الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفنان مطر بن لاحج: الرؤية الفلسفية لمتحف المستقبل تنعكس في الكتابة

مطر بن لاحج
23 فبراير 2022 14:29

آمنة الكتبي(دبي) قال مطر بن لاحج الفنان الإماراتي الذي شارك في إنجاز أجمل مبنى على وجه الأرض، عبر تخطيط الحروف العربية والتي شكلت لمسة إبداعية وجمالية وحضارية في متحف المستقبل: إن قلم الرصاص كان حاضراً للبحث عن الجماليات التي نود إبرازها في المجسم المستقبلي، كان البحث عن المعنى والجمال، البحث عن الأصالة والمختلف، والترحيل للمستقبل، البحث عن ما يوضع فوق المركبة التي سوف تنقل الجمال إلى المستقبل، وكان من ضمن الأهداف كسر العصرنة الظاهرة على المجسم من خلال استحضار الأصالة المتجسدة في الخط العربي.

وتابع واختيار مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كانت مهمة للوصول للتركيبة الجمالية للقطعة، واستغرقت مرحلة الإبداع 4 شهور للانتهاء منها، وثم انتقلنا إلى مرحلة كيفية تشابك الحروف، لافتاً إلى أنه استخدم خط الثلث وحروفه التي استخدمها في تصميمٍ العمل، مستنداً إلى خبرته في العمارة والتصميم ووعي العلاقة بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج وغيره، الأمر الذي ساعد على إنجاز المتحف بشكل متقن، وكان الغلاف الأساسي من «الستانلس ستيل» والخط بالزجاج، والمدخل هو الأكبر في احتوائه على الخط العربي واعتمدنا على خط الثلث، كما أن التكنولوجيا لعبت دوراً في طريقة وضع الخط على المبنى.

وقال ابن لاحج إن الفنان له عالمه الداخلي ومناطقه العاطفية الخاصة التي تبدأ فيها أفكار مشاريع أعماله الفنية، ويبحر في ورشة داخلية خاصة به حتى تتولد الأفكار الإبداعية، للوصول إلى العمل المزخرف بجماليات الخطوط العربية، مشيراً إلى أن الفنان العربي صاحب إرث لغوي وحضاري عريق يستند إليه في حبه للغته الأم، وعلاقته بالخط كعمق فني وحروف هي كالكواكب والنجوم في سماوات الفنان، وكنمط فني مغاير غير تقليدي لبناء أفق جديد لعرض الخط العربي بما يعكسه من قدسية اللغة نفسها.
وأوضح أن خط الثلث خط ملكي مبهر، جماليته متأصلة، ورغم دخول خطوط مبتكرة لكنه بمثابة مدرسة أصيلة، يستطيع الخطاط أن ينطلق منه لتصميم أفكار وتشكيلات آسرة، فالانحناءات الموجودة في هذا الخط موجودة في أي لغة أخرى واللغة العربية تفرض جمالها، ولها قيمة أينما وجدت في تحفة أو أيقونة أو زينة، فهي تجذب الانتباه والطاقة، والخط العربي شيء كبير بالنسبة للفنانين وللمتلقين وكأن فيه قدسية.

وتابع: وتشكل الكتابة التي تحتل واجهة متحف المستقبل، الرسائل الرئيسية والرؤية الفلسفية لهذا الصرح المعرفي، وهي عبارة عن ثلاثة اقتباسات ملهمة من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي: «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، و«المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، و«سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية يكمن في كلمة واحدة هي الابتكار».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©