الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للخلايا الجذعية»: زراعة نخاع عظم لطفلة مصابة بـ«كرابي الوراثي»

«أبوظبي للخلايا الجذعية»: زراعة نخاع عظم لطفلة مصابة بـ«كرابيالوراثي»
3 مايو 2024 14:28

هدى الطنيجي (أبوظبي) نجح «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» من إجراء زراعة نخاع العظم لطفلة تم تشخيص إصابتها بمرض كرابي، وهو اعتلال جيني نادر يهدد الحياة، حيث يبقى الطفل المصاب على قيد الحياة مدة 5 أو 6 سنوات فقط، ويتدهور خلالها الجهاز العصبي للطفل.

 ويعكس هذا الإنجاز الأول من نوعه في الدولة التزام «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» لإيجاد علاجات حديثة ومتطورة للأمراض النادرة، ولدفع عجلة الابتكار والتقدم الطبي على مستوى الدولة والمنطقة. 
 
ينجم مرض كرابي الوراثي النادر بسبب نقص في إنتاج مادة المَيَالين، وهو الغطاء الواقي للأعصاب في الدماغ، ويؤدي هذا النقص إلى تلف شديد في الأعصاب وتعطل الجهاز العصبي، وتشتد خطورة هذا المرض في مرحلة الطفولة، وتتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً قبل بلوغ الطفل ثلاثة أشهر من العمر لمنع حدوث تلف كبير في الدماغ، والذي يهدد حياة الطفل، ما يعكس أهمية الكشف المبكر للمرض والتشخيص.
 
وكان قد تم إجراء عملية زراعة نخاع العظم للمولودة قبل بلوغها ثلاثة أشهر بصورة عاجلة، وبعد البحث عن متبرع للطفلة من أقاربها، تبين أن جدة الطفلة كانت متطابقة مع الطفلة، ولكنها كانت حامل حينها ولا ينصح بإجراء التبرع خلال الحمل، ولكن لحسن الحظ كانت الجدة في الشهر الثامن من الحمل، وبسبب مطابقتها تماماً مع الطفلة والحاجة إلى السرعة في تنفيذ الزراعة فقد تمت ولادة الجدة ،قيصرياً، في بداية الشهر التاسع، بالتعاون مع مستشفى الكورنيش، حيث قام فريق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بإجراء عملية سحب نخاع العظم خلال عملية الولادة وتحت التخدير ذاته من دون أضرار جانبية على صحة الجدة المتبرعة والمولودة.
 
وتوضح هذه الحالة الدور الهام للتشخيص والتدخل المبكر في علاج مرض كرابي، حيث تظهر 90% من الحالات بين عمر شهر وسبعة أشهر من العمر.
 
وعليه قام كل من الدكتورة مانسي ساشديف، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع لدى الأطفال، والدكتور ديفيد دينيسون، استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم، بالتعاون مع الدكتورة سليمة واني، استشارية أمراض النساء والولادة في مستشفى الكورنيش، والفريق الطبي لجمع الخلايا الجذعية من الجدة، خلال عملية الولادة، كما تم تحضير الطفلة لزراعة نخاع العظم لبضعة أيام، ومن ثم تم نقل الخلايا الجذعية المتبرّع بها لها في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية. 
 
من جهتها قالت الدكتورة ساشديف: «تمثّل عملية زراعة نخاع العظم للطفلة إنجازاً طبياً في معركتنا ضد الأمراض الوراثية، كما تُؤكد قدرتنا على تقديم رعاية دقيقة ومتقدمة هنا في أبوظبي من خلال برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، والذي يضم نخبة من أطباء أمراض الدم وزراعة نخاع العظم للأطفال والبالغين ومجهز بأحدث المختبرات والأجهزة الطبية. 

وأضافت: نحن مركز للتميز في زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم معتمد من قبل دائرة الصحة أبوظبي، فإننا نؤمن بأهمية التعاون بين الأطباء والمؤسسات الطبية المختلفة، والذي يمكننا من تقديم رعاية شاملة للمرضى، وهو ما قدمناه للطفلة حيث نجحنا في تقديم العلاج اللازم لها في الوقت المناسب وذلك بالتعاون مع مستشفى الكورنيش». 
 
وسلط الدكتور دينيسون الضوء على النتائج المهمة لهذه العملية قائلاً: «مستويات الإنزيم، التي كانت تقترب من الصفر سابقاً، أصبحت بعد إجراء الزراعة ضمن النطاق الطبيعي لدى الطفلة. ومع استمرار وجود الإنزيم بالمستوى الطبيعي، تمثل زراعة نخاع العظم علاجاً لمرضها وهو العلاج الوحيد لمرض كرابي».

وقالت الدكتورة سليمة واني: «إن التعاون في علاج الطفلة بين مستشفى الكورنيش، ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية يعكس مدى التزامنا بتطبيق أعلى معايير سلامة المرضى، والحصول على الدعم اللازم، ووضع صحتهم أولوية ويدل نجاح العلاج على أهمية مثل هذه التعاون بين المؤسسات الصحية لتقديم رعاية شاملة للمرضى».
 
وتقدّم زراعة نخاع العظم نتائج واعدة في المستقبل للمرضى الذين يعانون هذا المرض، وغيرها من الأمراض الوراثية. وتسهم الجهود الرائدة التي يبذلها «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» في توسيع آفاق علاج الاضطرابات الوراثية المختلفة، والذي يتماشى مع التزام المركز بتقديم علاجات شافية مبتكرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©