عدد اليوم
آمنة الكتبي (المنامة)
كرم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الفائز بجائزة عيسى للخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة الدكتور سندوك رويت طبيب العيون، أمس، في مركز عيسى الثقافي، بحضور عددٍ من سفراء الدول وكبار المسؤولين.
وقال جلالته: حرصنا على تخصيص جائزة عيسى لخدمة الإنسانية لتكريم السيرة العطرة للشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، ولتجسد بأهدافها النبيلة نهج قيادته الحكيمة والمتفانية في حمل لواء الخير والسلام باسم البحرين، وهو من عمل طيلة حياته، على الخطى المباركة لحكام البحرين الكرام، فسجل له تاريخ بلادنا المعاصر أنصع فصول نهضته التنموية والتاريخية، موضحاً أن التجربة العملية لهذه المبادرة العالمية التي تحتضنها مملكة البحرين تؤكد أن خدمة الإنسانية هي ملاذنا الآمن نحو وحدة البشرية واستقرارها، ومن عمق جوهرها المتسامي تنصهر الفوارق، وتتاح الفرص العادلة، وتخفف الآلام وتهون المصاعب.
وأضاف: ما الجهود الاستثنائية لطبيب العيون، الدكتور سندوك رويت، الموقر، من دولة النيبال الصديقة، إلا أحد الأمثلة الحية والمشرقة لدور النوايا الصادقة في تحقيق الرخاء والسلام الإنساني. ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة، أن نبارك له فوزه المستحق نظير أعماله القيمة والمؤثرة التي جعلته الأحق والأجدر بهذا التكريم.
من ناحيته، قال الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة الملك، رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية جاء فوز الدكتور سندوك رويت بعد أكثر من عامين من البحث والاستطلاع والعديد من الجهود الميدانية والشفافية المهنية في الاختيار، بما يعكس توفر شروط الاستحقاق بالفائز كي يحمل اسم الجائزة بدورتها الخامسة.
وأضاف: طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، برع في مجال اختصاصه وتنوع عطائه الخيري في بلاده وفي العديد من الدول، وتمكن بكفاءته العالية من ابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، وقام من منطلق إحساسه وشعوره بالفقراء والمحتاجين بتصنيع وإنتاج العدسات رخيصة الثمن، واستطاع وبإنسانية عالية علاج آلاف المرضى من المصابين بالعمى دون مقابل، وهي أعمال إنسانية رفيعة جديرة بالاقتداء في جميع مجالات العطاء، فكان قرار مجلس الأمناء بفوزه بالجائزة.
وبدوره قال، الدكتور سندوك رويت الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، إنني على ثقة تامة بأن جائزة عيسى للخدمة الإنسانية تمثل القيمة الحقيقية لهذا البلد العظيم وشعبه، حيث الحياد والشمولية والمحاولة الجادة لإيجاد عمل إنساني يغير قواعد اللعبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية، وشغفي الدائم بخدمة الإنسانية من خلال علاج ضعف الإبصار الذي لا داعي له بغض النظر عن إمكانية الوصول والقدرة على تحمل تكاليف المرضى، مما يساعد على الحد بشكل كبير من الفقر، موضحاً أنه يشعر بأنه لامس قلوب وأرواح الملايين على مستوى العالم من خلال عملنا.
مصداقية
قال الدكتور سندوك رويت:
ستزيد هذه الجائزة من مصداقية معهد تيج كولي ورويث فاوديشن ومشروع هملايا لعلاج إعتام عدسة العين لتوسيع نطاق عملهم على مستوى العالم، ولقد تعهدت أنا وتيج بإجراء نصف مليون عملية جراحية أو أكثر في السنوات الخمس المقبلة، خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الجراحة وتحملها. وأضاف: أنا متأكد من أن هذه الجائزة ستلهم العمل الإنساني الجاد الذي يتم القيام به في أجزاء مختلفة من العالم، بغض النظر عن ترابطها السياسي والاجتماعي والجغرافي والاقتصادي.
وأوضح عبدالله خليفة الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، أنه قد تقدم لنيل الجائزة في دورتها الخامسة 145 مترشحاً من مختلف بلدان العالم، وعمل مجلس أمناء الجائزة، وبجهد وحرص متواصل مع أمانة الجائزة ولجنة التحكيم المؤلفة من شخصيات عالمية من ذوي الخبرة والكفاءة العلمية والقانونية والأكاديمية بالبحث فيما تلقته أمانة الجائزة من أعمال إنسانية من مترشحين لنيل الجائزة لاعتماد 139 مترشحاً، تم عرض أعمالهم المكتملة الأهلية على هيئة تحكيم من ذوي الاختصاص يمثل أعضاؤها قارات العالم، وتم استعراض القائمة واختصارها إلى خمسة مترشحين ممن تنطبق عليهم شروط نيل الجائزة.
وتابع الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية: إنّ مجلس الأمناء كلّف فريق بحث ميداني بالسفر إلى مواقع هؤلاء الفائزين المحتملين للاطلاع على أعمالهم من كثب، والتأكد من مطابقتها لمعايير الفوز المعتمدة، وفي ضوء نتائج الأبحاث الميدانية قرر مجلس الأمناء منح الجائزة في دورتها الخامسة إلى طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، مستعرضاً سعادته نبذة عن سيرته وأعماله وإنجازاته في المجال الإنساني.
اشتهر الدكتور سندوك رويت طبيب العيون النيبالي عالمياً بابتكار الطريقة الجديدة لعلاج مرض عتامة العيون، كما استطاع أن يُطوّر عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء من دون غرز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة التكلفة.
ولقد تمكن من علاج أكثر من 120 ألف مريض مصاب بالعمى الذي يمكن تفاديه مجاناً دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي.
