عدد اليوم
منى الحمودي (أبوظبي)
أكد الخبراء المشاركون في «المؤتمر العالمي للتطوع» أهمية تنظيم العمل التطوعي وانتقاله من التطوع العام إلى التطوع المتخصص، وذلك من خلال تنمية قدرات المتطوعين وتوجيهها نحو التخصصات المتوجهة للأولويات الوطنية. واتفق الخبراء المحليون والدوليون على ضرورة التنسيق وخلق عمل متكامل مع مختلف القطاعات والمؤسسات لنشر ثقافة التطوع وتنظيمها في المجتمعات والمؤسسات وتنظيم العلاقة بين أطراف العمل التطوعي بما يحقق التكافل الاجتماعي والتلاحم المجتمعي.
جاء ذلك خلال أعمال جلسات اليوم الثاني من «المؤتمر العالمي للتطوع» في دورته الـ26، والذي تستضيفه العاصمة أبوظبي في مركز أدنوك للأعمال خلال الفترة بين 25 و27 أكتوبر الجاري، بالتعاون مع «الرابطة الدولية للجهود التطوعية IAVE»، بحضور نخبة من المتطوعين ورواد العمل التطوعي ومشاركين من الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني لأكثر من 100 دولة حول العالم.
وفي الكلمة الافتتاحية لجلسات اليوم الثاني من المؤتمر الذي يُقام تحت شعار «التطوع بهدف المنفعة المشتركة: تحسين ظروف الحياة للأفراد والمجتمعات»، قالت وديمة الدرمكي عضو المجلس الاستشاري للأطفال بالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة: «ترتبط قيم العطاء في دولة الإمارات بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أسس العمل الإنساني في دولة الإمارات، ويأتي 19 من رمضان اليوم الذي أُطلق عليه يوم زايد للعمل الإنساني ليبقى الخير منهجاً وسمةً لأبناء الإمارات».
وناقشت الجلسة الافتتاحية: جاهزية المؤسسات التطوعية للأزمات، ودور المتطوعين خلال جائحة كوفيد-19، والذي كان رئيسياً، حيث إنهم شاركوا ضمن صفوف الدفاع الأولى وتم تنظيم عملهم ووضع قوانين خلال فترة وجيزة، أظهروا فيها مستوى عالياً من الاحترافية والمهارة.
وشارك في الجلسة حصة تهلك، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية، وزارة تنمية المجتمع، وحمود عبدالله الجنيبي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وحريز بن حريز، الرئيس التنفيذي لقطاع الرعاية الاجتماعية والتنمية في هيئة تنمية المجتمع دبي، ود.سعيد أحمد العامري، عضو مجلس إدارة «كلنا الإمارات»، ومحمد الظاهري مستشار في هيئة «معاً»، وفهد المهيري، مدير إدارة السلامة والوقاية بالهيئة الوطنيّة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. وأدار الجلسة محمد الحوسني، مدير البرامج في مؤسسة الإمارات.
وأكدت حصة تهلك، أن دولة الإمارات حققت الريادة في العمل التطوعي والتعامل مع الجائحة من خلال بناء خطة تعافي مستدامة، حيث عملت الفرق بتوجيهات القيادة الرشيدة وروح الفريق الواحد وتضافر الجهود الوطنية، مشيرةً إلى أن التطوع واجب وطني ومسؤولية شخصية وأخلاقية، وهو جزء من رد الجميل للوطن من خلال تسخير المهارات للحفاظ على صحة المجتمع والأرواح.
وذكرت أن أكثر من 500 ألف متطوع مُسجل في المنصة الوطنية للتطوع، ينتمون لأكثر من 180 جنسية مختلفة في الدولة.
من جانبه، أشاد حمود عبدالله الجنيبي، أمين عام الهلال الأحمر الإماراتي، بجهود الشريحة الكبيرة من المتطوعين التي شاركت في التصدي للجائحة من خلال التطوع في المستشفيات وميادين الفحص وفي تنظيم الدخول إلى المراكز التجارية والدوائر والمؤسسات.
وذكر أن الفئات العمرية للمتطوعين لا تتوقف عند أي حد وأن أصغر المتطوعين عمراً هو الأكبر فعلاً، وهناك استعداد دائم من المتطوعين ويمكن رؤية ثمار ذلك من خلال مشاركتهم الفعالة.
من جهته، أكد فهد بطي المهيري أهمية العمل التطوعي في الهيئة الوطنيّة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، باعتبارهم من الأعمدة الأساسية للعمل في هذا المجال.
وتضمنت أعمال المؤتمر حواراً حول العمل التطوعي بعنوان «سوق المعلومات» وهو فرصة للتفاعل ومشاركة الأفكار والمفاهيم والنماذج وأفضل الممارسات، وذلك بوجود مجموعة مميزة من محادثات TED Talks وجلسات حوارية مع نخبة من المتحدثين لمناقشة معايير الممارسات وآليات العمل الجديدة لاستخدام التكنولوجيا. وتضمن حوار «سوق المعلومات» برنامج توتال VIA للسلامة على الطريق، وجلسة حول استخدام التكنولوجيا لتعزيز التطوع وتطويره، حيث تم عرض أمثلة على المنصات التطوعية الإلكترونية الناجحة مثل: «متطوعين.إمارات» وNAHNO.ORG من الأردن. وفي برنامج التطوع في المجال الطبي تم عرض أمثلة ناجحة عن كيفية الاستفادة من المتطوعين في المجال الطبي وورشة عمل التطوع الشبابي والتوظيف وذلك خلال جلسة تفاعلية لاستكشاف الأساليب المبتكرة لإشراك الشباب كمتطوعين، تقدمها مجموعة من المتطوعين الشباب.
