الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ذا هيل»: تحقيقات «إف بي آي» تثبت تورط قطر في قرصنة رسائل صديق ترامب

20 يوليو 2018 18:25
دينا محمود (لندن) كشفت وسائل إعلام أميركية النقاب عن أن التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بشأن عملية القرصنة والتجسس الإلكترونية التي تعرض لها رجل الأعمال البارز «إليوت بريودي»، تشير إلى وقوف قطر وراءها بسبب الانتقادات التي يوجهها «بريودي» لسياسات دعم الإرهاب والتقارب مع إيران، التي ينتهجها النظام الحاكم في الدوحة. وقالت صحيفة «ذا هيل» - ذات التوجهات المحافظة - إن المحققين الأميركيين «يؤمنون» الآن بأن القطريين ضالعون في العملية التي جرى في إطارها السطو على رسائل من حساباتٍ بريديةٍ شخصيةٍ ومهنيةٍ تخص «بريودي»، واستخدامها في فبركة تقارير نشرتها وسائل إعلامٍ في الولايات المتحدة لتشويه سمعته. وأشارت الصحيفة إلى أن تورط «نظام الحمدين» في القرصنة - التي وصفها محامو «إليوت بريودي» بأنها بمثابة «عمليةٍ استخباراتيةٍ عدائيةٍ» اضطلعت بها الدوحة على التراب الأميركي - جاء في إطار «الانتقام» من الهجوم الذي يشنه رجل الأعمال المعروف وجامع التبرعات البارز لصالح الحزب الجمهوري، على عمليات التمويل القطرية، لتنظيماتٍ إرهابيةٍ ومتطرفةٍ، مثل جماعة «الإخوان» الإرهابيين، والحركات والمنظمات المنبثقة عنها. واعتبرت «ذا هيل» أن الأنشطة التي يقوم بها قراصنةٌ إلكترونيون - مثل هؤلاء الذين جندتهم قطر وموّلتهم - تلحق أضراراً جسيمة بالحياة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، في ظل «قوانين عتيقة» تمنحهم الحصانة من المثول أمام القضاء الأميركي بتهمٍ جنائية. وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلى قانونٍ صدر في الولايات المتحدة عام 1976 ويحمل اسم «حصانات السيادة الأجنبية»، ويستهدف تنظيم كل ما يتعلق بمقاضاة الدول الأخرى على التراب الأميركي. ويجعل هذا القانون تحصين الدول الأجنبية من أن تُقاضى بداخل الولايات المتحدة هو الأصل مع استثناءاتٍ محددةٍ. وفي إشارةٍ واضحةٍ إلى ضرورة معاقبة النظام القطري على تورطه في قضية «بريودي»، الصديق المقرب للرئيس دونالد ترامب، دعت «ذا هيل» إلى تغيير القانون بما يشمل توسيع نطاق تلك الاستثناءات، لتشمل عمليات القرصنة الإلكترونية، التي أكدت أن المؤسسات الحكومية الأميركية تتعرض لعشرات الآلاف منها. ومن شأن إدخال مثل هذه التعديلات بالفعل، فتح الباب أمام إجبار «نظام الحمدين» على المثول أمام المحاكم الأميركية بتهمٍ جنائية مثل السطو والقرصنة. وقالت صحيفة «ّذا هيل» - التي تحظى بمكانةٍ مرموقةٍ في أوساط المؤسسة التشريعية في واشنطن - إن قضية «بريودي» وغيرها من القضايا المماثلة، تظهر «المخاطر الشديدة للغاية، التي تواجه الأفراد والمجتمع ككل» في أميركا، بفعل هجمات القراصنة الإلكترونيين، في تأكيدٍ منها على ضرورة نزع أي حصانةٍ ممنوحةٍ لمنفذي تلك الهجمات والأنظمة الحاكمة التي تقف وراءهم. وتطرق تقرير الصحيفة إلى تفاصيل ما تعرض له «بريودي» - المسؤول البارز سابقاً عن تمويل الحزب الجمهوري الحاكم في أميركا - قائلاً إن عملية القرصنة الإلكترونية التي كان ضحيةً لها، شملت سرقة رسائل من حساباتٍ خاصة به أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري، وإرسالها إلى صحف ووكالات أنباء في الولايات المتحدة، بهدف نشر تقارير تتهمه بأنه سعى لحمل إدارة الرئيس ترامب على اتخاذ مواقف متشددةٍ حيال قطر لتحقيق مآرب شخصيةٍ. وأبرز التقرير الدعوى القضائية التي رفعها «بريودي» رداً على ذلك أمام إحدى محاكم مدينة سان فرانسيسكو، والتي يتهم فيها النظام القطري باستئجار «قراصنة إلكترونيين»، يُقال إنهم جُنِدوا على يد جاسوسٍ سابقٍ لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ«سي آي آيه» وشركةٍ أمنيةٍ تتخذ من أميركا مقراً لها، لقرصنة هواتفه وأجهزة الكمبيوتر الخاصة به. وتثبت نتائج التحقيقات الفيدرالية - التي أشارت لها «ذا هيل» - صحة ما ورد في الدعوى من أن لدى «بريودي» أدلةً جنائية «لا يمكن دحضها، تربط قطر بهذا الهجوم» الذي جرى جراء تلقي قرينة رجل الأعمال الأميركي رسالةً مشبوهةً، استدرجتها لكتابة اسم الحساب وكلمة السر الخاصيْن بها، ومن ثم السطو عليهما إلكترونياً، والتسلل من خلال ذلك إلى حساباتها وحسابات زوجها على شبكة الإنترنت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©