الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ساجدة الموسوي: شهر فضيل يذكي في النفوس حب الخير

ساجدة الموسوي: شهر فضيل يذكي في النفوس حب الخير
9 ابريل 2023 02:27

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

الشاعرة العراقية المقيمة في الإمارات ساجدة الموسوي، تعيش أجواء رمضان، وهي تختزن ذكريات رمضانية عميقة، إذ تقول عن طفولتها في الشهر الكريم: كنت طفلةً حين تركنا بيتنا في منطقة الكرادة ببغداد، والذي ما زالت رؤى البستان القريب منه تعطّرُ ذاكرتي بروائح النارنج والبرتقال والخوخ وزهور الدفلى.
وتضيف الموسوي: بيتنا الجديد صار في زقاق أكثر سكانه من إخواننا المسيحيين إلا ثلاثة بيوت من المسلمين ممن بقوا في ذاكرتي، جاء رمضان وصادف زيارة جدّي لأبي (السيد حسن) وكان حين يقرأ القرآن بصوته الرخيم تنصت له حتى عصافير الحديقة في الدار، وقد اعتادت أمّي في كل رمضان أن توزع على الجيران من قدورها الشهية، لكنها في ذلك الرمضان سألت جدّي: «يا عمّي إن أكثر جيراننا من المسيحيين وأراهم طيبين ووديعين، هل يجوز أن نهديهم من طعامنا؟» ابتسم جدي، وقال لها: «نعم هم إخواننا في الإنسانية، وهم أهل كتاب، أهديهم من طعامنا فديننا أوصى بالجار»، وبذلك أضاف لي مسؤولية توزيع الطعام لجيراننا المسلمين ولسابع جار من المسيحيين، لا يهم أن تكتوي أصابعي بحرارة الصحون، حيث كانوا وأنا أطرق أبواب بيوتهم يلاقونني بأجمل تحية وأجمل ابتسامة.
وتابعت: ثم كبرت وصرت مع بناتهم ألعب ثم مع بناتهم أذهب للمدرسة، وكبرنا ورمضان في بيوتنا خيرات وبركات وإيمان يذكرنا بحب الخير والناس وإطعام الطعام وإفشاء السلام، يذكرنا بسحر أجوائه والقصص الجميلة التي توشي جلسات ما بعد الإفطار فكان لقصص التراث الجميلة ما ينعش خيالنا ويترك أثره على موهبتي حين بدأت خطواتي على طريق الشعر.
وتضيف الموسوي: ثم كبرت وازدادت قراءاتي للأدب العربي والعالمي، فصرت أتبارى مع أمي التي تحكي قصص التراث لأحكي لإخوتي ولها ولأبي شيئاً من كتاب كليلة ودمة لابن المقفع، أو من ألف ليلة وليلة أو قصة أحدب نوتردام وغيرها من القصص الجميلة.
حكايات لاتنسى 
 تقول الشاعرة ساجدة الموسوي عن الليالي الرمضانية: في ليل رمضان، كان يطيب السهر مع خالة والدي، وكانت تزورنا وهي محملة بكل الحكايات الجميلة عن جدها وعن رحلاته لبيت الله الحرام، كما كانت تحكي لنا قصصاً عن الخير والشر، وكيف ينتصر الخير مهما طالت حيلة الشر، كل القصص كانت تبث فينا عناق القيم المثلى ومحبة الناس والاعتزاز بالأهل والوطن. وتضيف: للآن، لا أنسى عبير ثيابها وصوتها الحنون، ويبقى لرمضان سحره الذي يذكي في النفوس حب الخير ومساعدة الآخرين، والتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©