تحقق وفوراً بالملايين.. ترسيخ الاستدامة بمشاريع النقل في دبي

دينا جوني (دبي) 

وضعت هيئة الطرق والمواصلات جميع الإمكانات والخبرات لتحقيق مبدأ الاستدامة في مشاريعها وعملياتها، وهي في ذلك تسعى جاهدة لتوفير خدمات مواصلات عامة موثوقة ومبتكرة ورائدة لتلبية أهداف التنمية المستدامة المحلية والاتحادية، ملتزمة في الوقت نفسه بتقديم خدمات متميزة للسكان، مع ضمان أداء مستدام ومسؤول بيئياً في جميع العمليات والخدمات، مع الامتثال لجميع اللوائح البيئية المعمول بها، وكذلك مواءمة الأهداف الاستراتيجية لـ«الهيئة» مع الأهداف الاستراتيجية لإمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.

أخبار ذات صلة

طحنون بن محمد.. مسيرة حافلة بالإنجاز وذكرى خالدة في القلوب

طحنون بن محمد.. مسيرة زاخرة بالعطاء والعمل

محور حماية البيئة
وفي لقاء مع «الاتحاد»، أوضح أحمد بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، عن مشاريع الاستدامة في «الهيئة» والإنجازات التي تحققت، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها خلال تحقيق الرؤى المستقبلية. 
وعن أهم المبادرات والإنجازات والمبادرات لـ«الهيئة» في جانب الاستدامة خلال العام الماضي، ومدى انعكاسها على البيئة، قال بهروزيان، إن الاستدامة تشكّل محوراً مهماً ضمن الغايات والأهداف الاستراتيجية لهيئة الطرق والمواصلات، لافتاً إلى أن مفهوم الاستدامة مُترسخاً في الأداء المؤسسي لـ«الهيئة»، كما يعدّ محور حماية البيئة وترشيد استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، ضمن أولويات عمل الهيئة. وقال إن «الهيئة» لديها خريطة طريق واضحة، تهدف إلى تحقيق وسائل نقل عام عديمة الانبعاثات في دبي بحلول عام 2050، لتكون لـ«الهيئة» الريادة بوصفها الجهة الحكومية الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تضع خريطة طريق متكاملة تستهدف المواصلات العامة والبنية التحتية التابعة لها.
وفرة بالملايين
وقال بهروزيان: نفذت «الهيئة» في عام 2021، ما يزيد على 35 مبادرة للطاقة والاقتصاد الأخضر، ساهمت في تحقيق وفرة قياسية، وتخفيض استهلاك الطاقة، حيث بلغ الوفر المالي التقديري المحقق 85 مليون درهم، فيما بلغ الوفر في استهلاك الكهرباء 68 مليون كيلوواط/ساعة، والماء 55 مليون جالون، والبنزين 21 مليون لتر، والديزل 1.8 مليون لتر، كما ساهمت المبادرات في تجنب انبعاثات ما يقرب من 86 طناً لمكافئ ثاني أكسيد الكربون.  كما حققت «الهيئة» مستهدفات مؤشرات قياس أداء كفاءة الطاقة في عام 2021، تمكنت خلالها من خفض إجمالي استهلاك الطاقة بنسبة 18%، وفي استهلاك البنزين بنسبة 36%، وفي استهلاك الديزل بنسبة 15% مقارنة بمتوسط الاستهلاك في الأعوام من 2016 إلى 2019. 
 مركبات الأجرة الهجينة والكهربائية
وأشار إلى أنه من أبرز المبادرات والمشاريع التي نفذتها هيئة الطرق والمواصلات، التوسع في استخدام مركبات الأجرة الهجينة والكهربائية، وإحلال الحافلات القديمة بأخرى حديثة، مزودة بمحرك أكثر كفاءة، ومطابق للمواصفات الأوروبية الخاصة بالانبعاثات الكربونية «يورو 6» الصديق للبيئة، والحصول على شهادة نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) للفئة الذهبية لمسار 2020 لمترو دبي، بطول 15 كيلومتراً، الذي يضم سبع محطات، وإعادة تأهيل إنارة الطرق إلى إنارة موفرة للطاقة، وإعادة تأهيل المباني والمرافق التابعة لـ«الهيئة» لزيادة كفاءة استخدام الطاقة، وإعادة تدوير مياه غسيل الحافلات ومركبات الأجرة، والتوسّع في مشاريع الطاقة الشمسية في مباني ومرافق «الهيئة». وأضاف أنه بخصوص نتائج مبادرات عام 2022، فإنه جارٍ العمل على تحليل نتائج المبادرات والمشاريع وسيتم الإعلان عنها قريباً.
المترو والترام الكهربائي
وعن أبرز التحديات التي تواجه الاستدامة، أشار إلى أن «الهيئة» تُعدّ من الجهات الرائدة عالمياً في مجال الاستدامة حيث حققت الريادة في تحويل قطاع التاكسي و«الليموزين» بشكل كامل إلى قطاع صديق للبيئة، إضافة إلى استخدام المترو والترام الكهربائي الصديق للبيئة، وهو ما جعلها في مقدمة الهيئات التي تعنى بالنقل المستدام. وهنالك العديد من التحديات التي تمكنت من التغلب عليها وإطلاق برامج وخدمات نقل مستدامة تواكب تطلعاتها.
وقال أحمد بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة: لعل أبرز التحديات التي تواجه المضي نحو الاستدامة، هي:
 أولاً: ارتفاع التكاليف الأولية والابتدائية لمشاريع الاستدامة، مما يجعلها أقل جاذبية للمستثمرين والشركات على المدى القصير؛ لأنها تكون عادة ذات تكاليف عالية في البداية ولكنها تتحول إلى توفير مستقبلاً، مما يجعل مشاريع الاستدامة هي الأفضل على المدى البعيد. 
 ثانياً: عدم توافر المنتجات المناسبة للتحول نحو الاستدامة ونقص المنتجات الصديقة للبيئة، فعلى سبيل المثال لاتزال بعض الأسواق الإقليمية تفتقر إلى حافلات صديقة للبيئة تتناسب مع الظروف المناخية التي تخلق تحدياً في مدى عمر البطاريات وتأمين التبريد العالي داخلها.
ومواءمةً مع الهدف الاستراتيجي لـ«الهيئة» المتمثل في استدامة الأصول، تدعم الخطة بمشاريعها ضمن محور الازدهار الاقتصادي ضمان الاستفادة المثلى من أصول الهيئة كافة، مع الحفاظ على جودة الخدمة المقدمة لسكان الإمارة، كما تهدف المشاريع ضمن المحور الاقتصادي إلى تحقيق الاقتصاد الدائري، وتدعم خطة الهيئة لإعادة تدوير النفايات الناتجة عن عمليات ومشاريع «الهيئة»، بنسبة 100% بحلول عام 2030.
التاكسي الهجين
وبالنسبة لحجم المركبات الكهربائية والهجينة في أسطول «الهيئة»، قال بهروزيان، إنه تمّ وضع مجموعة من الخطط التي بناء عليها تحولت قطاعات النقل «التاكسي والليموزين» إلى مركبات صديقة للبيئة، وقد بدأ تحويل قطاع التاكسي إلى مركبات صديقة للبيئة منذ مطلع عام 2016. وبلغت نسبة المركبات الصديقة للبيئة ضمن الأسطول ما يزيد على 57% حتى الآن، أي أن هناك ما يزيد على 5800 مركبة أصبحت مركبات صديقة للبيئة لغاية اليوم. أما في قطاع «الليموزين»، فقد تمّ تحويل ما نسبته 10% من هذا القطاع إلى مركبات صديقة للبيئة في عام 2022، وذلك ضمن خطة معتمدة بدأت في عام 2020 وتنتهي عام 2027، ومن المخطط تحويل 90% من قطاع «الليموزين» إلى مركبات صديقة للبيئة.
حافلات صديقة للبيئة
وبالنسبة لخطة ضمان نجاح تحقيق مستهدفات تحويل الحافلات، قال إنه منذ عام 2016 و«الهيئة» تجري العديد من التجارب الواعدة لضمان تصميم أفضل الحافلات الصديقة للبيئة، وذلك لكي تضمن توافر هذه الحافلات ضمن أسطولها المستقبلي، حيث تجري المؤسسة تجارب سنوية لحافلات صديقة للبيئة، بهدف الوصول إلى التصميم الأمثل للحافلات المستقبلية الصديقة للبيئة.
وأعدت «الهيئة» البنية التحتية المناسبة في محطات الإيواء والشوارع والمواقف كي تكون مستعدة للتحول إلى النقل بالحافلات المستدامة الصديقة للبيئة.
وأجرت «الهيئة» مجموعة من التجارب التي تراوحت مدتها ما بين 6 إلى 12 شهراً، وتضمنت مختلف أنواع الحافلات، وذلك لاستخلاص النتائج وإجراء التحسينات التي تساهم في ارتقاء الخدمات، وجعلها أكثر صداقة للبيئة.
تقارير الاستدامة
حققت هيئة الطرق والمواصلات إنجازات كبيرة في مجال الاستدامة، فهي أول جهة في قطاع الطرق والمواصلات العامة على مستوى العالم تنشر تقرير الاستدامة الخاص بها، وفقاً لمعايير مبادرة إعداد التقارير العالمية (GRI)، ووفقاً للمعيار العالمي: ISAE3000 عام 201. كما وقعت «الهيئة» عام 2020 الميثاق العالمي للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بعد مواءمة بياناتها في تقارير الاستدامة التي تصدرها مع أهداف الأمم المتحدة، التي تعنى بالتحديات العالمية، مثل الفقر وعدم المساواة والمناخ والتدهور البيئي والسلام والعدالة وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، وهو ما يظهر التزامها بالمبادئ العشرة، في الميثاق، المتعلقة بهذه المجالات.
خطة خمسية
اعتمدت هيئة الطرق والمواصلات خطة خمسية متكاملة للاستدامة، للأعوام 2021-2025، بما يتواءم مع الغايات والأهداف الاستراتيجية المحدثة لـ«الهيئة»، لدعم منظومة الاستدامة، وفقاً للمحاور الرئيسة للاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية. 
وتأتي هذه الخطة في إطار جهود «الهيئة» للارتقاء بمستويات النضج في مجال الاستدامة، لتكون من أكثر الجهات الحكومية استدامة، في مجال الطرق والنقل على المستوى العالمي.
وتُعد الخطة المتكاملة للاستدامة في «الهيئة»، خطوة مهمة في طريقها نحو الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام، وبما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مثل استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء 2030، ومئوية الإمارات 2071، وكذلك التوجهات المحلية لإمارة دبي، وأهمها: خطة دبي 2030، وخطة دبي الحضرية 2040، إلى جانب المواءمة مع التوجهات العالمية، مثل أهداف التنمية المستدامة ضمن أجندة الأمم المتحدة 2030.
توصيات 
أوصى منتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع بنسخته السابعة تحت شعار «نحو المستقبل»، القائمين على التنقل في المدن بالتواصل مع المستخدمين لتحديد توقعاتهم واحتياجاتهم بهدف تقديم خدمات التنقل بنماذج أعمال مناسبة وسياسات وتشريعات مرنة مع تعظيم الاستفادة من الموازنات المتاحة لتحقيق التوازن الأمثل بين احتياجات التنقل والاستدامة من أجل الوصول إلى أفضل جودة للحياة.