الخميس 23 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ«الاتحاد»: الكتاب فضاء لحوار الثقافات

أحمد بن ركاض العامري
3 نوفمبر 2021 01:11

محمد عبدالسميع

أكد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن الهيئة ترتكز في أنشطتها على رؤية استراتيجية مبنية على رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه تعزيز دور الكتاب والمعرفة كقيمة حضارية منتجة للوعي والحوار الإنساني.
وقال في حواره لـ«الاتحاد»: «إن مستقبل المجتمعات في العالم رهين وعيها بدور الكتاب في التغيير وقدرته على تسهيل الوصول إلى التطلعات والطموحات، لهذا قاد صاحب السمو حاكم الشارقة مشروع الشارقة انطلاقاً من الكتاب، ونجح خلال أربعين عاماً في إعادة بناء الصورة العالمية للكتاب العربي، ليشكل بذلك نموذجاً حضارياً في المنطقة والعالم».
وأشار إلى أن الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تنطلق من 3 إلى 13 نوفمبر 2021، تحت شعار «هنا.. لك كتاب»، تعزز توجهات الشارقة نحو قيادة حراك الصناعات الإبداعية وسوق النشر في العالم، وتقديم تجربة جديدة تحقق مستقبل المجتمعات، وتفتح فرصاً جديدة ومستدامة بين قطاع النشر وما يشترك معه في الأهداف من قطاعات حيوية أخرى. وأوضح العامري أن شعار المعرض يختزل رسالة تخاطب القارئ وتخبره أنه مهما كان اهتمامه سيجد كتاباً يلبي شغفه وينمي موهبته، داعياً الكُتّاب والناشرين وكل من يسهم في صناعة الكتاب إلى مواكبة احتياجات كافة فئات الجمهور باهتماماتهم المتنوعة، لجعل القراءة ثقافة تحقق القيمة المعرفية والمتعة والفائدة المرجوة منها، حول تفاصيل وفعاليات دورة معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام، وأهمية الكتاب باعتباره خير جليس للأجيال كافة، كان هذا الحوار...

* حدثنا عن جديد هذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وعن أرقام دور النشر العربية والأجنبية المشاركة؟
- وضعنا في هيئة الشارقة للكتاب استراتيجية للتحضير للدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، انطلاقاً من المكانة الدولية التي وصل إليها، ومن النجاح في تنظيم دورته السابقة في ذروة «الجائحة»، وحافظنا على ثقة الناشر العربي والدولي ولبينا شغف جمهور القراء وترقبهم الدائم لجديد المعرض.
وفي هذه الدورة يشارك أكثر من 1632 ناشراً عربياً وأجنبياً، من 83 دولة، يعرضون أكثر من 15 مليون كتاب، تشتمل على 1.3 مليون عنوان، منها 110 آلاف عنوان جديد يعرض للمرة الأولى في الشارقة، من مختلف لغات العالم، تشمل حقول الشعر والرواية والدراسات والتاريخ والنقد الأدبي والترجمة وكتب الطهي وأدب الطفل والفنون والعلوم الشرطية والبحوث القانونية وعلم الآثار وغيرها من المجالات، وبوسع الجمهور الاطلاع بسهولة من خلال تطبيق خاص بالمعرض يحمل اسم (SIBF)، على أسماء دور النشر المشاركة والعناوين الجديدة التي تعرضها.

* ماذا عن ضيوف المعرض هذا العام؟
- نستضيف هذا العام نخبة واسعة من الأدباء والفنانين والمثقفين من بلدان عربية وأجنبية للمشاركة في البرنامج الثقافي الذي يحفل بالأنشطة والجلسات والعروض المتنوعة، وضيوف هذه الدورة 85 كاتباً من 22 دولةً.
وهناك مفاجأة نقدمها للمشهد الثقافي العربي والعالمي من منصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، تتمثل في استضافة الأديب الحاصل على جائزة نوبل للآداب هذا العام الروائي عبدالرزاق جرنة، وذلك في أول حضور دولي له بعد نيله الجائزة، إلى جانب أسماء عالمية أخرى مثل كريس غاردنر، والكاتب ياسمينة خضراء من فرنسا، بالإضافة إلى نجوم من مشاهير الكتابة وعالم الأدب، وغيرهم من المبدعين والفنانين.
ومن الضيوف العرب الشاعر والفنان خالد عبدالرحمن، والروائية ميسون القاسمي، والكاتبة أحلام المستغانمي، والشاعر هشام الجخ، والفنان محمد صبحي، والشاعر فيصل العدواني، والكاتبة ومصممة المجوهرات عزة فهمي، والدكتور مدحت العدل، والكاتب والمؤرخ معالي الدكتور علي النملة، والدكتور أحمد عمارة، والفنان أحمد الجسمي.
ونحتفي هذا العام بإسبانيا ضيف شرف المعرض، حيث تشارك بـ 41 ضيفاً من المبدعين الإسبان الذين يقدمون 25 نشاطاً في مجالات أدبية وفنية متنوعة، لخلق حوار بين الثقافتين العربية والإسبانية، وجاء اختيار إسبانيا تقديراً لمساهمتها في المنجز الثقافي العالمي، وما يربطها من مشترك تاريخي بالثقافة العربية.

* هل ستكون هناك فعاليات مختلفة عن الدورات السابقة من المعرض؟
- يستضيف برنامج المعرض هذا العام أكثر من 1000 فعالية متنوعة، تجمع الجمهور بشخصيات ملهمة من مشاهير الأدب وعالم الكتابة والفنون المختلفة، ونهدف من خلال التنوع في الفعاليات إلى إثراء المشهد الثقافي العالمي من زوايا ورؤى إبداعية متجددة تخلق حواراً مثمراً بين الثقافات على أرض الشارقة.
ومن جديد المعرض هذا العام «قمة المكتبات الوطنية» التي ننظمها لأول مرة تحت شعار «الحضور، التفاعل، التأثير، والتعاون»، بحضور أكثر من 50 مشاركاً من 20 دولة، بالإضافة إلى مشاركة 20 مكتبة وطنية من مختلف أنحاء العالم.
واستحدثنا هذا العام ركن الرسامين والمصممين والمخرجين، الذي تقام فيه ورش عمل احترافية متخصصة بالتعاون مع معرض بولونيا لكتاب الطفل، بهدف دعمهم وإكسابهم خبرات جديدة تمكنهم من بلورة أفكار للارتقاء بالكتب المصورة.
ومن جديد هذه الدورة تنظيم فعالية ثقافية تقدمها دولة كندا بعنوان «قلبُ رحال»، تحتفي من خلال معرض خاص بـ35 عاماً من الحياة الأدبية للكاتب الكندي ذي الأصول الهاييتية (داني لافريير)، عبر 7 عروض تفاعلية مختلفة مستوحاة من 3 روايات مصورة للكاتب.

* ما خلفيات اختيار المعرض للروائي الكويتي طالب الرفاعي شخصية العام الثقافية؟
- الأديب الكويتي طالب الرفاعي اسم روائي كبير تجاوز بتجربته الأدبية الأفق المحلي ومنطقة الخليج إلى المشهد العربي، ولذلك يكرمه معرض الشارقة الدولي للكتاب باختياره شخصية العام الثقافية، تقديراً لمسيرته الإبداعية وإسهامه المشهود في حقول الرواية والقصة والنقد الأدبي، بالإضافة إلى تدريس فنون الكتابة الإبداعية.
وتكريمه في هذه الدورة من المعرض، يأتي أيضاً في سياق الاحتفال بالمكانة التي وصل إليها الأدب الخليجي من خلال اسم متميز، يسهم بكتاباته في مشهد الرواية والقصة العربية عامة، وينقل ملامح البيئة الخليجية بلغته وأسلوبه السردي، الذي يتقاطع مع المشهد الروائي العربي، ويخاطب القارئ في كل مكان من المحيط إلى الخليج.

  • من معرض الشارقة للكتاب في دورة سابقة (الصور من المصدر)
    من معرض الشارقة للكتاب في دورة سابقة (الصور من المصدر)

* تفتتحون هذه الدورة بمشاركة 83 دولة، في رأيكم ما سبب الإقبال على معرض الشارقة الدولي للكتاب من قبل الناشرين؟
- إقبال الناشرين على المشاركة في المعرض، يتصل بالمكانة العالمية التي حققها، حيث يعد واحداً من أكبر ثلاثة معارض للكتاب في العالم، ويكتسب أهميته من كونه أحد ملامح تجسيد مشروع الشارقة الحضاري.
وهذه الرؤية تتجسد في دعم حركة النشر والصناعات الإبداعية وتقديم التسهيلات للناشرين، وتسهم في جعل المعرض وجهة للناشرين والوكلاء الأدبيين والمترجمين والمهتمين بصناعة النشر وشراء حقوق طباعة الكتب وترجمتها.
وهذا العام نحتضن الدورة الـ11 من «مؤتمر الناشرين» الذي يضم مشاركين من مختلف بلدان العالم، بإجمالي 546 ناشراً ووكيلاً أدبياً، و35 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، يتدارسون هموم هذا القطاع لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون وابتكار حلول لاستدامة صناعة النشر وتطورها.

* ما أهم المرتكزات التي تحافظون عليها ليستمر نجاح المعرض؟
- نرتكز بالفعل على رؤية استراتيجية راسخة وممتدة منذ أكثر من أربعة عقود، تتمثل في توجه صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى تعزيز دور الكتاب والمعرفة كقيمة حضارية منتجة للوعي والحوار الإنساني، وملهمة للأفراد المتطلعين للمعرفة وتطوير مهاراتهم وتذوق جماليات الآداب العالمية.
فنحن نؤمن بأن مستقبل المجتمعات في العالم رهين وعيها بدور الكتاب في التغيير وقدرته على تسهيل الوصول إلى التطلعات والطموحات، ولهذا قاد صاحب السمو حاكم الشارقة مشروع الشارقة انطلاقاً من الكتاب، ونجح خلال أربعين عاماً في إعادة بناء الصورة العالمية للكتاب العربي، ليشكل بذلك نموذجاً حضارياً في المنطقة والعالم.

* تحرصون في هيئة الشارقة للكتاب على المشاركة في المعارض الخارجية، فما الأهداف والرسائل التي تهدفون إلى إيصالها من خلال مشاركاتكم؟
- مشاركات الهيئة الخارجية تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، تتمثل في الحرص على تعزيز التواصل بين الكتاب والمؤلفين في المشهد الثقافي الإماراتي والعالمي، من خلال إشراك الأسماء الإماراتية في الأنشطة الدولية ونقل إصداراتها إلى معارض الكتاب الدولية، والتشجيع على ترجمة ونقل الأدب المحلي والعربي إلى اللغات الأجنبية.

* كيف استطاعت هيئة الشارقة للكتاب التكيف مع الجائحة والاستمرار في تنظيم أنشطتها ومعارضها؟
- واصلت الهيئة أنشطتها وفعالياتها في البداية عبر الوسائط الرقمية، حيث نظمنا العديد من الندوات والفعاليات وورش العمل (عن بُعد)، ثم انتقلنا إلى الفعاليات الهجينة التي تجمع بين الحضور على أرض الواقع والتجربة الافتراضية، ولاحقاً عدنا إلى تنظيم الأنشطة بحضور الجمهور، وكان التكيف مع الجائحة مصحوباً باتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية والالتزام بطاقة استيعابية محددة للجمهور.
ونجحنا خلال العام الماضي في تنظيم الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليكون بذلك أول معرض دولي يعقد على أرض الواقع في العالم خلال فترة «كوفيد-19»، وتلاها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومعرض «كلمات من الشرق» للمقتنيات والمخطوطات النادرة، وغيرها من الفعاليات.
وأسهمنا في هيئة الشارقة للكتاب بالشراكة مع الجهات المختلفة في الإمارة والجهات الاتحادية في قيادة مرحلة التعافي وإنعاش سوق الكتاب على المستوى العربي والعالمي، ومن خلال الدورة الـ40 من المعرض، نبعث رسالة جديدة إلى العالم، يشير مضمونها إلى أن القراءة تجمعنا، وأن الكتاب وسيلة للحوار الإنساني بين مختلف الثقافات.

* ما هي رسالتك للكُتّاب والناشرين؟
- الرسالة يلخصها شعار هذه الدورة «هنا.. لك كتاب»، فنقول للقارئ مهما كان اهتمامك ستجد كتاباً يلبي شغفك وينمي موهبتك، ونقول للكُتّاب والناشرين، إن الكتابة والنشر مجال ينفتح على آفاق وموضوعات مختلفة ولا تحصر الكتاب في اهتمامات محددة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©