الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لامع الكوراني: «اقرأ» منهجية معرفية للقراءة المجتمعية

تركزت قراءات البرنامج على الروايات المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية (أرشيفية)
27 أغسطس 2022 03:00

نوف الموسى (دبي)

انطلق المنتدى العربي للكتاب «اقرأ»، من قبل مها شاكر مؤسسة المنتدى في الفترة ما بين عامي 2011 و2012 في مدينة دبي، وتركزت معظم القراءات الأدبية على الكتب المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية، انتقل بعدها منتدى «اقرأ»، إلى مسارات معرفية قرائية وفكرية واسعة، ساهمت في تعزيز مكانة الفضاءات الثقافية، والتفاعل المجتمعي المحلي بمختلف ثقافاته.
ويقول لامع الكوراني، مدير برنامج قراءات المسرح في المنتدى العربي للكتاب «اقرأ» لـ«الاتحاد»: «كنا وقتها مجموعة صغيرة، قادمة من خلفيات عربية مختلفة، وبقراءاتنا للواقع الثقافي الإماراتي المُشجع في إمكانية تناول الموضوعات الثقافية ومناقشتها ضمن أثرها الإنساني وقوتها في إدراك معنى حضور الآخر في حياتنا، انطلقنا إلى اكتشاف آفاق أوسع عبر مناقشة أمهات الروايات العالمية، وطعمنا مضامين منتدى «اقرأ» بروائع الأدب الروسي واللاتيني والفرنسي، ثم انتقالنا إلى مستوى أرحب من خلال كتب الفكر والفلسفة».

  • لامع الكوراني
    لامع الكوراني

وتابع الكوراني حديثه عن تجربته الشخصية في بيان أهمية منتدى «اقرأ»، الذي انطلق بـ 5 أشخاص، وصولاً إلى 900 شخص، يتشاركون برنامج سنوي للقراءة، قائم على منهجية معرفية، أيّ أن كل ما يُقرأ هو لبنة أساسية لسلسة مترابطة من الكتب، خاصةً الفكرية منها، وفق معايير تتناسب مع القراءة المجتمعية، ضمن مجموعة من الناس ينتمون لثقافات وهويات ومفاهيم متعددة، فالقراءة المجتمعية بطبيعتها تحمل بعداً تبسيطياً وتعريفاً عاماً للفكرة العميقة، التي تتوسع الرؤى حولها من خلال نقاشات المشاركين، ومنه فإن المنتدى فرصة لاستحضار الوعي المجتمعي وتطوير نواحيه الإنسانية والاجتماعية.  وعن كيفية تعاملهم مع منهجيات القراءة المجتمعية، قال الكوراني: «وردنا اقتراح بقراءة كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد، ورأينا كيف أن الكتاب فعلياً يحتاج إلى خلفية ثقافية، فنحن نتحدث عن نظريات فكرية ذات علاقة بالبنائية والتفكيكية وغيرها، لذا فالمجموعة تحتاج إلى تعريف ما قبل النقاش حول طبيعة هذه المناهج وكيفية تناولها، ما جعلنا نضع خطة لمجموعة كتب مسبقة تسهم في تقريب القارئ من التجربة القرائية لكتاب الاستشراق».
ومن التجارب الفارقة لمنتدى «اقرأ» لتعزيز التجربة الإنسانية من خلال القراءة المجتمعية، ما سرده الكوراني عن مناقشتهم لرواية «موت صغير»، للكاتب محمد حسن علوان، والتي حضرت فيها «الصوفية» كموضوع، ما جعل المجموعة القرائية تبحث أكثر عن كيفية تحول التصوف إلى ممارسة مجتمعية وقصائد شعرية ورقصات، موضحا كيف أنه بعد أن قدم محاضرة تفصيلية للتصوف ومدارسها ورموزها، ضمن أنشطة المنتدى، قرر المشاركون على أثرها تنظيم حدثاً سينمائياً، صادف شهر رمضان، من خلال أنهم استأجروا صالة سينما، شارك فيها نحو 40 شخصا، لمشاهدة مقاطع من اليوتيوب، تم تجميعها عن الرقص الصوفي من مختلف شعوب العالم الإسلامي، ليشكل الحدث أمسية رمضانية، أسست علاقات اجتماعية وصداقات عائلية، تطورت إلى رحلات وأنشطة خارجية. ولفت إلى أنه لن يكون الجميع بنفس الدرجة من التواصل، ولكنها بالتأكيد ساهمت في جسر الهوة بين العرب المشاركين من مصر واليمن والإمارات وفلسطين ولبنان والسودان وغيرها، الذين تجمعهم وحدة الثقافة واللغة. 

تقبل الآخر
تأمل فضاء تجربة القراءة المجتمعية، يساعد في فهم التحولات الثقافية في داخل كل مجتمع، كون التأثير المعرفي والشعوري للأفراد، ضمن مجموعة منسجمة في قيمها الإنسانية، ذات تأثير عميق ولحظي، خصوصا في مسألة إطلاق الأحكام على الآخرين، وبحسب لامع الكوراني، مدير برنامج قراءات المسرح في المنتدى العربي للكتاب «اقرأ»، فإن «القراءة المجتمعية بمقدورها أن تشعرنا بالتوازن، وتهدينا رؤى كبيرة لأفعال الأشخاص في الحياة، وجذور تلك الإشكاليات وأثرها، متسائلين أحياناً عن أسباب الرفض والقبول وأبعاد الجدل لأفكار وسلوكات الآخرين، وما يحدثه من تعطيل لتطور المجتمعات وتناميها على الصعيد الإنساني، لذلك فنحن نحتاج إلى مساحة نتشارك فيها أفكارنا ومعتقداتنا، من خلال إدراك قيمة القراءة وتجربتها انطلاقا من أنها السبيل الأسمى لمواجهة مخاوفنا وعلاقتنا مع أنفسنا والآخر».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©