دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المرشد الأعلى علي خامنئي إلى ضرورة التدخل في تسوية الخلافات القائمة منذ أشهر بين الحكومة والبرلمان الإيراني، بعد عزل الأخير لنجاد من مجلس إدارة البنك المركزي. وانتقد زعيم المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي حكومة نجاد لرفع دعمها عن بعض السلع الضرورية، متهما إياها والأجهزة الأمنية بـ”الاستبداد السياسي”، فيما اتهمت السلطة القضائية الإيرانية جهاز (إم آي 16) الاستخباراتي البريطاني بقتل المعارضة الإصلاحية ندا سلطاني العام الماضي.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي للصحفيين إن “الرئيس اقترح علي تشكيل لجنة تضم أعضاء من الحكومة والبرلمان ومجلس الصيانة ومجمع تشخيص مصلحة النظام والمتخصصين في الجامعات، لدراسة واقع الاختلاف وتقديم نتائج العمل إلى المرشد خامنئي ليفصل في الأمر وله الكلمة في الموضوع”.
وأكد كدخدائي أن “المقترح يتضمن قضيتين رئيسيتين الأولى تتعلق بضرورة إجراء تغييرات وإصلاح على اللائحة الداخلية لعمل البرلمان، والقضية الثانية تتعلق بالقراءة الواضحة لمواد الدستور الإيراني لأن هناك تفسيرات وقراءات متعددة”.
وكانت الخلافات بين البرلمان الإيراني وحكومة نجاد اتسعت، امتنعت الحكومة عن تنفيذ لوائح للبرلمان، في المقابل قام الأخير بعزل نجاد من رئاسة مجلس إدارة البنك المركزي حيث صوت بالإجماع، وهدد محمد بهمني رئيس البنك المركزي بالاستقالة عن البنك لأن عزل نجاد يعني تحجيم دور الحكومة في السياسة النقدية لإيران.
من جانبه طالب بهمني الإيرانيين بعدم سحب المبالغ التي قدمتها الحكومة لهم من البنوك وقال إن “أي خطوة لسحب المبالغ ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم”. وأضاف “لقد أمرت البنوك بعدم إعطاء تلك المبالغ للناس ويجب أن تبقى كقروض حسنة في البنك ويمكن الاستفادة منها لدفع أجور الكهرباء والماء والغاز مستقبلا”. وتخشى الحكومة من التداعيات السلبية لتنفيذ خطة رفع الدعم الحكومي.
وفي السياق قال موسوي”لا ندري لماذا تسرع الحكومة في تقديم الأموال للناس وهي تخفي عليهم التداعيات التي سيتركها موضوع إزالة الدعم الحكومي عن الحاجات الضرورية، حيث سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار”.
وأضاف مخاطبا الحكومة “هل إن استغلال حالات الفقر وذوي الحاجات من خلال توزيع الأموال سيؤدي إلى السيطرة على الأزمات المقبلة، أين وعودكم في توزيع عائدات النفط على موائد الناس بالتساوي، ومحاربة رجال الفساد والرؤوس الكبيرة المفسدة، ولماذا يتم عبور الخطة العشرينية للبلد بتلك الأموال”.
واعتبر موسوي أن تظاهرات الناس عقب انتخابات 2009 كشفت عن وعي وبصيرة الشعب الإيراني، لكنه أوصى مناصريه بعدم القيام بالتظاهرات في يوم الطالب، مؤكدا أن “التظاهر سيؤدي إلى نتائج وخيمة”، مطالبا أنصاره بـ”نشر الوعي”.
من جهة أخرى اتهم محمد جواد لاريجاني مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، بريطانيا بإرسال “مأمور استخباراتي من جهاز (إم آي 16) لقتل المعارضة الإصلاحية ندا سلطاني “من أجل إشعال فتنة في إيران”. وقال للصحفيين “إنني أعرف الشخص ولو شئت لأعلنت عن اسمه”.
عدد اليوم
