الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كُتاب: «نصوص في العزلة» تترجم واقعاً ثقافياً مُلهماً

كُتاب: «نصوص في العزلة» تترجم واقعاً ثقافياً مُلهماً
3 يونيو 2021 02:13

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أشاد كُتاب وأدباء ومثقفون إماراتيون بالمبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة والشباب بشأن إصدار كتاب «نصوص في العزلة»، تزامناً مع يوم الكاتب الإماراتي، والتي تأتي توافقاً وانسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تخصيص يوم 26 مايو من كل عام يوماً للكاتب الإماراتي. وتدعو الوزارة من خلال المبادرة كافة الكتاب والأدباء للمشاركة بنصوصهم الأدبية «الشعر والسرد»، التي صورت عزلتهم، ورصدت جانباً من تجاربهم ومواقفهم وانفعالاتهم الإنسانية. 

كتابة العزلة
وقال الشاعر أحمد العسم: دائماً ما يكون الكاتب في عزلة ويمر في مراحل، ولكنها تخرج داخله من خيال وأفكار لم تطرح من قبل، وهي ضرورة لمراجعة ما أنجز في السابق وتقييم تجربته الممتدة وكيفية مواجهة تدفق المشاعر في مواجهة اللحظات الاستثنائية، مضيفاً، أن الكتاب الذي تتبناه الوزارة في مبادرتها يكتسي أهمية كبيرة، فهو من أهم الكتب التي ستصدر، لأن الكتابة في العزلة أظهرت شجاعة منقطعة النظير في تقييم الوضع، ووضعت حلولاً بناءة تخدم الإنسان والفكرة الإنسانية، وبلا شك أن المبادرة لها أنبل المقاصد الإيجابية والبعد الجميل، لأنها معنية بتحفيز المنجز الثقافي وإبداع المثقف.

التفرغ الثقافي
وأشار الشاعر حسن علي النجار إلى أن المبادرة تنيط بالمبدع مسؤولية أكبر في استغلال الأزمات والظروف المحيطة به في صقل موهبته، وإدارة الأزمة بإيجابية بناءة تخدم المجتمع وتصب في قالب الحركة الثقافية، لافتاً، إلى أن للوزارة جهوداً كبيرة تشكر وتقدر، وإسهاماتها واضحة لرسم صورة ثقافية مثلى تؤسس للمستقبل.
وتابع النجار: أتمنى في المستقبل أن تقوم الوزارة بمبادرة التفرغ الثقافي للمبدعين: من الشعراء والروائيين والكتاب الإماراتيين، وأن يكون التوجه لكل مبدع بشكل منفرد، وتعزيز الدعم في هذا المجال. وقد يكون هذا التفرغ محدداً بزمان ومكان ومشروع كتابي. وكذلك تنظيم ورش للمبدعين، بهدف رفع كفاءة المبدع، وغيرها من المبادرات التي تُشعر المبدع الإماراتي بالاهتمام الموجه له.

ريادة إبداعية
ومن جانبه، أكد الكاتب عبدالله السبب، أن وزارة الثقافة والشباب رائدة بمبادراتها منذ نشأتها الأولى بمسمياتها المختلفة، وحتى وقتنا الحاضر الذي أعلنت فيه أنها بصدد إصدار كتاب «نصوص في العزلة»، وهي مبادرة جديرة بالتقدير، وتستحق الدعم بما يجب، سواء من جانب المثقفين أنفسهم من خلال المساهمة في الكتاب برفده بأصدق وأدق وأرقى الإبداعات الأدبية التي تعاملت مع جائحة كورونا بحساسية إبداعية تفاوتت في ما بينها من حيث الجنس الأدبي واللغة الإبداعية والمضمون الفكري للنص، أم من خلال الإعلام الثقافي الإماراتي بمختلف صوره، المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني، الذي عليه تسليط الضوء على الكتاب، سواء من خلال الصفحات الثقافية، أم عبر برامجه ومحطاته المختصة بذلك. وتحسب للوزارة مبادرتها ومشروع كتابها الذي يجسد طرق المبدعين في مواجهة جائحة «كوفيد 19»، ويتعين الترويج له بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة. واختتم عبدالله السبب، أن مبادرة «نصوص في العزلة» تؤكد أن ريادة دولة الإمارات للحركة الإبداعية في العالم وما يواجهه من تحديات راهنة، فهي حاضرة فيها عبر كافة القنوات، بما في ذلك القناة الأدبية الموثقة لظروف الجائحة العالمية الراهنة بالكلمة المركزة على قدرة المبدع الإماراتي على تجسيد الوقائع بحساسية إبداعية عالية، بمختلف الطرق والأساليب الفنية المتواكبة مع الأحداث بلغة إبداعية رائعة.

حافز للإبداع
وأعربت الشاعرة بتول آل علي، عن سعادتها الغامرة بهذه المبادرة، مقدمة شكرها الجزيل لوزارة الثقافة والشباب على هذه الخطوة البناءة التي تسهم في صياغة الوجدان، متمنية أن تكون المشاركات بحجم هذه العزلة. وأوضحت أن «العزلة» بحد ذاتها هي أكبر محفز للكتابة، وهي منذ القدم ملاذ الكتاب والأدباء والشعراء وحتى العلماء، لافتة، إلى أن العزلة دائماً ما تبث الروح في نفوس أصحاب الأقلام، وحين تكون العزلة إجبارية يكون نتاجها أوقَع في النفس وأكثر مصداقية.
وتابعت آل علي: في العزلة ظهرَت لنا أروع النتاجات الأدبية، ولا أجمل من إبداعات أبي العلاء المعري في عزلته!، وللعزلة أنواع، فمنها العزلة الإجبارية كالظروف التي يعيشها العالم في هذا الوقت، وغيرها من العزلات التي قد تفرضها الحياة علينا. ومنها أيضاً العزلة الاختيارية، كالهجرة والتقوقع على الذات واعتزال مخالطة الناس و«الفوبيا» الاجتماعية وغيرها.
وحين تلتفت وزارة الثقافة والشباب لهذه العزلة الولّادة إبداعياً، وتبدأ بجمع نتاجها، فهي بلا شك تقف على أروع ما قد يكتبه الأدباء وأبدع ما قد يقرأه القارئ. واختتمت آل علي حديثها قائلة: بما أننا نعيش هذه العزلة ونتقاسم ظرفها الاستثنائي، فهنا يكون «للعزلة» وقع لا يكاد يضاهيه حديث إبداعي آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©