الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة الضيف ترمم المقتنيات الأثرية

فاطمة الضيف ترمم المقتنيات الأثرية
26 يوليو 2018 21:20
هناء الحمادي (أبوظبي) أسهمت فاطمة الضيف عام 2015 في ترميم قطعة فنية عتيقة شاركت في معرض «قصص اللوفر»، الذي أقيم في منارة السعديات، تحمل اسم «سوترا الحكمة الكاملة»، وهي من المخطوطات النادرة الموقعة والمؤرخة سنة 1191، ومكتوبة على سعف النخيل، وتتكون من 218 صفحة. والضيف الطالبة في جامعة لندن للفنون، موظفة في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وزوجة وأم لطفلي، وقد عملت في مجال المتاحف، تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة، التي أتاحت لها العمل مع الفريق الفرنسي لمتحف اللوفر أبوظبي والفريق البريطاني لمتحف الشيخ زايد. بالإضافة إلى التدريبات العملية التي تقع ضمن مجال عملها والتي تلقتها في المؤسسة العربية للصور في لبنان والمعهد الوطني الفرنسي الثقافي ومتحف اللوفر الفرنسي والمتحف البريطاني بتشجيع ودعم من الدائرة. ورحلة تميز الضيف يشهد لها الجميع فالتجارب التي منحت لها كانت من الأسباب الرئيسة لإبداعها في هذا المجال، إلى ذلك، تقول، «استطعت تطبيق المهارات العملية التي اكتسبتها من التدريب عبر المساهمة في ترميم مخطوطة «سوترا، الحكمة الكاملة»، وهي مخطوطة نادرة من مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، وقد تم عرضها في معرض قصص اللوفر عام 2015». وتتابع، «رحلتي في مجال الحفظ والترميم بدأت كحلم للمحافظة على المقتنيات الأثرية والفنية التي تمتلكها دولة، ومن ثم تطورت إلى هدف، والآن أنا أعيش الحلم، وأحقق الهدف». ولم تتوقف محطات النجاح في حياة الضيف عند منعطف واحد بل اختارت الضيف، المبتعثة للدراسة من قبل الهيئة، وبدعم ومتابعة مجلس أبوظبي للتعليم، دراسة ترميم المخطوطات. وهي تقول، «ينقسم تخصصي إلى مجالين؛ الأول الترميم ومجال الحفظ الوقائي، وهو تخصص بدأ منذ التسعينيات بأوروبا». وتضيف «الحفاظ على المقتنيات الأثرية والفنية ممارسة أساسية تنفذها المتاحف والمراكز الفنية وصالات العرض، وتنطوي على حفظ القطع الفنية لفترة أطول وفي حالة جيدة». وتتابع، «والثاني الترميم الذي يعني تقليل مستوى تلف القطع الفنية إلى أدنى حد، أما الحفظ الوقائي، فيكون من خلال إجراءات تتخذ للتقليل من معدل التلف ومنع الأضرار التي قد تلحق بالمقتنيات. واعتمدت في دراستي على المقارنة بين الطرق المستخدمة في هذا المجال بين مختلف المتاحف والدول لتطبيق أفضلها في دولتي بناء على البيئة المناخية المحلية»، موضحة «حثني ذلك على التطوع والتدرب في المتاحف المختلفة، وزيارة المعارض وصالات العرض، وزيارة المختبرات والمخازن والمقارنة بينها، إلى جانب الوجود وحضور المحاضرات والورش التدريبية التي تعزز خبرتي». وتعزو الضيف سبب اختيارها هذا التخصص إلى أن الإمارات أصبحت قبلة ثقافية عربية وعالمية، من خلال تبنيها قضايا حماية التراث الثقافي، معتبرة أن تخصصها يخدم استراتيجية الدولة في مجال حفظ وحماية التراث. وتطمح الضيف للحصول على خبرة كافية تخولها لتكوين وتدريب أول فريق إماراتي متخصص في الترميم، ونشر ثقافة المتحف في الدولة، حديثة عهد بالمتاحف، وإيجاد أفضل الطرق للحافظ على المخطوطات والمقتنيات الأثرية بدائرة الثقافة والسياحة من جهة، والإمارات ككل من أخرى. وعن الاغتراب، تقول الضيف «كل طالب سفير لدولته وعليه أن يبرزها بأحسن صورة». ومن خلال تجربتها تؤكد أن الغربة علمتها كيفية استغلال الوقت جيداً في اكتساب الخبرات التي تساعد في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، ومن المهم أيضاً أن يحيط الطالب نفسه بالبيئة المناسبة التي تساعده على الإبداع والتفكير بصوت مرتفع، ففي نهاية المطاف كل التخصصات مرتبطة ببعضها والمشاركة تنمي وتعمق الفكرة ما يساعد في تعزيز الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©