عدد اليوم
عواصم (وكالات)
قدم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث مبادرة للوفدين الحكومي والحوثي في محادثات السلام بالسويد تقضي بانسحاب الحوثيين من الحديدة وموانئها والصليف ورأس عيسى. ونصت المبادرة المكونة من 16 بنداً على وقف شامل للعمليات العسكرية في مدينة ومحافظة الحديدة على أن يشمل ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة والضربات الجوية مع التزام الأطراف بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية إلى المحافظة. كما نصت على تشكيل لجنة أمنية عسكرية مشتركة ومتفق عليها من الطرفين بمشاركة الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية. وأجازت المبادرة للأمم المتحدة الاستعانة بالخبرات الضرورية اللازمة لأداء عمل اللجنة، مع التزام الحوثيين بتسليم خرائط الألغام للمدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. وفيما يتعلق بأمن منطقة ميناء الحديدة، نصت المبادرة على «أن تكون مسؤولية أمن منطقة الميناء مقتصرة على قوات خفر السواحل وحرس المنشآت بإداراتهم المعينة قبل سبتمبر 2014»، تاريخ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء. كما يتولى الأشخاص المعينون قبل سبتمبر 2014 إدارة موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وينطبق ذلك أيضاً على إدارة الجمارك، فيما تقوم الأمم المتحدة بلعب دور قيادي في الإشراف على عمليات التشغيل والتفتيش في هذه الموانئ من خلال رفدها بخبراء فنيين لتعزير الإجراءات والكفاءة والشفافية. ونصت المبادرة على تحويل إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى البنك المركزي اليمني من خلال فرعه الموجود في مدينة الحديدة للمساهمة في دفع رواتب الموظفين المدنيين بدءاً من موظفي الخدمة المدنية في الحديدة.
وذكرت تقارير إخبارية أوروبية أن أعضاء الوفد الحكومي سيردون على المبادرة، وأن الرد سيرتكز على التعاطي بإيجابية مع الجوانب الإنسانية وما يخدم المواطنين مع عدم التفريط بالسيادة. وأشارت إلى وجود مؤشرات إيجابية بشأن رفع الحصار عن تعز حيث تركزت المناقشات حول رفع الحصار بشكل نهائي وانسحاب الميليشيات من المداخل الرئيسة في حين يطرح الجانب الحوثي إمكانية فتح ممرات فقط.
وفيما يتعلق بملف الأسرى تم تشكيل ثلاث لجان رئيسة الأولى تتولى تبادل جثامين قتلى الطرفين والثانية الترتيب لتبادل الأسرى، حيث تم الاتفاق على تجميع أسرى ومعتقلي الشرعية لدى الميليشيات في صنعاء ونقلهم جواً إلى مطار سيئون في حضرموت، وكذلك تجميع أسرى الميليشيات في سيئون ونقلهم جواً إلى صنعاء وذلك بإشراف ومشاركة أممية ومن الصليب الأحمر الدولي، والثالثة ستبدأ العمل لاحقاً للتحقيق في ملفات المفقودين. وقال هادي هيج، مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة «هناك إجراءات، وأول إجراء هو تسليم كشوفات الأسماء»، مضيفاً «اتفقنا ان التسليم سيكون لمدة 48 يوماً»، ما يعني أن الاتفاق سيستكمل بشكل نهائي في يناير المقبل في حال بدأ تبادل الاسرى خلال الأيام المقبلة. وتوقعت مصادر في المفاوضات أن يتم في الـ48 ساعة المقبلة تبادل الإفراج عن 200 أسير من كل طرف دفعة أولى كبادرة حسن نية، ويطالب الوفد الحكومي البدء بالإفراج عن القادة الأربعة المشمولين في قرار مجلس الأمن 2216، يتقدمهم وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي.
بدوره، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن بلاده لن تقبل بمهمة حفظ سلام للأمم المتحدة في الحديدة. وأضاف أن بلاده تقبل بدور أممي في ميناء الحديدة شرط أن تكون المدينة تحت سيطرة الشرعية. وكان اليماني قد أعلن منذ أيام أن ميناء الحديدة جزء من سيادة اليمن ونقبل تنسيقاً إدارياً مع الأمم المتحدة. وأشار اليماني إلى قبول وفد الشرعية بمشاورات السويد الإطار التفاوضي وإجراءات بناء الثقة أولى مراحل خارطة الطريق. إلى ذلك، قال وكيل وزارة الشباب اليمني وعضو الوفد الحكومي في مفاوضات السويد حمزة الكمالي، إن مقترح الأمم المتحدة حول ميناء الحديدة هو ضمن أفكار كثيرة تطرح على الجانبين، ولم يتخذ أي قرار في ذلك حتى الآن، مؤكداً أن المشاورات جارية وهناك الكثير من الأفكار المطروحة على الجانبين.
وأوضح الكمالي أن الوفد الحكومي اليمني يرد على أي مقترحات ويعرض وجهات النظر المختلفة للوصول إلى نقاط تفاهم قائمة على مبدأ الشرعية، مشيراً إلى أن التركيز على الملف الإنساني، على رأس المباحثات وخاصةً لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للبلاد. وأشار عضو الوفد الحكومي إلى أن النقاش يجري بشكل غير مباشر، ينقل فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث وجهات النظر بين الطرفين. وقال مصدر آخر في الوفد الحكومي إن «مواقع قوات الشرعية في الحديدة هي في وضعها الطبيعي وعلى الحوثيين الانسحاب من المدينة والميناء». وأشار إلى أن «مبادرة المبعوث الدولي بشأن الحديدة لا تعطي الشكل النهائي للمشاريع في المدينة». وقال إن موقف الوفد بشأن الحديدة يؤكد «حرصنا على إدارة الميناء بالتعاون مع الأمم المتحدة وإعطائها دوراً أساسياً». كما كشف المصدر أن الحكومة اليمنية قدمت مقترحاً بشأن الحديدة يتمثل بأن تتولى وزارتا الداخلية والنقل شأن إدارة ميناء الحديدة.
ودخلت محادثات السلام اليمنية في السويد يومها الخامس في محاولة لاحتواء الأزمة والتوصل إلى تسوية من خلال مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف وإطار المفاوضات.
