الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الريفر.. حلم المونديال من معقل الريال!

الريفر.. حلم المونديال من معقل الريال!
11 ديسمبر 2018 00:54

محمد حامد (دبي)

لم يعد ريفر بليت مجرد بطل لكوبا ليبرتادوريس، وملكاً لأندية الأرجنتين وأميركا الجنوبية، بعد نجاحه في إسقاط المنافس التاريخي بوكا جونيورز 5-3 في مجموع نهائي القرن، وانتزاعه بطاقة التأهل إلى مونديال أبوظبي، بل هو رمز للسحر الكروي اللاتيني، والحلم الكبير الذي ينبع من لا بلاتا بعاصمة «الهواء العليل» بوينس آيرس، وشاء القدر أن يتدفق إلى عاصمة كرة القدم الأوروبية والعالمية «مدريد» قاطعاً ما يقرب من 10 آلاف كم، على أن يكون الوعد بأن يصب الحلم في أبوظبي عاصمة الرياضة العالمية، قاطعاً ما يقرب من 7500 كم أخرى، بحثاً عن اللقب الأول لأندية الأرجنتين في مونديال الأندية، ويدرك الريفر وعشاقه، أن المجد المونديالي لن يتحقق إلا بالتفوق وإسقاط أبطال القارات، وعلى رأسهم ملك أوروبا ريال مدريد.
دراما القرن، انتهت بابتسامة عريضة لمليونيرات الريفر، ليصبح «البطل السابع» الذي ترقبته أبوظبي طويلاً، ليكتمل عقد أندية المونديال، وتربع الريفر على العرش القاري بعد أن استأثرت موقعته أمام البوكا باهتمام عالمي لافت، على مدار ما يقرب من 40 يوماً، وتحديداً منذ تأهلهما لنهائي القرن اللاتيني، حيث لم يكن هناك حديث كروي في الأرجنتين وأميركا الجنوبية، بل حول العالم إلا عن هذه المواجهة التي تلقب بموقعة الدم والنار، وكلاسيكو القرن، وغيرها من المسميات التي تعكس سحرها الكروي، وشغفها الجماهيري، وصخبها الإعلامي، مما دفع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، إلى أن يطلق تصريحاً واقعياً شجاعاً، حينما قال إنه لم يكن يتمنى هذا النهائي، بل كان يفضل تأهل فريق أرجنتيني، وآخر برازيلي، فالأرجنتين لن تنام ولن تعرف الاستقرار إلا عقب هذا النهائي على حد قوله.
وصدقت توقعات الرئيس الأرجنتيني، فقد أقيمت مباراة الذهاب بمعقل البوكا في البومبونيرا 11 نوفمبر، وهي التي كان مقرراً لها قبل ذلك بيوم واحد، إلا أن هطول الأمطار بغزارة تسبب في تأجيلها، وانتهت المواجهة الأولى بالتعادل 2-2، في مباراة ممتعة جعلت الملايين من عشاق الساحرة حول العالم، يدركون أن كرة القدم ليست أوروبا فقط، وتسبب العنف الجماهيري في تأجيل موقعة المونومينتال التي كان مقرراً لها 24 نوفمبر بمعقل الريفر، لتتعمق الأزمة بشدة، وسط تجاذبات واتهامات متبادلة، وتهديدات من كل طرف للآخر، ليتم الاحتكام إلى مدريد التي أنقذت الموقف، وأقيمت المباراة في سنتياجو برنابيو وسط اهتمام عالمي مضاعف، ليحسمها نجوم الريفر بثلاثية لهدف.
وكان الحضور الجماهيري بمعقل الريال مذهلاً، خاصة من جانب مشاهير ونجوم الساحرة، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، ونجوم الأندية الأوروبية من أصحاب الأصول اللاتينية والأرجنتينية، وعدد من مشاهير الساحرة في القارة العجوز، الأمر الذي منح المباراة بعداً إعلامياً وجماهيرياً لم يسبق له مثيل، في أي مواجهة كروية على مستوى الأندية في التاريخ، وتفاعلت صحافة الأرجنتين مع البطل المتوج باللقب القاري للمرة الرابعة في تاريخه، فقد فاز الريفر بهذه البطولة أعوام 1986 و1996، و 2015، و2018، وأشارت إلى أن الريفر جعل نفسه بطلاً للأبد.
وعلى الرغم من أن وصف صحيفة «أولييه» للريفر بأنه «بطل للأبد» يحمل بعضاً من المبالغة، إلا أنه قد يكون واقعياً بالنظر إلى الظروف والتطورات التي أقيمت فيها المباراة، فهو النهائي القاري الأول في التاريخ بين الغريمين، كما أن تأجيل المواجهة أكثر من مرة، وارتفاع سقف الاهتمام العالمي بها جعلها أكثر جاذبية وأهمية، ومن ثم يحق للبطل أن يرى نفسه متوجاً على عرش الكرة الأرجنتينية واللاتينية للأبد، وكان للحماس الجماهيري المتبادل حضوره في صحافة بوينس آيرس، التي كشفت عن أن أغنية عشاق الريفر المفضلة في الوقت الراهن هي: «التأجيل لا يغير القدر الجميل»، في إشارة إلى تتويج ريفر بليت بعد تأجيل المباراة أكثر من مرة.
ولا يرتبط سحر التتويج هذه المرة بالفوز على الغريم التاريخي والعدو الأولي للريفر فحسب، بل إن فريق المليونيرات قطع رحلة شاقة للوصول إلى اللقب تؤكد جدارته بعرش أميركا اللاتينية، فقد تفوق على أندية رايسنج القوي، وإندبندينتي العريق صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكوبا ليبرتادوريس، ثم أزاح فريق جريميو البرازيلي بطل النسخة الماضية، والذي بلغ نهائي مونديال أبوظبي أمام الريال في نسخته الماضية، وجاء الختام تاريخياً باسقاط المنافس الأبدي بوكا جونيورز في النهائي، لتكتمل أسطورة وتاريخية التتويج.
وفي مدريد، كانت المفارقة التاريخية باستضافة نهائي القرن، فالبطل المتوج باللقب اللاتيني بمعقل الملكي في سنتياجو برنابيو، هو العقبة الأكبر في طريق تتويج الريال بمونديال الأندية للمرة الرابعة في تاريخه، خاصة أن مؤشرات الواقع، وما يقوله التاريخ، يؤكدان أن نهائي مونديال الأندية يشهد مواجهة أوروبية لاتينية على الأرجح، بل وبنسبة هي الكاسحة والغالبة، وهو الأمر الذي دفع صحيفة «ماركا» المدريدية إلى أن تقول: «الريفر يضرب موعداً مع الريال من قلب البرنابيو»، وبدا الأمر وكأن الفريق الأرجنتيني بدأ حلم الحصول على المونديال من معقل الريال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©