السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

لماذا اختفت أفلام «العائلة» من السينما؟

لماذا اختفت أفلام «العائلة» من السينما؟
7 أغسطس 2018 23:32

سعيد ياسين (القاهرة)

اختفت تماماً الأفلام السينمائية التي كانت تجمع شمل أفراد الأسرة الواحدة المكونة من الأب والأم والأولاد، سواء من حيث الشكل والحضور إلى دور العرض، أو من حيث المضمون وتناول قضايا ومواضيع تهم كل أفراد الأسرة، على اعتبار أن الدراما التلفزيونية باتت تمثل مجالاً أوسع وأرحب لتناول قضايا الأسرة والعائلة الإنسانية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
وأصبح صناع السينما يلعبون على المضمون في المقام الأول، والذي يتمثل في شريحة الشباب، حيث تسابقوا طوال الفترة الماضية على تقديم أفلام تنتمي إلى نوعية الأكشن والتشويق والإثارة والعنف والبلطجة إلى جانب الأفلام الكوميدية، وظهر هذا الأمر جلياً في الأفلام الخمسة التي عرضت في موسم عيد الفطر، ولا يزال عرض بعضها مستمراً إلى الآن، ومن بينها فيلم الأكشن والحروب «حرب كرموز» الذي لعب بطولته نخبة من نجوم السينما والدراما أبرزهم أمير كرارة ومحمود حميدة وغادة عبد الرازق وفتحي عبد الوهاب ومصطفى خاطر، وهو من إخراج بيتر ميمي، ودارت أحداثه حول الضابط المصري «يوسف المصري» الذي يقف ضد الجيش الإنجليزي وقت الاحتلال الإنجليزي على مصر، ليأخذ حق فتاة تم اغتصابها على أيدي ضباط إنجليز.
وتناول فيلم «ليلة هنا وسرور» لمحمد إمام وياسمين صبري قصة ضابط مخابرات يتنكر في شخصية رجل أعمال، ويقع في حب فتاة أثناء توليه مهمة خطيرة تتورط فيها إحدى العصابات الكبيرة، ودارت أحداث فيلم «قلب أمه» لهشام ماجد وشيكو في إطار كوميدي حول زعيم عصابة يدخل في مشاجرة يصاب على أثرها، وينقل إلى المستشفى في حالة خطيرة ويحتاج إلى نقل قلب.
كما تناول فيلم «الأبلة طم طم» لياسمين عبدالعزيز قصة هروب مجموعة من المساجين من خلال نفق سري تحت الأرض، ويكتشفون أنهم داخل مدرسة نموذجية يقررون المكوث فيها، في ظل مقاومة من الأبلة طم طم التي جسدت دورها ياسمين عبدالعزيز التي حاولت تقديم عدد من الأفلام خلال السنوات السابقة تخاطب من خلالها كل أفراد العائلة المصرية والعربية بروح كوميدية مختلفة كما في «الدادة دودي» و«الثلاثة يشتغلونها»، ودارت أحداث فيلم «كارما» لعمرو سعد وغادة عبدالرازق ووفاء عامر وإخراج خالد يوسف حول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، من خلال حياة رجلين، أحدهما مسلم غني تتملكه الطبقية المفرطة، والأخر مسيحي فقير يحلم بالثراء والحصول على كنز، وتحدث مفارقة في حياتهما، ويحتل كل منهما مكان الآخر.
وأرجعت الناقدة خيرية البشلاوي ابتعاد السينما عن قضايا ومشاكل الأسرة والعائلة إلى أن السينما تعكس عقلية الممول أو المنتج الذي يهتم بعرض المنتج التجاري وليس الفكري، سواء على مستوى الصورة أو المضمون، ما يساهم في طرح البضاعة الأكثر رواجاً وليس الأكثر منفعة، أي التجارية بغض النظر عن مضمونها، ولذلك لا نشاهد أفلاماً تتعرض لأمور الأسرة أو المشاكل الخفية المسكوت عنها خلف جدران البيوت، وأشارت إلى أنها تعتبر سينما اليوم «سينما هروبية»، لأنها تتجاهل قضايا تهم المجتمع وتؤرقه، وتهدف إلى التسلية والترفيه، ولا تهتم بإعمال العقل، وأكدت أن منتجي هذه الأفلام يستهدفون شريحة معينة هي الأكثر ارتياداً لدور العرض، وهم الشباب الذين يهمهم الترفيه بعيداً عن مشاكل الأسرة والمجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©