الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"الإمارات للطاقة النووية" تنجز الاختبار الحراري لـ "براكة 2"

"الإمارات للطاقة النووية" تنجز الاختبار الحراري لـ "براكة 2"
6 أغسطس 2018 22:17

بسام عبد السميع (أبوظبي)

أنجزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، اختبار الأداء الحراري للمحطة الثانية بمفاعل براكة، وفق أعلى المعايير العالمية للجودة والسلامة والكفاءة، وذلك في خطوة ضرورية لضمان جاهزية تشغيل المحطة باستخدام الوقود النووي.وأوضحت المؤسسة، أن اختبار الأداء الحراري يعتبر أحد أهم الاختبارات الأساسية التي تسبق مرحلة العمليات التشغيلية، وتم تحقيق هذا الإنجاز نتيجة لتعاون المؤسسة المثمر مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» الشريك في الائتلاف المشترك والمقاول الرئيسي لمشروع براكة للطاقة النووية السلمية، وبإشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
ويأتي الاختبار ضمن مئات الاختبارات التي تنفذها المؤسسة للتحقق من أن جميع العناصر والأنظمة تعمل بشكل فعال وموثوق، واكتساب فرق العمل المهارات الدقيقة المطلوبة لتشغيل محطات الوقود النووي السلمي لإنتاج الكهرباء.
مسؤولية التشغيل وتتولى شركة نواة للطاقة التابعة لـ «الائتلاف المشترك» بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية مسؤولية تشغيل وصيانة محطات المشروع الأربع، ويتيح اختبار الأداء الحراري للمحطة الثانية لمشغلي «نواة» فرصة التحكم بالأنظمة المتعلقة بالضغط والحرارة، بالإضافة إلى نظام تشغيل التوربينات، ما يفتح المجال أمام فريق المشغلين لتحديد أية مشكلات يمكن أن تعترض عمليات التشغيل أو المعدات، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة لضمان عمل المحطة على نحو آمن ومستدام خلال العقود القادمة.
وتسير الاختبارات والاستعدادات للمرحلة التشغيلية بشكل ثابت وآمن في المحطتين الأولى والثانية، وأهلت الإمارات للطاقة النووية المحطة الثانية للاختبار الحراري مطلع العام الحالي عبر تشغيل «محولات الطاقة الرئيسية»، و«محولات الطاقة الاحتياطية» ضمن مرافق المحطة.
وكانت الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية بمشروع براكة للطاقة النووية السلمية، بدأت في شهر أبريل 2013، أي بعد عام واحد من بدئها في المحطة الأولى، وتتقدم الأعمال الإنشائية في المشروع بثبات وأمان وفق أعلى معايير السلامة والجودة، وتم استكمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مارس الماضي وتم تسليمها إلى شركة نواة للطاقة، لتضطلع بالتحضيرات الخاصة بالعمليات التشغيلية، وذلك بمجرد الحصول على الموافقات الرقابية والتنظيمية.

قائمة الاختبارات
ويتطلب إجراء اختبار الأداء الحراري فحصاً شاملاً لمكونات المحطة من حيث عوامل التمدد الحراري والاهتزاز والتآكل، وأظهرت نتائج الاختبار أن كافة الأنظمة تعمل وفق أعلى معايير الجودة والسلامة ضمن ظروف التشغيل الاعتيادية. وشملت قائمة أهم الاختبارات التي أجريت، اختبار صمام أمان الضغط، قياس تدفق سوائل نظام التبريد، واختبار نظام تشغيل التوربينات، حيث يتم التحقق من عمل المكونات والأنظمة الأساسية في المحطة على النحو المخطط له وضمان مواكبتها لجميع متطلبات التشغيل الاعتيادي.

مراحل الاختبار
ويستغرق إجراء اختبار الأداء الحراري عدة أسابيع، ويتضمن 200 اختبار مستقل وشامل للتحقق من أداء كافة الأنظمة الرئيسية في وضع التشغيل الكامل، لكن دون استخدام الوقود النووي. ويتضمن الاختبار تشغيل معظم أنظمة المفاعل للمرة الأولى بدرجة حرارة تقارب 300 درجة مئوية، وضغط تشغيلي يبلغ 150 كيلو جراماً لكل سنتيمتر مربع، ما يعادل الضغط المتولد على عمق 1500 متر تحت سطح الماء. كما يجري خلال الاختبار تشغيل التوربينات للمرة الأولى بالسرعة القصوى والتي تبلغ 1500 دورة بالدقيقة، للتأكد من جاهزيتها للعمل بمجرد دخول المفاعل مرحلة التشغيل الاعتيادي. وتضم مراحل الاختبار الحراري تشغيل التوربينات بسرعات مختلفة، بما في ذلك سرعات التشغيل الطبيعية، ما يؤكد على الأداء المتكامل للتوربينات وضوابطها، وتعتبر التوربينات والمولدات الموجودة في محطة براكة للطاقة النووية السلمية واحدة من أكبر التوربينات المولدة في العالم، كما يسمح اختبار الأداء الحراري، للمشغلين بالتعرف على إجراءات التشغيل الكاملة.
نسب الإنجاز
وبلغت نسبة إنجاز العمليات الإنشائية لإجمالي مشروع براكة للطاقة النووية السلمية، بنهاية النصف الأول من العام الحالي نحو 89%، حيث اكتملت المحطة الأولى وتنتظر استكمال بعض الإجراءات للدخول إلى عمليات التشغيل، فيما تم إنجاز 93% من المحطة الثانية و83% من المحطة الثالثة و72% للمحطة الرابعة.
وبلغت نسبة استحواذ الموارد البشرية المواطنة على 60% من الكوادر الفنية العاملة بالمشروع «مهندسين ومهندسات»، وحازت الشركات الوطنية على عقود بقيمة 14 مليار درهم، من إجمالي كلفة المشروع البالغة 75 مليار درهم تقريباً. وشهد العام2017، إنجاز «الإمارات للطاقة النووية» تركيب البطانة الداخلية واستكمال صب الخرسانة لقبة المفاعل في المحطة الثالثة، إلى جانب تركيب أنابيب أنظمة التبريد وربط حاوية المفاعل بمضخات التبريد ومولد البخار، والانتهاء من تثبيت حلقات البطانة المعدنية الداخلية للمحطة الرابعة. وفي عام 2015، مع بدء إنشاء المحطة الرابعة، أصبحت محطة براكة للطاقة النووية أول موقع في العالم يجري فيه إنشاء أربع محطات نووية متطابقة بأمان وفي آن واحد، وستوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة، وستحد من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 21 مليون طن سنوياً، بما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات.
رخصة إنتاج
منحت دائرة الطاقة في أبوظبي خلال الشهر الماضي، شركة «براكة الأولى» للطاقة، المملوكة بالشراكة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، رخصة إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعد شرطاً تنظيمياً أساسياً قبل البدء بمرحلة تشغيل محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. وإلى جانب إجراءات المراجعة الشاملة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وانسجاماً مع إعلان الدولة عام 2008 عن التزامها بأعلى معايير السلامة والشفافية التشغيلية، فإن المحطات النووية الأربعة وفرقها التشغيلية تخضع لتقييمات عديدة من قبل خبراء عالميين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، حيث تجري الفرق الخاصة بالتقييم الشامل فحصاً دقيقا لكافة مكونات وأنظمة المفاعل، فضلاً عن كفاءة وخبرة الطاقم التشغيلي والإداري بالمحطة.

المحطة الثالثة
وأنجزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الشهر الماضي، العمليات الإنشائية الخرسانية الرئيسة في المحطة الثالثة بمشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية الجاري تطويره في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، كما أتمت عمليات الإنشاء الرئيسة الخاصة بمولد التوربينات ومكونات حاوية المفاعل الداخلية. ويمهد استكمال العمليات الإنشائية الرئيسة في المحطة الثالثة، بما في ذلك أعمال صب الخرسانات الأساسية وتركيب مولد التوربينات وإنجاز المكونات الداخلية لحاوية المفاعل وفق أعلى معايير السلامة والجودة، الطريق لبدء مرحلة الاختبارات والاستعدادات التشغيلية بالمحطة.

دعم النمو
يسهم برنامج الإمارات للطاقة النووية السلمية بدور كبير في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة عبر توفير طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة، كما يدعم البرنامج حالياً عدة قطاعات استراتيجية من خلال تعزيز قوة الشركات المحلية وتطوير صناعات جديدة إلى جانب توفير فرص وظيفية فعالة.

خطة شاملة

لضمان الاستعداد التشغيلي لمفاعل براكة، أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، خطة شاملة لإدارة الانتقال من مرحلة التشييد إلى التشغيل، وذلك على نحو فاعل ركزت فيه على التدريب، والموارد البشرية، ومؤسسات الدعم الفني، بالإضافة إلى توفير الأنشطة اللازمة لضمان تطبيق الإجراءات الضرورية لتشغيل المحطة. ووفقاً للقانون النووي للدولة، يخضع تطوير وتشغيل محطات الطاقة النووية السلمية في براكة للوائح الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وهي الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات. ونفذت الهيئة 170 عملية تفتيش في محطة براكة للطاقة النووية وفي مواقع خارج المحطة خلال عام2017.

محمد الحمادي: تطبيق الدروس المستفادة من المحطة الأولى لضمان الالتزام بأعلى المعايير

قال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية أمس: «إن اجتياز المحطة الثانية في مشروع براكة للطاقة النووية السلمية لاختبار الأداء الحراري بنجاح، يؤكد على سجل المؤسسة الحافل بالإنجازات التي تظهر مدى الالتزام بتطبيق أعلى مستويات السلامة والكفاءة».
وأضاف، في بيان صحفي: نسعى لمواصلة جهودنا من أجل تعزيز مكانة مشروع براكة باعتباره نموذجاً يحتذى به، ومرجعاً لكافة مشاريع محطات الطاقة النووية السلمية الجديدة حول العالم.
وتابع الحمادي: «نعمل على تطبيق الدروس المستفادة من الاختبارات التي أجريت سابقاً في المحطة الأولى، وهنا تكمن أهمية بناء أربع محطات متطابقة في آن واحد، إذ تتيح لنا فرصة تطبيق الدروس والخبرات المكتسبة من كل محطة يتم إنجازها على المحطات المتبقية، بما يضمن تنفيذ المشروع وفق أفضل المعايير العالمية للسلامة والجودة والأمن خلال كافة مراحله».
وأشار إلى أن سلسلة الاختبارات التي أجريت في المحطة الثانية، أكدت أن أنظمة ومكونات المحطة تعمل بكفاءة وأمان وتؤدي وظائفها بدقة»، كما تعد مرحلة الاختبارات لأنظمة المحطة إحدى المراحل الأكثر أهمية وتطوراً حيث تمهد لبدء العمليات التشغيلية، ويتم إجراؤها دون تزويد المحطة بالوقود النووي لضمان الالتزام بأعلى معايير السلامة والأمان والجودة. من جهته، قال جونغ كاب كيم الرئيس التنفيذي لشركة «كيبكو»:» تواصل كيبكو وشريكها في الائتلاف المشترك – مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك، تحقيق الإنجازات الهامة خلال تطوير مشروع محطات براكة للطاقة النووية». وأضاف:» يأتي استكمال اختبار الأداء الحراري للمحطة الثانية بنجاح وفي الوقت المحدد نتيجة الاستفادة من الخبرة المكتسبة خلال تنفيذ هذا الاختبار في المحطة الأولى ببراكة، وأيضاً في المحطتين المرجعيتين شين كوري 3 وشين كوري 4 وكذلك محطة «هانول 1» في جمهورية كوريا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©