الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبلوماسية ثقافية «1 - 2»

دبلوماسية ثقافية «1 - 2»
26 مايو 2018 21:53
اختتم وفد المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي، برئاسة الأستاذ محمد كامل المعيني رئيس المعهد زيارته لعدد من المؤسسات الجامعية والثقافية والدبلوماسية الطاجيكية بتقديم محاضرة في الجامعة الإسلامية في العاصمة دوشنبه عن «الفلسفة الجمالية في العلاقات الإماراتية الطاجيكية» أشادت بعمق العلاقات الصديقة والشعبية بين البلدين الصديقين. وجاءت المحاضرة على هامش ختام فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الثقافة العربية في العاصمة الطاجيكية «دوشنبه» الذي نظمته دار الياسمين، في إطار التبادل الثقافي الإماراتي مع مختلف الثقافات في العالم. وإن تقدم المجتمعات الحديثة يمكن أن يعزى إلى الاحتفاء بالتنوع الثقافي وبقبول الآخر، كما أن القوة الدافعة لنجاح العديد من الدول تتمثل في انفتاح البلاد للمهاجرين الذين يطمحون إلى الإسهام في تنمية تلك البلدان، وذلك يسمح ببناء مجتمع مزدهر يستفيد من الاختلافات الدينية أو الثقافية. ونؤكد أن العالم بحاجة إلى تهيئة مناخ يعتبر فيه التنوع الثقافي مرادفاً للتقدم والتنمية، وإن استبعاد وتهميش الناس بسبب انتمائهم إلى اختلافات ثقافية لا علاقة له بمجتمع منفتح ومتسامح ومزدهر، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تكثيف الحوار بين المجتمعات والحضارات والثقافات لأن جمال العالم يكمن في تنوع شعوبه. وتعرف الدبلوماسية الثقافية بأنها «العملية التي يتم خلالها تبادل الأفكار والمعلومات والقيم والنظم والعادات والتقاليد، وغيرها من الجوانب والأبعاد الثقافية، بهدف التفاهم المتبادل بين الدول، وإن من أهم سهام الدبلوماسية الثقافية توظيف كافة أوجه الفعاليات والأنشطة الثقافية لخدمة المصالح الوطنية للدولة بعينها». ودعا المعيني لأجل تعزيز دور الدبلوماسية الثقافية إلى اعتماد مبادئ الاحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد، تقبل التنوع الثقافي والتراثي، وتعزيز الحوار بين الثقافات وإن اختلفت على المستوى الدولي، والعمل على تحقيق العدل والمساواة بين الشرائح المجتمعية، حماية حقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي، والسعي في تحقيق السلام والاستقرار العالمي، والعمل على بناء جسور لديمومة التواصل المجتمعي، من خلال إبراز الصورة الجمالية وديننا الإسلامي يحمل الكثير من هذه الفلسفة. وأكد المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي، أن الإسلام دين الجمال ويدعو للجمال، وكيف لا؟ فالله عز وجل جميلٌ يحب الجمال، وقد حمل الأمانة رسول ٌ يتحلى بأجمل الصفات، فكان - صلى الله عليه وسلم- كما وصفه القرآن «وإنك لعلى خلق عظيم»، وكما وصفته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – «كان خلقه القرآن». فجماليات الإسلام واضحة جلية في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى - محمد صلى الله عليه وسلم-، كما وضحت آيات القرآن الكريم بلغتنا الأم، اللغة ذات المعاني السامية الجميلة، اللغة العربية، الجمال داخلياً وخارجياً، فالجمال الداخلي يكمن في حسن النية والسريرة، «أنا عند ظن عبدي بي»، ويكمن الجمال الخارجي في النظافة والتجمل والاهتمام بالمظهر «خذوا زينتكم عند كل مسجد». ومن جماليات اللغة في كتاب الله عند التعامل مع الآخرين، أورد المعيني: التواضع والابتعاد عن الغلو والتكبر، «ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً»، والابتعاد عن الغيبة والنميمة بتصوير مشهد مؤثر بكلمات عميقة المعنى، «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه». مشيراً إلى أنه جاء ديننا الإسلامي، وباللغة السامية اللغة العربية محترماً الأديان السماوية، ووضح كتابنا كذلك أهمية التواصل الثقافي، والحوار مع الشعوب والثقافات الأخرى، وعدم الإنغلاق على الذات، وعدم التكبر على القبائل الأخرى فالميزان هو الدين، التقوى، «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وجاء الإسلام ناشراً لجمالياته ذات الأبعاد المتعددة، فترى جماليات الإسلام بارزة في منهج الاحترام، التسامح، الأخلاق، الكرم، مصححة للسلوكيات الخطأ، ومواجهة للأفكار القبيحة. عبدالرحمن نقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©