هكذا تبدو الحياة كالشجرة، نحن معنيون بالاهتمام بها إنْ أردنا أن نحقق سعادتنا، واهتمام الآخر بنا. 
شاهدت بعينين شع منهما بريق الدهشة عندما كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البروتوكول وفتح باب السيارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وكانت تلك اللفتة من رئيس دولة عظمى تعني الكثير، وأهم ما في هذا الكثير هو أن قيادة الإمارات أولت اهتماماً بالغاً بالحياة والناس والدول، وتعاملت مع الآخر بحب واحترام، مما فرض هذا السلوك احترام الآخر لنا وحبه لدولة اسمها الإمارات.
هذا هو قانون الطبيعة، وهذا ديدنها، وناموسها وقاموسها عندما نحب نهتم، وعندما نهتم نبدع في مختلف المجالات وهي سُنة الحياة. فالله أوجد الاهتمام كقاعدة كونية وجودية، فقد اهتم سبحانه بالوردة، فمنحها أعذب العطر، واهتم بالفراشة، فأعطاها أجمل الألوان، وهكذا بدت الطبيعة في احتفال دائم وفرح، لأنها تجد الرعاية من خالق الكون، والإمارات وقيادتها استلهمت في صناعة الخالق ما يجعلها بلداً استثنائياً تحذو حذوها الدول، وتسير على خطاها الشعوب، والعالم لا يحترم إلا الأقوياء الذين يتميزون بقوة الشكيمة، وصرامة العزيمة، وجسامة الإرادة وصلابتها. 
العالم يرى في الإمارات القوة العظمى في تبني حب الآخر، والاعتزاز بعلاقاتها من دون شوائب، ولا عصاب قهري يفشي سر الشك ويزيح اليقين من دروب الحلم والسلام النفسي.
الإمارات منذ البدء؛ وهي تؤسس لنفسها مكاناً لائقاً في قلب العالم، وتؤثث منازلها بالمحبة والتسامح والانتماء إلى الوجود كنجمة في السماء، كدرة في اللجة.
هذه هي سيرة بلد عرف الحب منذ نعومة أظفار التأسيس، وها هي اليوم تكمل سن النضج في ظل قيادة ما حادت عن طريق الإرث القويم، ولا شدت الركاب بعيداً عن مورد النبع الزلال.
هكذا تسير الأمور في الإمارات، وتمضي العقود وهي مكللة بالبهجة، متوجة بالحبور، متسمة دوماً بالحلم، لا تلتفت إلى الصغائر من الأمور، لأن الأهداف عظيمة، والطموحات جليلة، والتطلعات لا تكفيها نظرة فابتسامة، بل هي تلاحم مع الوجود، وانسجام ووئام في سبيل صياغة واقع بشري يحقق أحلام الملايين من بني البشر ومن دون تمييز، لأن الهدف هو أن نكون جميعاً في المركب متحالفين ضد الحقد، وضد من يسممون أفكار الناس بانتماءات كهنوتية بائسة عابسة تحول الأبيض إلى أسود دامس، والنهار إلى ظلام معتم كما هي قلوبهم وكما هي ضمائرهم.
الإمارات، ومن خلال علاقاتها مع دول العالم قاطبة، تؤسس لوطن كوني عملاق تسوده المحبة، وتجمع أفراده فكرة الحب، ولا شيء غيره يملأ المحيط بأجنحة البياض، ويزرع الأرض بورود الجمال، ويمنع عن كل مغبون دمعة تغشي نهاره وتعشي ليله.
مشهد استقبال الرؤساء لرئيس بلادنا وحامي حياضنا، دليل على أن الإمارات بلغت شغاف الغيمة وهامات النجوم. وشكر للعشاق ومحبي الحياة.