السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

"لغتي" تدعو الأسر إلى توفير بيئة لغوية مناسبة للأطفال

"لغتي" تدعو الأسر إلى توفير بيئة لغوية مناسبة للأطفال
6 أغسطس 2018 22:19

الشارقة (الاتحاد)

على إثر نتائج دراسة ميدانية حديثة، أجرتها إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، أظهرت التأثير السلبي لقضاء الأطفال غالبية أوقاتهم مع العاملات الأجنبيات على قدراتهم اللغوية، شددت بدرية آل علي، مدير مبادرة «لغتي» التعليمية الرامية إلى تشجيع الأطفال على استخدام اللغة العربية بوسائل ذكية، على ضرورة الوقوف أمام هذه الظاهرة، مؤكدةً أهمية التعامل السريع والفعال مع نتائج الدراسة، لأن تأثر الطفل لغوياً بالعاملات الأجنبيات لا يطال معجمه اللغوي وطريقة نطقه للحروف فحسب، بل سيؤثر على كيفية تعاطي الطفل مع اللغة مستقبلاً وكيفية تعبيره عن ذاته وتواصله مع الآخر، كما أنه سيؤدي إلى تشويه اللغتين الأم والأخرى التي تنطق بها العاملة.
وكانت الدراسة كشفت عن أن نحو 50 في المئة من الأسر، التي شملها الاستبيان وعددها 600 أسرة، أكدت تأثر قدرات أطفالها اللغوية سلباً بسبب قضائهم أوقاتاً طويلة برفقة العاملة الأجنبية، وذلك لأن سنوات الطفولة الأولى وصولاً إلى عمر ثلاثة سنوات ونصف السنة هي السنوات التي يبدأ فيها الطفل بالتعرف إلى نفسه والعالم وتعلم المهارات الجديدة. ويحتاج الطفل خلال هذه السنوات وبعدها إلى تواصل نوعي وفعّال مع الأبوين بما يتناسب مع مراحل نموه العمرية، بحسب توصيات صندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» حول تنشئة الأطفال في شكل صحي.
واقترحت آل علي على أولياء الأمور حلولاً يمكن أن تنمي لغة أطفالهم وتحافظ على سلامتها مثل قضاء المزيد من الوقت معهم، واستغلاله بالحوار معهم حتى لو كانوا في سن لا يسمح لهم بالرد، إلى جانب قراءة القصص واستعمال التطبيقات الرقمية التعلمية بالعربية.
وشددت آل علي على أنه من الضروري أن يكون الحوار مع الأطفال تفاعلياً بحيث يحفز الأبوان الطفل على طرح التساؤلات كي ينمي مهاراته اللغوية، حيث أظهرت دراسة من كلية «ماساشوستس» للتكنولوجيا أن إمكانات الطفل اللغوية تعتمد على الحوار المتبادل الذي يعبر فيه الطفل عن نفسه وأحاسيسه.
وأكدت أهمية تعويض الأطفال عاطفياً عن الوقت الذي يمضيه أولياء الأمور خارج البيت، حيث توضح دراسات عدة أن الأطفال الذين يقضون أوقاتاً طويلة بعيدين عن الوالدين، هم الأكثر تأخراً في تطورهم اللغوي، وأن التشجيع والدعم العاطفي يمنحان الأطفال الثقة في نطق الأحرف والكلمات في سنواتهم المبكرة.
ونوهت إلى حقيقة أن الأطفال يحبون التكنولوجيا والألواح الذكية، حيث بإمكان الأهل اختيار الألعاب والبرامج والفيديوهات المصممة باللغة العربية الفصحى لأطفالهم والتي تزيد مخزونهم اللغوي، وتحببهم بلغتهم وتساعدهم على النطق السليم، وتنمي قدراتهم ومهاراتهم في الكتابة والاستماع والتحدث.
ويذكر أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كان أطلق مبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية في مدارس الشارقة، عام 2013، بهدف تطوير قطاع التعليم في الإمارة، والمحافظة على اللغة العربية. وفي يناير 2016 اعتمد صاحب السمو حاكم الشارقة، الهوية الجديدة لمبادرة تعلم اللغة العربية في مدارس الشارقة تحت مسمى «لغتي»، لتكون استجابة تربوية وعلمية لمتطلبات التطور في أساليب التعلم الذكي، والتي تؤسس لمجتمع المعرفة وتسهم في الارتقاء بمخرجات التعليم.

استهداف 25 ألف طالب

تقضي مبادرة «لغتي» بتزويد جميع طلاب مدارس الشارقة الحكومية في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بأجهزة لوحية مع محتوى فريد من نوعه يدعم اللغة العربية، إضافة إلى خزائن لحفظ وشحن الأجهزة، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 25 ألف طالب وطالبة و1000 من الهيئة التدريسية في 80 مدرسة، موزّعة في جميع مدن إمارة الشارقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©