كيف صنعوا ثرواتهم؟ كاي دونكوين.. والت ديزني الصين

حسونة الطيب (أبوظبي)
في قرية صغيرة بمقاطعة غوانزو الصينية، نشأ كاي دونكوين في كنف أسرة فقيرة تمتهن الزراعة، عجزت عن إلحاقه بالمدرسة، ما دفعه للتدرب في أحد المصانع. عند بلوغه سن 17 عاماً، تمكن من إنشاء مصنع صغير لإنتاج لعب موسيقية من البلاستيك الرخيص. 
لم يحالفه الحظ في هذا المجال ليعود مرة أخرى للعمل في المصنع، قبل دخوله عالم رواد الأعمال. وكغيره من عمالقة الترفيه مثل، والت ديزني وحاييم سابان، جنى أمواله عبر سوق مرافق ترفيه الأطفال. وهو لم يزل دون العشرين من عمره، تطور من لعب الأطفال إلى الرسوم التلفزيونية المتحركة والأفلام الروائية، ليحقق أعلى إيرادات في تاريخ الصين لفيلم رسوم متحركة تم إنتاجه على الصعيد المحلي في ذلك الوقت.

أخبار ذات صلة

مهمة صينية خارقة لاستكشاف القمر

ماكرون وشولتس "ينسقان مواقفهما" بشأن الصين

 في العام 1992 وعند بلوغه سن 23 عاماً، قام كاي بتأسيس شركة ألفا توي، والبدء في تصنيع نماذج مصغرة من ألعاب السيارات ذات الدفع الرباعي. وللترويج لمنتجاته من هذه الألعاب، أطلق مسابقة لها، عمت إحدى هذه المسابقات 28 مدينة بمشاركة نحو 600 ألف من الصغار. ويشتهر فرع ألفا جروب الأميركي، بمنتجات سبونج بوب المعروفة حول العالم بين الصغار والكبار، وذلك من رسوم متحركة وألعاب أطفال. تمت مشاهدة مسلسل سبونج بوب سكوير بانتس، الذي ينتجه الفرع الأميركي، في أكثر من 208 بلدان حول العالم وترجمته لما يزيد عن 55 لغة.
وبحلول العام 1996، دخل كاي، عالم الرسوم المتحركة، عند جلبه مسلسل كرتوني ياباني عن سيارات الدفع الرباعي وبثه في إحدى القنوات التلفزيونية الصينية، الشيء الذي شجعه على إنتاج المسلسلات التلفزيونية. ومن أول المسلسلات التي أنتجها، مجموعة من الأطفال الذي يمارسون لعبة اليويو، ما أسهم في انتشارها حول العالم.
في العام 2009، تم إدراج الشركة في مؤشر شينزين تحت اسم ألفا للترفيه، بقيمة سوقية قدرها 800 مليون دولار. ومن خلال نشاطاته المتعددة في الرسوم المتحركة وإنتاج المحتوى مثل، الماعز المرحة والكبيرة (Pleasant Goat and Big) والذئب الكبير (Big Wolf)، ونشر الكتب وصناعة لعب الأطفال، تمكن من إنشاء شركة ألفا التي أطلق عليها اسم شركة ألفا غواندونغ للرسوم المتحركة والثقافة، والتي بلغت قيمتها السوقية نحو 8 مليارات دولار.
ومنذ انطلاق الشركة في 1992، تبنت منحى شبيهاً بمؤسسة والت ديزني الأميركية فيما يتعلق بمنتجاتها وشخصيتها. واقتداء بديزني، بدأ كاي، صغيراً ليحقق النمو شيئاً فشيئاً مستعيناً بالخبرة الإستراتيجية والصبر والمثابرة والتفاني. وبتوسع هذا النموذج من النشاط التجاري في 9 أفرع، دخل كاي عالم المال والأعمال بثروة قدرها 1.5 مليار دولار، تمكن من جمعها في غضون 20 عاماً.