الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفية بنت حيي.. «وقع القمر في حجرها»

26 مايو 2018 20:07
القاهرة (الاتحاد) صفية بنت حيي بن أخطب، من أمهات المؤمنين، ولدت بعد البعثة بثلاثة أعوام بخيبر، تزوجت مرتين في الجاهلية، ذات حسب وجمال، ودين وتقوى، ميزها الله تعالى بشرف عظيم لم تنله غيرها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، كونها من نسل نبي، وعمها نبي، وزوجها نبي، قال عنها الحافظ أبو نعيم: ومنهن التقية الذاكرة ذات العين الباكية، صفية الصافية زوجة النبي. جمعت خصال الخير وتميزت بالحكمة، وظهرت منزلتها عند الله عندما رأت في منامها أن القمر وقع في حجرها، فقصتها لزوجها اليهودي، فأدركها ولطمها على خدها، وقال: إنك تمدين عينيك إلى أن تكوني عند ملك العرب؟. وبعد انتصار المسلمين على يهود خيبر، سبيت نساء خيبر ومن بينهم صفية، فعاد بها بلال رضي الله عنه ومعها ابنة عم لها ومرّ بهما على القتلى، فلما رأتهم المرأة صكت وجهها، وصاحت، وحثت التراب على وجهها، فقال عليه الصلاة والسلام لبلال: «أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالنساء على قتلاهن؟»، وقال صلى الله عليه وسلم لصفية بأن تقف خلفه، وخيرها بين البقاء على دين اليهودية أو اعتناق الإسلام، فإن اختارت اليهودية أعتقها، وإن أسلمت سيمسكها لنفسه وكان اختيارها الإسلام. لها مواقف جليلة، وتصرفات نبيلة، تنبئ عن رجاحة عقلها، وعظيم إخلاصها، فعندما رفضت الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم، مخافة أن يلحقه أذى من يهود خيبر، زادها منزلة ومكانة عند النبي. أقامت في منزل لحارثة بن النعمان، وقدمت النساء لرؤيتها لما سمعن عن جمالها، وكانت من بينهن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وبعد خروجها سألها النبي عن صفية، فقالت عائشة: رأيت يهودية، فقال لها صلى الله عليه وسلم: «لقد أسلمت وحسُن إسلامها». أراد النبي أن يكرمها ويرفع مكانتها، ويعوضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها، وإيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود ليخفّف عداءهم، فأمسكها صلى الله عليه وسلم لنفسه، وقال لها: هل لك فيّ؟ قالت: يا رسول الله قد كنت أتمنى ذلك في الشرك، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام؟ فتزوّجها، وجعل عتقها صداقها. بلغها أن حفصة وعائشة قالتا إنها بنت يهودي، فتألمت لذلك وبكت، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها: ألا قلت لهما: وكيف تكونان خيراً مني وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ فنزل قوله صلى الله عليه وسلم برداً وسلاماً على قلبها. شهد لها النبي بالصدق وحبها الشديد له، عندما اجتمعت زوجاته عنده وقت مرضه الذي توفي به، فقالت صفية: أتمنى أن يحل بي ما ألم بك يا رسول الله، فغمزتها زوجات النبي، فرد عليهن صلى الله عليه وسلم: «والله إنها لصادقة». توفيت في المدينة، في عهد الخليفة معاوية، في العام خمسين هجرياً، ودفنت بالبقيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©