السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جميل داري: رمضان شهر صفاء النفس والكتابة والإبداع

جميل داري
19 ابريل 2023 02:35

فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن لقاءات «الاتحاد» مع الأدباء ليحدثونا عن ذكرياتهم في شهر الصيام المبارك، وما يحتفظون من أيام الطفولة والشباب من عادات وطقوس وحكايات، حاورت بهذا الصدد الشاعر السوري جميل داري الذي قال: «ما أجمل الحديث عن الشهر الكريم رمضان الذي يزورنا في السنة مرة، ونترقّب قدومه الميمون عاماً بعد آخر بكل شوق، وفارغ صبر». وهو يرى أن طقوس يوميات الأدباء في رمضان تختلف عنها في الأيام العادية، ولذا فهو خلال هذا الشهر يصحو باكراً، ويتلو بعض سور القرآن الكريم، كما يستمع إلى القرآن الكريم بصوت كبار المقرئين، لاسيما عبدالباسط عبدالصمد. وخلال اليوم قد يقرأ بعضاً من الشعر القديم والجديد حتى يحين دوامه اليومي في عمله.
روحانية عالية
ويتابع الشاعر داري قائلاً: إن الصوم يولّد في النفس حالة عالية من الروحانية بحيث تتراجع بعض النزعات اللحظية، إذ تتعلق الروح بقيم سماوية سامية تساعد كثيراً على صفاء النفس والكتابة والإبداع. 
كما أن من طقوسه الأدبية في رمضان، أنه مع كل فجر تقريباً، وقبل بزوغ الشمس، يكتب عادة خواطر شعرية، كما يقرأ ما يحب من القصائد لشعراء مفضلين عنده، ثم يخرج من البيت بكامل لياقته الروحية وقوته النفسية.
وحول اختلاف الذكريات عن شهر رمضان سابقاً والآن، وبحكم اختلاف مراحل الحياة، يستدعي الشاعر جميل داري بيتين مما قال الشاعر أحمد رامي وغنته أم كلثوم:
ذكرياتٌ عبرَتْ أفقَ خيالي.. بارقاً يلمعُ في جنحِ الليالي
 نبَّهَتْ قلبيَ من غفوتِه.. وجلَتْ لي سترَ أيامي الخوالي. 
وهو يرى مع ذلك أن ذكريات الطفولة كلها جميلة مهما كانت صعبة، وهي أجمل فترات العمر، حيث لا همّ ولا غمّ ولا مسؤولية، على حدّ قول شاعرنا أحمد شوقي: 
خليّونَ من تبِعاتِ الحياةِ.. على الأمِّ يلقونها والأبِ.
ويؤكد أنه يتذكّر الآن من عهد الصبا، كيف كانوا يصومون إلى الظهر كما كان الأهل يقولون لهم، لأن الصغار قد لا يتحملون الجوع حتى المغرب، وكانوا حينها فرحين للغاية بهذا الأمر، ويزداد فرحهم أكثر عندما يسمعون صوت المدفع القريب من بيتهم فيرون مائدة مختلفة. ويبدو للشاعر داري أن ذلك الزمن كان أجمل في رأيه، فالناس كانوا بسطاء، ولذا يشده الحنين بلهفة إلى تلك الأيام المتلألئة بأنوار المحبة والبراءة، ويردد بيتاً قاله في شبابه قبل 40 عاماً: 
ليتَ الحياةَ طفولةٌ.. وإلى الطفولةِ منتهاها.
قراءات موسعة
وعن قراءات الشاعر في رمضان، يؤكد أن هذا الشهر الفضيل فرصة للعودة إلى أمهات الكتب التاريخية والدينية، ولكن الوقت قد لا يكفي للقراءة بالقدر الذي يريد، فيقطف من كل بستان وردة. وبما أنه يعمل مدققاً لغوياً في إحدى دور النشر في الفجيرة يتاح له أن يقرأ الكثير من الكتب التي هي من منشورات الدار، وهي الكتب التاريخية، وما يتعلق بتاريخ الإمارات العربية المتحدة، وتراثها العريق التليد. وأخيراً يرى الشاعر جميل داري أن رمضان فرصة للعودة إلى النفس والانطلاق بقوة في دروب الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©