عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
عاد المخرج الإماراتي ناصر التميمي هذا العام بفيلمه الجديد «سفر اضطراري» الذي يعرض حالياً في صالات السينما المحلية، بعد خمسة أفلام تولى إخراجها وإنتاجها بين الأفلام القصيرة والطويلة منها «قطرة دم» و«كارت أحمر»، حيث مزج في عمله السينمائي الجديد بين الكوميديا والدراما، جامعاً توليفة غنية ومختلفة من الفنانين في بطولته من مختلف أنحاء الوطن العربي، منهم حبيب غلوم وعيسى عرب من الإمارات والفنانة البحرينية في الشرقاوي والكوميدية المصرية بدرية طلبة والمغربية إيمان سلطان.
وتدور قصة الفيلم في قالب اجتماعي كوميدي حول شاب إماراتي يدعى «فارس»، لعب دوره عيسى عرب الذي يعتبر الفيلم بالسبة له محطة مهمة أعاد اكتشاف نفسه وقدراته، وقد عاش فارس حياته في مصر مع والدته، وحينما توفت والدته انتقل للعيش مع خالته «شادية» التي تجسدها بدرية طلبة، التي أخبرته عن سر بأن والده الإماراتي «صالح عبد الله الصفر» الذي يؤديه حبيب غلوم، لا يزال حياً، بعد أن خبأت عنه كل هذه السنوات هذا الخبر، فيقرر «فارس» السفر إلى الإمارات والقيام بمهمة البحث عن والده وتحدث له الكثير من الأمور التي تقلب حياته رأساً على عقب.
حلم دائم
وحول ردود الأفعال التي تلقاها بعد طرح الفيلم تجارياً قال التميمي: اجتهدت في هذا الفيلم بعد مسيرة في إخراج الأفلام القصيرة والطويلة، وقصدت أن أنفذ عملاً مختلفاً من الناحيتين الفنية والتقنية، فكان اختياري للقصة الجديدة التي تجمع بين الإمارات ومصر في أحداثها مناسباً، ولم تقدم في عمل فني سينمائي سابقاً، أما بالنسبة للإخراج والتقنيات، فأعترف بأنني جمعت كل خبراتي السابقة في هذا الفيلم لإظهار عمل على قدر المستوى، ومن إنتاجي الخاص، فرغم ارتفاع تكلفة الإنتاج، إلا أنني سأثابر من أجل التواجد بأفلام متنوعة، وقال: الإخراج عشقي والفيلم الإماراتي وتواجده في الساحة حلم دائم، لذلك سأظل أنتج أعمالاً متميزة، تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية التي لم يتطرق لها أحد من قبل، معبراً عن سعادته بردود الأفعال الإيجابية وآراء صناع السينما، سواء بعد العرض الخاص للفيلم الذي أقيم مؤخراً في أبوظبي بسينما «نيشن تاورز»، أو عبر آرائهم التي جاءته في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
تعايش سلمي
وأضح أن أهم ما يميز فيلمه الجديد «سفر اضطراري» أنه يقدم رسالة مهمة من خلال الفيلم يوضح فيها أن الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً للتسامح، بالتزامن مع «عام التسامح»، وتحقق تجربة التعايش السلمي الحقيقي بين المقيمين على أرض الإمارات، إلى جانب إبراز الوجهة السياحية لإمارة أبوظبي وتسليط الضوء على الأماكن الحضارية والمعالم السياحية.
وأشاد بالدور المميز الذي لعبه الممثل الشاب عيسى عرب، وقال: جسد عيسى العديد من الشخصيات المختلفة خلال اشتراكه في بطولة أعمال درامية وسينمائية وكرتون أيضاً مثل فيلم «ضحي في أبوظبي»، ومسلسل «طماشة» و«شعبية الكرتون»، وكان آخرها مسلسل «البشارة» مع جابر نغموش وأحمد صالح الذي عرض في دراما رمضان الماضي، فأدواره الآسيوية وتعدد لهجاته لفتت أنظار الجميع وأثبت من خلالها قدراته الفنية وإبداعاته في مجال التمثيل، وبحكم قدراته في إتقان لهجات عدة مثل الآسيوية والفارسية والأوردو، إلى جانب بعض اللهجات العربية مثل المصرية، فكان اختياري له لدور «فارس» هو الأنسب، وفي الحقيقة فقد لعب الدور على أكمل وجه، وتقمصه للشخصية فاق كل التوقعات، متمنياً أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، ويحقق مراكز متقدمة في شباك التذاكر.
شخصيات متعددة ولهجات مختلفة
تقمص الدور كان مسؤولية كبيرة وتحدياً أكبر، خصوصاً أنني أتوجه لجمهور مصر من خلال هذا الدور، هذا ما أكده بطل الفيلم عيسى عرب بقوله: بحكم تجسيدي لشخصيات متعددة وبلهجات مختلفة في المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون»، كان من السهل على تقديم شخصية «فارس» الذي ولد وعاش في مصر، وهو من جذور إماراتية، فلم تكن اللهجة عائقا، إنما التحدي كان في تجسيد الشخصية نفسها، سواء بالأداء الحركي والانفعالات.
وتوجه عيسى بالشكر إلى ناصر التميمي الذي آمن بقدراته الفنية، ورشحه للعب دور البطولة المطلقة في الفيلم، معتبراً أنه من أبرز المخرجين الإماراتيين الذي يقدمون أعمالاً مغايرة، تكون إضافة إلى تاريخ السينما الإماراتية، لافتاً إلى أن دوره في «سفر اضطراري» نقلة نوعية في حياته العملية.
ورغم الإشادات التي نالها من قبل الجمهور وصناع الدراما حول احترافيته في تقديم الأدوار الكوميدية، إلا أن عيسى لا يريد من المخرجين والمنتجين أن يحصروه في قفص الكوميديا، لاسيما أن إمكاناته التمثيلية تؤهله لتقديم الأدوار كلها، سواء تراجيدي أو كوميدي أو رومانسي، متمنياً تكاتف صناع السينما الإماراتيين في تقديم أفلام متنوعة، لتزداد عجلة الإنتاج السينمائي في الإمارات، خصوصاً أننا لدينا الإمكانات التصويرية والفنية والإخراجية لتنفيذ أفلام على قدر المستوى.
