الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المونديال و الامتحانات.. عقدة الحسابات

المونديال و الامتحانات.. عقدة الحسابات
20 يونيو 2018 00:09
رضا سليم (دبي) تحولت البيوت إلى ما يشبه معسكرات مغلقة استعداداً لامتحانات نهاية العام، ووسط حالة الرعب التي تسيطر على الطلاب والتي دائماً ما تصاحب فترة الامتحانات، دخل المونديال الذي ينتظره العالم كل 4 سنوات، ليربك كل الحسابات ويخلط الأوراق ويجعل العائلات في صراع مع الأولاد من أجل المذاكرة، وإبعادهم عن متابعة مباريات المونديال الذي بات بمثابة الضيف الثقيل الذي يؤرق الجميع. حالة الضجر التي تعيشها الأسر هذا العام ليس فقط لأن المونديال جاء في الاتجاه المعاكس للامتحانات وبالتحديد في التوقيت الصعب، بل لأن الجميع يشكو من طول الموسم الدراسي، وكانوا ينتظرون أن ينتهي مع بداية شهر رمضان المبارك، بما فيها الثانوية العامة التي كانت تنهي امتحاناتها في السنوات الماضية مبكراً، ومع منظومة المواعيد ومباريات المونديال، تعيش العائلات في كابوس تنتظر نهايته بفارغ الصبر. أما الطلاب والذين ينتمون لمدارس كروية مختلفة وبعضهم مرتبط بالنجوم العالميين مثل الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو، والبعض الآخر مرتبط بالمنتخبات ومتعة كرة القدم التي تقدمها، فنجدهم «عين» على المونديال، و«عين» على الامتحانات، لدرجة أن بعض الطلاب يرى أن المونديال أهم من الامتحانات لأن المونديال لا يقام إلا كل 4 سنوات ومن الصعب ترك هذه الوجبة الكروية، ولعل هذا العشق الكروي وراء الأزمة في البيوت بسبب محاولة العائلات منع أولادها من متابعة المباريات لمراجعة الدروس من أجل عبور الامتحانات بأمان، وبين تشتت الطلاب أنفسهم ما بين نجوم المونديال والدراسة. طرحنا القضية في ساحة المونديال، مع بدء الامتحانات اليوم، وتركنا الجميع يدلي بدلوه ما بين المسؤولين عن التعليم وعدد من الرياضيين الذين يعيشون هذه التجربة، وأيضاً أولياء الأمور والطلاب الذين يعيشون الأزمة الحقيقية بين الامتحانات والمونديال. وأكد الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس التعليم في الشارقة رئيس نادي المدام، عضو اتحاد الرماية والقوس والسهم، أن تزامن توقيت الامتحانات مع المونديال لا يمثل مشكلة لدى الطالب أو أولياء الأمور، خاصة أن قطار التعليم لابد أن يسير في الاتجاه الصحيح مهما كانت الظروف، لأننا نربي أجيالاً للمستقبل ليست مرتبطة بمباراة، أو بطولة، والمفترض أن الطالب في التعليم يمر بمراحل ما بين سهلة وصعبة ومفرحة وحزينة، ومن الصعب أن يتوقف التعليم لمجرد أننا دخلنا في شهر رمضان أو أن هناك مونديالاً يتابعه العالم. وأضاف: المونديال والامتحانات يمثلان فرصة لتعليم الطالب فن إدارة الوقت وكيفية تنظيمه، ما بين المذاكرة ومشاهدة المباريات، والأهم أنه من الممكن أن ينظم الطالب وقته، بحيث يشاهد مباراة معينة في المونديال، فليس من المنطقي أنه يذاكر 24 ساعة، كما أن مثل هذه الأمور تمر على عدد كبير من الطلاب طوال العام، خاصة الرياضيين الذين يحضرون التدريبات في أنديتهم ويشاركون في البطولات على المستوى المحلي وأحياناً الخارجي ويمثل المنتخب، وبرغم ذلك يسير في نفس منظومة التعليم؛ أي أن الرياضي ينظم وقته بالشكل الذي يخدمه رياضياً وتعليمياً. وأشار إلى أن الامتحانات ستنتهي قبل الأدوار النهائية للمونديال، ومن لم يستطع مشاهدة المباريات في توقيت الامتحانات، يستطيع أن يتابع الأدوار النهائية، وهذه من الأمور السهلة ولكن أولياء الأمور يضغطون على أولادهم بشكل كبير، على الرغم من أن أساليب التعليم تطورت بشكل كبير وباتت الامتحانات في متناول الطلاب وأساليب المعرفة الحديثة تسهل التعليم بعكس السابق، خاصة في الحصول على المعلومة. وأوضح رئيس نادي المدام بالشارقة، أن النادي استعد للمونديال والذي يمثل الحدث الأكبر في العالم، وتم تجهيز مجلس للرياضيين والجمهور لمتابعة المباريات في النادي، ونرحب بالجميع في النادي وسنقدم لهم كافة الخدمات. وقال الدكتور ماجد سلطان، رئيس اتحاد اليد السابق، إن منظومة التعليم هذا العام اختلفت عن السنوات الماضية، وهو ما أحدث نوعاً من الارتباك في البيوت، بجانب اختلاف مواعيد الامتحانات ما بين شهر رمضان وبعد العيد، والمفترض أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتحديد أجندة الموسم الدراسي بناء على الأحداث العالمية والقارية المعروفة خاصة الرياضية، فالعالم يتابع كأس العالم والأولاد في البيوت ما بين المذاكرة للامتحان ومتابعة المباريات، وهو ما يمثل نقطة سلبية لهم في التركيز والتحضير للامتحانات. وأضاف: وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي جعلت الصغار يتابعون كل الأحداث على الجوال، ومن الصعب منعهم، بل الأدهى أن أولياء الأمور يحرصون على متابعة المونديال، لأنه حدث لا يتكرر إلا كل 4 سنوات، واختلاف منظومة التعليم عن الأحداث الرياضية لابد من تداركه العام المقبل، خاصة أن هناك نهائيات كأس آسيا وبطولة العالم للأندية والأولمبياد العالمي الخاص، وإن كان الجميع انتظر أن تنتهي الامتحانات قبل رمضان، خاصة الأطفال الصغار، في ظل حرارة الجو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©