الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«فتاة العرب» جسدت ثقافة الإحساس والمخيلة والبيئة والوفاء

«فتاة العرب» جسدت ثقافة الإحساس والمخيلة والبيئة والوفاء
7 أغسطس 2018 22:02

غالية خوجة (دبي)

أقامت ندوة الثقافة والعلوم بمقرها بالممزر بدبي، أمسية تأبينية للشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، أول من أمس، وهو اليوم ذاته الذي صادف وتولى فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد حكم أبوظبي عام 1966، والذي وصف الشاعرة السويدي بأنها ركن من أركان الشعر.
حضر حفل التأبين الدكتور بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة، وأعضاء الندوة، والدكتور صلاح القاسم وجمال الخياط وصالحة عبيد ومريم ثاني، أعضاء مجلس الإدارة، والدكتور سليمان موسى الجاسم والدكتورة حصة لوتاه وفاطمة لوتاه ونبيل قرقاش، والدكتور حامد بن محمد بن خليفة السويدي، ممثل أسرة الشاعرة الفقيدة، رئيس معهد أبوظبي للفنون، حفيد شقيق عوشة بنت خليفة السويدي، وطلال الجنيبي ممثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومحمد الحبسي ممثل هيئة دبي للثقافة والفنون، مدير قسم الشعر والنثر، ومحمد البريكي، مدير بيت الشعر بالشارقة، وسليمة المزروعي، مديرة بيت الشعر، ممثلة جمعية الفجيرة الثقافية الاجتماعية، والشاعر سيف السعدي، وعدد كبير من الكتّاب والمثقفين والإعلاميين والمهتمين.
قدمت الأمسية الدكتورة بروين حبيب، مشيدة بتجربة الشاعرة العربية المعاصرة عوشة بنت خليفة السويدي التي نبتت قصائدها من الصحراء إلى البحر، من الأصالة والحداثة، فبكى القمر منذ ابتلعته وصار قمرين. وتحدث علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، مؤكداً أن المناسبة ليست لغياب الشاعرة، بل لحضورها، واستذكر المجاراة الشعرية بينها وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي قلدها وسام الشعر عام (1989)، وكيف مرت حياتها بتحديات، منها القيود الاجتماعية آنذاك، لذلك مثلتْ ظاهرة شعرية فريدة منذ البداية، لتصبح مدرسة شعرية. وأضاف: «كانت شخصية العام الثقافية لندوة الثقافة التي كرمتها عام (2011)»، وتابع: «هذه الأمسية مواصلة لتكريم قامتها الشعرية التي رسمت الوطن بقصائدها وثقافة إحساسها الجميل، إننا من وطن الثقافة والأدب».
وشكر الدكتور حامد السويدي الجميع على ما يقدمونه، مؤكداً أن «فتاة العرب» لم تغادرنا، لأنها ستظل قامة من قامات الشعر، بما تمتلكه من مخيلة وقصائد تناولت البيئة الاجتماعية والثقافية، كما أنها جسدت عبر مسيرتها، توجهات القيادة الحكيمة في تمكين المرأة وتمكين المجتمع.
وبدوره، قال محمد الحبسي: «أشعر بالفخر لأن ما قدمته «فتاة العرب» يشعر المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي بالفخر، حيث تجلت موهبتها منذ صغرها، بمفردات مميزة، عكست بيئتها المحلية، وغطت محطات تاريخية منذ ما قبل الاتحاد، كما أنها قدوة لبنات الإمارات، وعشاق الشعر والأوطان».
وتوقف الشاعر طلال الجنيبي عند محطات من حياتها، منذ نظمت الشعر وعمرها (12) عاماً، وكيف تأثرت بالمتنبي، والماجدي بن ظاهر، وكيف اعتزلت في أواخر التسعينيات واتجهت لكتابة القصائد الروحية.
وأكد محمد البريكي أن الشعراء يبدعون حينما يكونون طيوراً تحلق في السماء، والاحتفاء بـ «فتاة العرب» يعني الاحتفاء بالقصيدة، وقرأ قصيدة مزج فيها نبض القصيدة بنبض الإمارات، مقترحاً من خلالها أن يسمى شارع باسمها.
وقالت سليمة المزروعي: «ولد حرف من صحراء لم آلفها إلاّ من خلال هذا الحرف وتنقلاته التي أبدعتها الشاعرة عوشة السويدي، فأسست ورسخت وشقت الطريق، وانطلقت الأغنية الشعبية الإماراتية من قصائدها، فكانت وما زالت رائدة الوقت وفارسة الكلمة، وستبقى سيرة فتاة العرب ممتدة من صحراء الغرب حتى جبال الشرق في هذا الوطن».
من جهته، قال مؤيد الشيباني: «نقترب من نبض المكان، فنسمع صوت «فتاة العرب»، الشاعرة الحساسة المتمتعة بخصوصية، كما أنها مثقفة بالثقافة الدينية، الاجتماعية، الفكرية، والمشهدية السينمائية المذهلة في المكان».
واختتم الأمسية الشاعر سيف السعدي الذي أكد أهمية الشاعرة وقصائدها، وبراعتها في إبداع المضمون المتنوع، وإيقاعاته، وجمالياته الفنية، وكيف استطاعت اختزال الألفاظ بجزالة وتميّز مع احتفاظها باتساع المعنى والرؤية، ثم قرأ بصوت إحساسه الشفاف بعض قصائد الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، جاعلاً من كل صورة شعرية مشهداً حاضراً بأبعاده الثلاثية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©