تامر عبدالحميد (أبوظبي)
شهد الموسم الرمضاني لهذا العام تميز عديد من الأعمال الدرامية والبرامج الإنسانية، ما جعلها تحقق نسب مشاهدة عالية، إلى جانب حصولها على رود أفعال إيجابية من قبل المشاهدين والجمهور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كوميدية وجادة
واستطاع «البشارة» أن يحقق المعادلة الصعبة بمزج الترفيه وتقديم الرسائل المجتمعة، حيث جمع العمل في قصته بين القضايا الاجتماعية المغلفة بكوميديا الموقف، التي نجح في تجسيدها أبطال العمل، وعلى رأسهم نجم الإمارات الفنان جابر نغموش، والفنان الشاب أحمد صالح، حيث قدما مدرستين مختلفتين في الكوميديا، حيث اعتمد نغموش على خبرته الطويلة في هذا المجال، فيما قدم صالح الكوميديا من خلال الموقف وتعابير وجهه، كما نال العمل الإعجاب على التقنيات الإخراجية الحديثة والصورة المتميزة، التي ظهر بها العمل، والتي تولى تنفيذها المخرج الإماراتي راكان، إضافة إلى مشاركة نخبة من المواهب الإماراتية الشابة، من منطلق دعم المواهب وإعطائها الفرص أمام النجوم الكبار.
وكان لافتا أنه رغم وجود أعمال اختارت قضايا الإرهاب والتطرف، إلا أن المعالجة التي تقدمها تختلف من عمل لآخر للتنوع بين الأعمال التاريخية والاجتماعية والإنسانية والأكشن، في محاولة لتوضيح كيفية انتشار الفكر الإرهابي المتطرف، مستغلاً النزعة الدينية أو الحاجة المادية لدى البعض لتحولهم إلى أشخاص ضد المجتمع ومصدر تهديد له، ومن تلك الأعمال مسلسل «السهام المارقة»، الذي أنتجته «أبوظبي للإعلام»، والذي يعرض على قناة «أبوظبي»، حيث سعى المسلسل إلى رسم صورة للحياة في ظل أفكار المتطرفين، ودارت أحداثه حول مدينة عربية احتلتها مليشيات إرهابية.
ويأتي المسلسل التاريخي «المهلب بن أبي صفرة» للكاتب محمد البطوش وإخراج محمد لطفي، ليستعرض حياة المهلب بن أبي صفرة الأزدي أحد ولاة الأمويين، متطرقاً لكيفية تعيينه والياً على خراسان، ونشأته وحياته، وفترة حكمه، وتصديه للخوارج حتى قضى عليهم، كما ركز العمل على القيم الداعية لنبذ العنف والتطرف الديني ونشر التسامح.
برامج إنسانية
قصص إنسانية قدمتها بعض البرامج في رمضان هذا العام، ونجحت في إيصال الرسالة السامية، في تقديم المساعدة للآخرين ورسم البسمة على وجه كل المحتاجين، حيث واصل برنامج «عونك»، في موسمه الرابع، الذي يقدمه أحمد اليماحي، مهمته في التقاط الصور المشرفة والأثر الإنساني الذي تحققه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عبر مواكبة جميع مبادراتها، تأكيداً على روح النخوة والمسؤولية التي تتمتع بها الدولة في جميع أرجاء العالم، وإنجازاتها الإنسانية الملموسة، حيث حمل البرنامج يرفع شعار «العطاء أجمل ذكرى قبل الرحيل»، لتعريف المجتمعات بمعاني العطاء التي تقدمها أيادي الدولة البيضاء إلى جميع أرجاء العالم، وحققت إنجازات كثيرة عنوانها الأبرز الحياة.
وحقق برنامج «قلبي اطمأن»، الذي يعرض على قناة سما دبي، نسبة مشاهدة عالية في رمضان هذا العام، ونال صدى كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لفكرة البرنامج الإنسانية والمختلفة، حيث يجول «غيث» مقدم البرنامج، الذي يخفي ملامح وجهه، في بلاد مختلفة لمساعدة من يحتاجون إلى المساعدة، ويسير على درب الخير، ويلتقي عباداً ضاقت بهم الحياة، مستغلاً الفرص التي منحت له في أن يسعدهم ويسعد معهم.
بوابة تفاعل
شهد الموسم الدرامي لهذا العام طفرة في تصوير مسلسلات تكافح الإرهاب على الشاشة الفضية، حيث جسدت قصصاً إنسانية تسللت إلى قلوب المشاهدين، من خلال إشراكهم في واقع الجماعات الإرهابية التي أفسدت في الأرض، وهو ما أظهره العمل الدرامي «مليكة» لدينا الشربيني، الذي عرض على قناة «أبوظبي»، ويدور في سياق اجتماعي يأخذ الجمهور إلى حقائق غائبة، ويعالج الواقع ويؤثر فيه لتكون الدراما بوابة للتفاعل مع القضايا الراهنة.
عدد اليوم
