منذ النشء، حتى الارتقاء، ومنذ التأسيس، وحتى وصول السماء، تسربت الإمارات في الحياة مثل الدماء الصحيحة في الجسد.
علو موشح بطموحات النقاء، وارتقاء مطوق بقلائد الفرح، وصعود مبني على وعي بأهمية أن يكون العالم شرشفاً بلا غبار، وملاءة تنفض عن نفسها رهط التاريخ.
هكذا هي سياسة الإمارات، تسير على خطا الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعطره بفوح جنات النعيم، واليوم، وبلادنا تتصدر المشهد الحضاري في العالم، تعلن القيادة الرشيدة أن عام 2023 «عام الاستدامة»، عام القوة الناعمة باتجاه فضاءات تتجلى بنعيم النقاء والصفاء والبهاء وجزيل العطاء، من أجل حياة تفيض بالصحة، وسعادة الإنسان، هذا الإنسان الكوني، والذي أنعم الله عليه بخير الطبيعة، ووافر ثرائها، إنسان حقق منجزات حضارية باهرة، هذه المنجزات تستحق أن تنهض العقول المخلصة لأجلها، وأن تجعلها بين الرمش والرمش، وأن تحتضنها بين الضلوع، وفي المهج.
إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن العام 2023 عام الاستدامة، وتحت شعار «اليوم للغد»، إنما هو دعوة صريحة لكل من يعيش على هذه الأرض بأن يحضر الوعي ويهيئ المشاعر، لسنة فيها يعم الجهد، وتتضافر القدرات، وتلتئم الإمكانيات، من أجل الحفاظ على أمنا الأرض، والتي نشترك فيها جميعاً، كأبناء مخلصين، صادقين، أوفياء، نحميها من الغث والرث، ونردع عنها تورط العبثيين، ورهط العدميين، ولتكون أرضنا من أقصى المحيط إلى أقصى المحيط، بساطاً أخضر، تؤمه يد النبلاء، وتزرعه بورد الفرح، وتمشط زرعه بأنامل أنعم من السنابل، وأرهف من الغيمة، وأنصع من النجمة.
هذه هي سياسة الإمارات، وهذه هي رؤية القيادة، وهذه هي أحلامها في صناعة الحياة، وصياغة جملتها المعرفية، وبناء روايتها الوجودية، وترتيب حروفها الأبجدية.
هذه هي الإمارات في مخيلة النجباء من أهلنا وأحبابنا وأصحابنا الذين ساروا على الأرض هوناً، فمنحوها الريعان واليفوع وطلوع الفجر على وجنتها، وبزوغ الشمس على خدها.
هذه هي سياسة الإمارات في الوجود على صفحات التاريخ، عطاء لا يخل ولا يزل، ولا يكل، وبذل منمنم بفسيفساء الجمال، وحلم الطير في التحليق، ووعي الشجر في السموق، والبسوق.
رؤية لا مثيل لها إلا في الإمارات، وأحلام لا تنمو أعشابها إلا في ضمير العشاق، وطموحات لا ترتفع أغصانها إلا في صحراء الإمارات.
الزائر للإمارات، عندما يدخل غرفة الحياة هنا على هذه الأرض، يشعر أنه يطل على عالم تزدهر بساتينه برياحين من ضحوا وأعطوا ببذخ، من أجل أن تظل أمنا الأرض زاهية، رخية، رضية، عطية، ندية، شجية، تنعم بحب أهلها وأبنائها، وتفيض بالحياة السعيدة.
فشكراً للذين ينعمون على الأرض بأجزل الجهد، وأفضل البذل، شكراً لهم لأنهم الصد والرد والند لكل من يحملون معاول الهدم ضد الطبيعة التي أبدعها الله، شكراً لأنهم العشاق الحقيقيون، والذين يطوقون الوطن والإنسانية، بقصائد كأنها القلائد عند نحر وصدر.