في يومها المجيد، قواتنا المسلحة تحيط في حياتنا كالسماء وتمنحنا سحابات المجد، تمنحنا الشيمة والقيمة، تمنحنا الأمان والطمأنينة، قواتنا المسلحة جادت بسلام العالم وجودت بالوئام، وهي اليوم علامة بارزة في القوة المتضامنة مع الحق والمهيمنة على الحقيقة، القابضة على خيوط العلاقات الإنسانية بمسؤولية عسكرية صارمة، والتزام أخلاقي يجعل احترام العالم لبلادنا في مقدمة أي علاقة، وفي غي الحروب الضارية وفي زحمة المعارك الضروس وفي خضم التوترات العالمية، تبدو الإمارات في سماء هذه الصدامات طيفاً يزيح السعار عن القلوب، وسيفاً يحقق العدل في الرؤى والتوجهات، ويمنع الانحراف وجنوح سفن الغضب عن مسارها وبوصلتها.
هكذا تم رسم الصورة المبدئية لقوات مسلحة متآزرة بالوعي بأهمية القوة لحفظ السلام وردع البطش، هكذا بنى المؤسسون سياج قواتنا، وهكذا آمنوا بأنه لا أمان من دون سقف سميك لمكتسبات الوطن، ولا اطمئنان من دون سياج متين يحفظ مشاريع البهجة التي ترعرعت على هذه الأرض الطيبة.
اليوم ونحن نتأمل الخريطة العالمية، نرى في بلادنا أوراق الفرح تملأ القاصي والداني لأن الإمارات أصبحت اليوم وطن الملايين من البشر
الذين ما جفت دموعهم وهم يحصدون الخسارات في بلدانهم ولم يجدوا لمسة الود إلا على هذه الأرض، والتي احتوت الجميع من دون تصنيف أو توصيف، بل الجميع سواسية في الحقوق والواجبات، الجميع يشعرون أنهم في وطنهم لأن الإمارات (غير)، ولأن قادة الإمارات الكرام يؤكدون دوماً أننا في هذا البلد وظيفتنا إسعاد الإنسان وتوفير الحياة الهانئة لكل من تطأ قدماه أرض الإمارات، فهذا البلد أنعم الله عليه بقيادة تسترشد بإرث مجيد تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره تسير القافلة محملة بأجمل الزاد، وهو زاد المحبة والتسامح واحترام الإنسان، أياً كانت هويته أو دينه أو عرقه، وتقف قواتنا المسلحة حارسة لهذا الكنز الثمين، مكللةً بإيمان راسخ بأن في القوة يكمن السلام.
في الحزم يكون الحب، وفي التحفظات على المكتسبات يصبح الوطن شجرة وارفة تهفهف على أغصانها الأجنحة، فتمنحها الجمال وفضيلة الكرامة المصانة برموش العيون.
قواتنا المسلحة هي الرمش للعين، وهي الظل للعاتق، هي الخل الوفي لحياة مزدهرة بالوفاء لكل حبة تراب لكل الأحباب، لكل إنسان يسير على هذه الأرض، ويشرب من مائها، ويقطف من ثمار أشجارها، قواتنا المسلحة سماء مرصعة بنجوم العز والفخر، وأينما تولِّ وجهك تجد سمعتها تسبق وجودها، وهذا يكفي لأن نقول بأن في الإمارات قيادة حكمت فعدلت، فاسترشدت بالوعي سبيلاً لتحقيق سؤدد الوطن ولحمته المنسجمة ومشاعر أهله الذين يرون فيه السمع والبصر وكل الخير وجميل الخبر.
قواتنا المسلحة اليوم القوة الصارمة في تحقيق موازين العدالة على أرض البسيطة، وهي النجمة على صفحات التاريخ الحديث.
حمى الله الإمارات، وبارك في كل الخيرين الذين جعلوا من هذا البلد ملاذاً للسلام والوئام.