عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلنت هيئة الصحة في دبي، وضع خطة لتحويل المستشفيات ومراكز الرعاية، إلى مرافق طبية خضراء، في إطار استراتيجية الاستدامة الصحية بإمارة دبي، مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد وضع التصورات والاستراتيجيات والسياسات والإجراءات اللازمة لهذا التحول الأخضر في القطاع الصحي بالإمارة.
وأشارت الهيئة، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس للإعلان عن استضافة دبي مؤتمر الاتحاد العالمي للمستشفيات في نوفمبر المقبل، إلى أن مفهوم المستشفيات الخضراء الذي يعد حديثاً نسبياً على مستوى العالم، سيطبق في دبي، لتكون من أوائل دول العالم تطبيقاً له.
وأوضحت أن المستشفيات الخضراء، ستركز على استخدام التقنيات في تقليل المواد المضرة بالبيئة واستخدام الطاقة المتجددة وتقليل الإشعاعات الطبية والمحافظة على بيئة خالية من الأضرار الإشعاعية، كاشفة عن أنه بمثابة تصور خاص بالمرافق الطبية القائمة، بحيث يتم تحولها بناء على معطيات معينة، بينما المرافق الجديدة ستطبق عليها هذه المعايير عند تأسيسها.
وأكدت أن استراتيجيتها للتحول إلى قطاع صحي أخضر بدبي، تستهدف استغلال الموارد الموجودة بأقل تكلفة ممكنة، مشيرة إلى أن المستشفيات والمراكز الخضراء ستطبق على القطاع الصحي الحكومي والخاص بدبي، وسيتم عمل بحوث ودراسات واطلاع على تجارب عالمية ومحلية بمجال الاستدامة الصحية.
وتستضيف هيئة الصحة بدبي خلال الفترة من 9-11 نوفمبر المقبل بمركز دبي التجاري العالمي فعاليات الدورة (45) لمؤتمر الاتحاد العالمي للمستشفيات تحت شعار: «تحقيق الاستدامة ومستقبل قطاع المستشفيات في 2030» بحضور أكثر من (1000) مشارك يمثلون أكثر من (60) دولة من مختلف قارات العالم.
ويقام المؤتمر برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ويعرض تجربة دولة الإمارات في مكافحة «كوفيد 19»، من خلال عرض دور 3 نماذج محلية، اعتبرت بين الأفضل عالمياً، وهي: مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ودائرة الصحة بأبوظبي، وهيئة الصحة في دبي.
وأكدت هيئة الصحة بدبي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته أمس، أهمية الحدث العالمي الذي فازت دبي بحق استضافته العام الماضي بعد منافسة شديدة مع العديد من مدن العالم، حيث سيجمع نخبة من كبار المسؤولين والأطباء والخبراء وصناع القرار في المؤسسات الصحية العالمية، لمناقشة آخر التطورات والمستجدات في المجال الصحي، والفرص والتحديات الناجمة عن جائحة «كوفيد-19»، وأهمية تبني الأنظمة الصحية الفعّالة والحلول الذكية لمواجهة هذه التحديات.
وقال الدكتور رمضان البلوشي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، إن المؤتمر الذي تنظمه هيئة الصحة بدبي، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للمستشفيات، سيناقش عدداً من المحاور المتعلقة بالرعاية الصحية المستدامة، وآخر المستجدات العالمية المتعلقة بتحديات الرعاية الصحية التي تواجهها المستشفيات في جميع أنحاء العالم.
ويتناول المؤتمر كيفية مواجهة الأعباء الناتجة عن الأمراض المختلفة، وتطبيق أفضل الممارسات والابتكارات والحلول الذكية والتكنولوجيا الرقمية في القطاع الصحي، لتقديم الخدمات الصحية المستدامة لأفراد المجتمع وضمان استمراريتها أثناء وبعد الأزمات.
ويبحث المؤتمر تحديات وحلول القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية، وآلية ضمان رفاهية مقدمي الرعاية الصحية، والاهتمام بالرعاية الصحية الشاملة التي تركز على المريض لتحسين النتائج، وأهمية بناء المعرفة والمهارات والثقة لنجاح القائد، ودور القيادة في بناء وتشكيل المؤسسات الصحية الناجحة.
وقال البلوشي: «إن الجلسات العلمية للمؤتمر ستركز على المستشفيات الخضراء والممارسات الجيدة، والابتكارات في المستشفيات لمواجهة تغير المناخ وتأثيراته المختلفة، من خلال عدد من الممارسات المتعلقة بإدارة سلسلة التوريد، والتغيرات في الرعاية السريرية، وتصميم وتطوير المستشفيات، وتطبيق حلول التكنولوجيا المتقدمة، والتركيز على الاستدامة، والحوكمة».
ثقة عالمية
أكد البلوشي أن استضافة دبي مؤتمر الاتحاد العالمي للمستشفيات، تعكس الثقة العالمية بدبي وبتفوقها وقدرتها على تنظيم وإنجاح كبرى الفعاليات الطبية العالمية، لتكون دبي ملتقى ووجهة مثالية للخبراء والباحثين والأطباء في مختلف دول العالم، وهو الأمر الذي يساهم بشكل فاعل في دعم استراتيجية التعليم الطبي المستمر، وتعزيز كفاءة الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
محاور
أوضحت الدكتورة فريدة الخاجة، نائب رئيس اللجنة المنظمة، رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات، إن المؤتمر الذي سيتضمن أكثر من 30 جلسة علمية على مدار ثلاثة أيام يشارك بها أكثر من (150) متحدثاً، يستعرض العديد من الابتكارات والحلول الصحية التي يقدمها قادة المستشفيات وصنّاع القرار من مختلف دول العالم في ضوء الدروس المستفادة من جائحة «كوفيد-19»، والمساعي الحثيثة لقيادة التغيير، وتوفير خدمات صحية وفق أساليب أكثر مرونة واستدامة.
ويركز المؤتمر على أهمية استمرار المستشفيات والعيادات والمؤسسات الصحية في العمل والتخطيط للبنى التحتية المستدامة، وتأثير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ودورها في مواجهة التحديات المحتملة.
وقالت إن المؤتمر يشكل فرصة ثمينة للمشاركين وصناع القرار من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات والتجارب وتطوير البروتوكولات الطبية للمستشفيات، وبلورة رؤى عالمية موحدة لرفع مستويات الوقاية والرعاية الصحية، وتحديث أنظمة ووسائل التشخيص والعلاج، وكذلك دعم البحوث الطبية المرتبطة بسلامة المرضى داخل المستشفيات والمراكز والعيادات الطبية.
وأشارت الخاجة إلى الأنشطة الطبية وورش العمل المختلفة التي ستسبق انطلاق المؤتمر والتي تصل إلى (30) ورشة عمل، يشارك بها نخبة من القادة التنفيذيين الشباب بمختلف المستشفيات العالمية.
وأفادت بأن المؤتمر سيصاحبه معرض طبي متخصص يشارك به أكثر من (13) شركة محلية وإقليمية وعالمية، تعرض آخر مستجداتها وابتكاراتها الصحية المتعلقة بمختلف التخصصات الطبية.
