميركا، ما أسفر عن تراجع قيمة أسهم العديد منها.
وبصرف النظر عن المعاناة الحالية، أكد المستثمرون جاذبية أشباه الموصلات على المدى الطويل، نتيجة لزيادة طلبها في قطاعات مثل، السيارات والتصنيع، التي اتجهت بشدة نحو استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
ويعتقد كريس ريتزلر، مدير محفظة صندوق نيدهام، أن أشباه الموصلات، هي بمثابة المؤشر لحالة الاقتصاد عموماً.
ويقول: «استمرت الرقاقات في لعب دور مهم في الاقتصاد العالمي وفي الحياة ككل، حيث يزيد استخدامها في القطاعات الصناعية، مثل الرعاية الصحية والطاقة والمركبات». ويمثل ضعف الأسهم، نقطة جاذبة للمستثمرين، الذين يدركون إمكانية عودة القطاع للنمو، خاصة مع توجه بعض الشركات لخفض أرباحها.
ويتطلع هؤلاء لقمة العشرين المقبلة، وما يمكن أن ينتج عنها من مصالحة بين أميركا والصين، برغم شكوكهم وهم يستعدون لاستقبال حزمة جديدة من الرسوم الجمركية مطلع العام المقبل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©