شريف عادل (واشنطن)
قفزت معدلات الفائدة على الرهن العقاري في أميركا لأعلى مستوياتها في السنوات الـ7 الأخيرة، فيما يبدو أنه نهاية لحقبة قروض منخفضة التكلفة ظهرت مع انتهاء الأزمة المالية العالمية الأخيرة، ما قد يتسبب في تباطؤ الطلب على شراء العقارات، وبالتالي يحد ارتفاع أسعارها.
وسجلت الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 عاماً معدل 4.75% في بداية تعاملات الأسبوع لأول مرة منذ 2011، في استمرار للاتجاه الصعودي الذي بدأ منذ فترة. وكانت معدلات الفائدة على تلك القروض بلغت 4.61% الأسبوع الماضي، مرتفعة من 4.55% في الأسبوع السابق.
وخلال الأزمة المالية العالمية التي بدأت في 2008، ولعبت قروض الرهن العقاري دوراً رئيساً فيها، توقفت هذه القروض بصورة شبه تامة، وساعد التدخل الحكومي وقتها، في أميركا ودول أوروبية عديدة أخرى، على استئناف قروض الرهن العقاري، ثم تخفيض معدلات الفائدة عليها مع تلاشي الأزمة.
واستمرت معدلات الفائدة على الرهن العقاري في الانخفاض حتى وصلت إلى أقل مستوى لها، وهو 3.31% أواخر 2012. ومؤخراً، وبعد أن رفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة على الدولار، سجلت معدلات الفائدة 3.99% في يناير 2017، وواصلت الارتفاع حتى وقتنا هذا.
ويقول سام خاطر، كبير الاقتصاديين بشركة فريدي ماك، إن «هناك تحولا في الطريقة التي ينظر بها السوق إلى الأسعار، لقد انتظرنا فترة من الوقت لنرى ارتفاعا في معدلات الفائدة، وها هو أخيراً يحدث».
وأصدرت مؤسسة «فريدي ماك» لقروض الرهن العقاري، التي كانت في قلب الأحداث وقت الأزمة المالية، واستحوذت عليها الحكومة الأميركية لإنقاذها من الإفلاس، تقريراً اقتصادياً الأسبوع الماضي توقعت فيه انخفاض معدل النمو في 2019 إلى 2.3%، بسبب تلاشي تأثير التحفيز المالي وتشديد سوق العمل.
ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة على أمواله، ويقول لورانس يون، كبير الاقتصاديين بالاتحاد الوطني لسماسرة العقارات، إن «رفع معدلات الفائدة 1% يمكن أن يؤدي إلى تخفيض مبيعات المنازل بنحو 7%-8%. والزيادة الأخيرة في معدلات الفائدة ستضر بصورة خاصة مشتريي المنازل للمرة الأولى، وأصحاب الدخول المتوسطة».
عدد اليوم
