الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفيفا» يدرس خيارات حل أزمة «تكافؤ الفرص» في مارس

«الفيفا» يدرس خيارات حل أزمة «تكافؤ الفرص» في مارس
13 ديسمبر 2018 00:12

معتز الشامي (دبي)

مع انطلاقة بطولة مونديال الأندية كل عام، يتجدد السؤال عن «العدالة» ومبدأ «تكافؤ الفرص» بين الفرق، والسؤال أيضاً عن هوية من يمكنه أن يحلق باللقب، ومن يقدر على كسر الاحتكار الأوروبي لكأس العالم، بعد أن توجت فرق القارة العجوز بـ10 ألقاب، مقابل 4 لأبطال قارة أميركا الجنوبية وجميعهم من البرازيل، بينما غاب اللقب عن أبطال آسيا وأفريقيا، رغم وصول ممثليهم للنهائي، وغياب كامل لأبطال أوقيانوسيا والكونكاكاف، فضلاً عن تفكير رئيس الفيفا، السويسري إنفانتينو، في زيادة عدد فرق البطولة وتغيير شكلها لتصبح نسخة الإمارات 2018 الأخيرة في سلسلة بطولات مونديال الأندية التي انطلقت دون توقف في شكلها الجديد منذ عام 2005 وحتى الآن.
وهذا ما دفع الاتحاد الدولي للبحث عن الطرق المناسبة وأفضل الخيارات في ظل ضرورة تغيير شكل مونديال الأندية، لاسيما من تكرار الشكوى بأن النظام الحالي للبطولة لا يراعي العدالة بين جميع الفرق المشاركة، بحيث يسهل المنافسة فيها على أندية، ويصعبها أمام أخرى.
وكشف عدد من المسؤولين في القارات المختلفة، بالإضافة لمسؤولي الفرق المشاركة بالبطولة، عن أن نظام مونديال الأندية، بات يخدم بطل أوروبا فقط، ويحول البطولة إلى نزهة سنوية للفريق الأوروبي ومعه الفريق القادم من أميركا الجنوبية أو بطل كأس «ليبرتادوريس»، مقابل معاناة وضغط مباريات وإصابات وإرهاق لكل من بطل أوقيانوسيا والفريق ممثل البلد المضيف، ونفس الأمر بالنسبة لأبطال آسيا وأفريقيا وكونكاكاف، حيث تلعب كل تلك الفرق مباراة أو اثنتين قبل التأهل للمواجهة في نصف النهائي لبطل أوروبا، الذي يخوض مباراتي قبل النهائي والنهائي فقط.
وطالب خبراء وفنيون وإداريون، بضرورة تغيير نظام البطولة، ودعم التوجه الحالي بـ «الفيفا»، الذي يدرس تغييراً جذرياً على البطولة، عبر زيادة أنديتها وفق مقترحين سيتم حسم أحدهما في اجتماع مجلس «الفيفا» مارس المقبل، بولاية ميامي الأميركية.
ويقضي المقترح الأول بزيادة الأندية إلى 24 فريقاً، مع منح القارة العجوز النصيب الأكبر بواقع 12 فريقاً أوروبياً، على أن تقام كل 4 أعوام عبر عدد معين من المجموعات إما 3 أو 4 أو 5 مجموعات، بينما يكون المقترح الثاني بزيادتها إلى 16 فريقاً فقط، على أن تقام كل عامين، بينما يدرس «الفيفا» إما إقامة البطولة بنهاية كل موسم، ما يعني أول يونيو، أو إقامتها في يناير من كل عام، على أن يتم تطبيق المقترح الجديد حال إقراره من قبل «الفيفا» مع عام 2021.
ويدعم السويسري جياني إنفانتينو، تغيير نظام البطولة، كما فعل مع كأس العالم للمنتخبات، والتي رفع عدد فرقها إلى 48 فريقاً، وتحدث إنفانتينو في أكثر من مناسبة، عن ضرورة تغيير طريقة مونديال الأندية، بما يفيد في تحقيق دخل إضافي من التسويق وحقوق البث، ويسمح بزيادة الأندية المشاركة في البطولة، ويقدر الدخل المتوقع من الأفكار التي يدرسها إنفانتينو بأكثر من 25 مليار دولار، سواء تعديل نظام مونديال الأندية أو إطلاق دوري أمم عالمي بمشاركة المنتخبات.
وبات الاتحاد الأوروبي وحده هو من يعارض هذا التغيير، كون أنديته هي المستفيد الأول، ويترأس إنفانتينو فريق عمل لبحث الأمر، يضم رؤساء جميع الاتحادات القارية الستة الأعضاء في الفيفا، وسوف يدرس فريق العمل التعديلات المقترحة على البطولة وتحديد مزاياها، وعرض النتائج خلال الاجتماع المقبل لمجلس «الفيفا»، والمقرر في مارس المقبل في ميامي.
ويأتي ذلك الاجتماع بعد عام واحد من قيام إنفانتينو بطرح المقترح، مدعوماً بعروض مالية تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار من مستثمرين، تردد أن من بينهم مجموعة «سوفت بنك» اليابانية، وقوبل مقترح إنفانتينو بمعارضة قوية، خاصة من القارة الأوروبية في ظل حقيقة أنها تضم أكبر وأغنى مسابقات الدوري وكذلك الأندية، كما انزعج مسؤولون بأوروبا بسبب عدم قيام «الفيفا» بالتشاور معهم قبل طرح المقترح.

شكوى الخبراء
وشكا عدد من الخبراء مما أسموه «النظام القاتل» لطموحات فرق البطولة، حيث إنه وفق النظام الحالي، تعاني فرق 4 قارات للمنافسة على اللقب، وهم آسيا، أفريقيا، كونكاكاف، أوقيانوسيا، بالإضافة لفريق الدولة المستضيفة، حيث يلعب بطل أوقيانوسيا والدولة المستضيفة مباراة الافتتاح، ويتأهل الفائز لمواجهة بطل آسيا بعدها بـ3 أيام، بينما يقص بطل أفريقيا شريط افتتاح مبارياته أمام بطل كونكاكاف، وبعدها بـ3 أيام أخرى، يتأهل الفائز من لقاء بطل أفريقيا وكونكاكاف، لمواجهة جيريمو البرازيلي بطل ليبرتادوريس «أميركا الجنوبية»، ويتأهل الفائز من لقاء بطل آسيا أمام الصاعد من مباراة الافتتاح، ليلتقي بطل أوروبا.
وبنظرة سريعة على جدولة البطولة، نجد أنها تضع بطل أوروبا في مواجهة غير متكافئة، عبر مواجهة إما بطل آسيا أو بطل أوقيانوسينا أو ممثل الدولة المستضيفة، وتجنيب بطل أوروبا مواجهة بطل أفريقيا أو بطل كونكاكاف، الذي عادة ما يكون فريقاً مكسيكياً أو برازيلياً «بطل ليبرتادوريس»، ما يعني أن بطل أوقيانوسيا وممثل الدولة المستضيفة سيكون عليه أن يلعب 3 مباريات قوية خلال 6 أيام فقط ليصل لنهائي البطولة، وهو في قمة الإرهاق، بينما يصل بطل أفريقيا أو بطل آسيا إلى النهائي بعد مباراتين قويتين، مقابل مباراة واحدة يخوضها بطل أوروبا أو بطل ليبرتادوريس فقط قبل بلوغ النهائي.
من جانبه، أكد فيكتور مونتاجلياني، رئيس اتحاد كونكاكاف، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، على هامش تواجده باجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، أن النظام الحالي لمونديال الأندية، لا يخدم جميع الفرق بنفس العدالة المطلوبة لهذا النوع من البطولات، وبالتالي يتأثر المتابعون وتقل فرص الاهتمام والحماس اللازمين لإنجاح البطولة جماهيرياً ودفعها لأن تكون مؤثرة بشكل كبير، حتى من الناحية التسويقية.
وشدد مونتاجلياني، على أنه سيدعم توجه زيادة عدد فرق مونديال الأندية بقوة خلال اجتماعات مجلس «الفيفا» المقبلة، مشيداً بالآلية الجديدة التي يتبعها الاتحاد الدولي تحت قيادة السويسري إنفانتينو، عبر إعادة تقييم جميع البطولات، وإعادة النظر في آليتها، وهو ما دفع المجلس لاتخاذ قرار تاريخي بزيادة عدد منتخبات كأس العالم إلى 48 فريقاً، وهو ما يعتبر تحدياً غير مسبوق، ويسهم في زيادة الإقبال على البطولة، وجذب الانتباه والمشجعين ورفع الحماس لأعلى درجة، وهو ما يتم دراسته ليطبق بالفعل في مونديال الأندية، فضلاً عن البحث عن صيغة جديدة لما يسمى بكأس العالم للقارات، والتي سيتم تغييرها أيضاً لنظام جديد يخدم تكافؤ الفرص ويرفع من قيمتها بشكل كبير.
ولفت مونتاجلياني إلى أن احتكار أوروبا للقب مونديال الأندية، يعود لطريقة نظام البطولة، التي تجنب صاحب الإمكانيات الأبرز، اللعب في أدوار تمهيدية، ومواجهة فرق جاهزة على مدار 3 مباريات في 6 أيام فقط، وهو نفس مشوار بطل كونكاكاف وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، وقال: «يجب توفير العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، حتى تصبح فرصة المنافسة على لقب مونديال الأندية متاحة لأكثر من بطل قاري وليس حصرها دائماً بين بطل أوروبا وأميركا الجنوبية، وفي بعض الحالات يصل بطل آسيا أو بطل أفريقيا للنهائي، ولكنه بالتأكيد يكون مرهقاً من كثرة المشاركات وضغط مباريات البطولة».

فرصة عادلة
وأكد آندي روزبيرج، المدير الفني للاتحاد الآسيوي، أن بطل آسيا يستحق أن يحصل على فرصة عادلة في المنافسة على لقب كأس العالم للأندية، مشيراً إلى أن هناك تطوراً فنياً كبيراً في كرة القدم بالقارة الصفراء على كافة الصعد، سواء مراحل سنية أو أندية أو منتخبات، وهو ما يمنح ممثل القارة فرصة سانحة لتحقيق انتصار غير مسبوق والمنافسة على لقب مونديال الأندية، وهو ما يتطلب ضرورة التفكير في تغيير نظام البطولة، كونه يعرض بطل آسيا بالإضافة لأبطال قارات أفريقيا وكونكاكاف وأوقيانوسيا لإرهاق كبير بخوض 3 مباريات في 7 أيام تقريباً، للصعود إلى النهائي، وهو رقم كبير يعرض أي فريق للإرهاق ويؤثر على جاهزية عناصره للمنافسة على اللقب فور الوصول للمباراة النهائية، وقال: «حال تغيير نظام البطولة، أعتقد أن فرصة المنافسة على اللقب بالنسبة لبطل آسيا، ستكون أكبر، وهو الأمر نفسه بالنسبة لبطل أفريقيا».
وأوضح روزبيرج أن فرق آسيا تمتلك إمكانيات لوجستية وفنية ومادية تكاد تتفوق بها على نظيرتها في بقية القارات باستثناء أوروبا بالتأكيد، وهو ما يعني أن تغيير نظام البطولة قد يغير لوحة شرف أبطال المونديال بدخول أبطال جدد لم يكن في الحسبان أن يصلوا يوماً لمنصات التتويج بسبب النظام الحالي للبطولة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©