سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم)
تواصلت تظاهرات احتجاجية محدودة متفرقة أمس، في البصرة وبابل والناصرية وواسط، مجددة المطالبة بتوفير الخدمات والمستلزمات الخاصة بالمستشفيات، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وفرص عمل للعاطلين، فيما أعلن الناشطون عن تنظيم تظاهرات كبرى اليوم في عموم العراق، للضغط على الحكومة لتسريع تلبية مطالب المواطنين. في وقت تحدثت مصادر مطلعة، عن حزمة إصلاحات وشيكة بخصوص توفير فرص العمل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، لديه «فرصة كبيرة» لمعالجة أزمة سوق العمل، في ظل غياب مجلس النواب لهذه الفترة الانتقالية لحين انعقاد البرلمان المنتخب بعد استكمال عملية إعادة فرز وعد الصناديق ومراكز الانتخابات التي حامت حولها الشبهات. وفيما أعلن قادة كتل سياسية، أن الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس الأول، اتفق على 5 نقاط لمعالجة الأزمة الحالية، بينها تسريع تشكيل الحكومة الجديدة ليتسنى لها تنفيذ مطالب المتظاهرين، أكد مقتدى الصدر زعيم تحالف «سائرون» الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تأييده المطلق لمطالب المحتجين على الفساد، مطالباً الكتل السياسية الفائزة في الاقتراع بـ«تعليق الحوار» بشأن التشكيلة الوزارية لحين تلبية مطالب المتظاهرين.
ودعا الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التحشيد لتظاهرة موحدة في جميع المحافظات اليوم، للمطالبة بتحسين الخدمات رغم انقطاع خدمة الإنترنت عن بعض المناطق، وأكدوا أن الاحتجاجات الأخيرة ليست وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة تراكم سنوات من المعاناة في نقص الخدمات التي كانت معلقة بسبب الحرب ضد «داعش» الإرهابي. وفي ختام اجتماع لقادة الكتل السياسية دعا إليه الرئيس العراقي، أفاد بيان أنه جرى خلال اللقاء
«نقاش مركز وشامل حول التظاهرات الأخيرة وآخر تطورات العملية السياسية، مع اقتراب الإعلان عن نتائج العد والفرز اليدوي للانتخابات»، وأكد المجتمعون أن التظاهرات السلمية للمطالبة بالحقوق وتوفير الخدمات، حق كفله الدستور للمواطنين المطالبين بالحقوق المشروعة من توفير الخدمات وفرص العمل وتحسين الحالة المعيشية والخدمية. كما أكدوا دعمهم للحكومة باتخاذها الإجراءات والقرارات التي تضمن تحقيق مطالب المتظاهرين، وفي نفس الوقت تم التأكيد على احترام القانون وحفظ الأمن ومنع أعمال الشغب والتخريب والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ودعم إجراءات القوات الأمنية للتصدي للمعتدين والمندسين الساعين لاستغلال التظاهرات.
وذكر البيان أن كافة الكيانات السياسية والكتل البرلمانية المجتمعة، أقرت بقبول النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب، حال المصادقة عليها رسمياً من قبل المحكمة الاتحادية مع الدعوة إلى الإسراع في إنهاء عمليات العد والفرز اليدوي. كما التزم المجتمعون باحترام التوقيتات الدستورية الخاصة بموعد انعقاد الجلسة البرلمانية الأولى المقبل لضمان انتخاب رئاسة مجلس النواب، فانتخاب رئيس الجمهورية، تمهيداً لقيامه بتكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة خلال الفترة التي ينص عليها الدستور. واتفقوا أيضاً على &lrmالعمل على تحقيق «تفاهمات بناءة» بين الكتل كافة للإسراع بإنجاز المهام الوطنية العليا الراهنة، وإقرار التوجهات الأساسية للبرنامج الحكومي المقبل، وكافة متطلبات المرحلة القادمة الضامنة لتطوير إدارة الدولة ومؤسساتها وتلبية حقوق الشعب وإرادته في حماية أسس وأصول النظام الديمقراطي الاتحادي.
غير أن زعيم التيار الصدري، دعا أمس، جميع الساسة إلى التوقف عن جهود تشكيل الحكومة الجديدة لحين الاستجابة لكل مطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب، مؤكداً دعمه المطلق لمطالب المحتجين خاصة محاربة الفساد. وقال الصدر على تويتر في أول تعليق علني له على الاضطرابات التي تجتاح الجنوب «على كل الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الحالية تعليق كل الحوارات السياسية من أجل التحالفات وغيرها إلى حين إتمام تلبية مطالب المتظاهرين الحقة». وفي وقت لاحق أمس، أعلن مكتب الصدر أن الأخير استقبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش في مقره بالنجف، حيث جرى بحث الوضع العام في البلاد وموضوع التظاهرات التي تشهدها عدد من المحافظات العراقية. ودعا كوبيتش
إلى الإسراع في حسم عملية العد والفرز لصناديق الاقتراع ليتسنى للكتل الفائزة تشكيل الحكومة ومن ثم النظر في مطالب الناس.
عدد اليوم
